2:48 مساءً / 17 أبريل، 2025
آخر الاخبار

الدكتورة ريم مشهور جوابرة ، حين يكون الأثر أعذب من الكلمات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتورة ريم مشهور جوابرة ، حين يكون الأثر أعذب من الكلمات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتورة ريم مشهور جوابرة ، حين يكون الأثر أعذب من الكلمات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في مسيرة العمر، تمرّ بنا وجوهٌ كثيرة، بعضها يمرّ كنسمة صيفٍ عابرة، وبعضها الآخر يستقرّ في القلب كنبضٍ هادئ لا يغادر، وتبقى ذكراه منقوشة في وجداننا كالنقش على صخرٍ لا يبهته الزمن. ومن بين تلك الأرواح النبيلة التي كان لها في حياتي أثرٌ لا يُنسى، تتلألأ الدكتورة الراقية ريم جوابره، كنجمةٍ لامعة في سماء العِلم والأدب والخلق الرفيع.

عرفت الدكتورة ريم من خلال منصّات التواصل الاجتماعي، في لحظة كانت تحمل بين طياتها بداية فصلٍ جديد من حياتي، يومها كنت قد قُبلت لمرحلة الدكتوراه، وكان في قلبي شغفٌ كبير وألف سؤال، فبادرتُ بالتواصل معها كمن يطرق بابًا يثق بأن خلفه نورٌ ورشد. لم تخذلني، بل فتحت لي قلبها قبل كلماتها، وكانت نعم المُرشدة والمستشارة، بصدرٍ رحب، وقلبٍ مفعمٍ بالخير، وعقلٍ ناضج مليء بالمعرفة والثقافة.

كان حديثها الأول بمثابة خارطة طريق، ونسمة طمأنينة، ومفتاح أمل، فقد لمست فيها تواضعًا يُشبه النسيم العابر بين سنابل القمح، ومهنية تُشبه اتقان الخزّاف في تشكيل الطين، وإنسانية نادرة تُشبه دفء الأم في ليالي الشتاء الطويلة.

ثم توالت الأيام، وتعززت العلاقة وتعمقت، لا بمرور الوقت فحسب، بل بتقاطع القلوب والأفكار، فتواصلنا مرات عديدة بشأن كتابي، ووجدتُ فيها الزميلة التي تُنصت، والصديقة التي تُساند، والكاتبة التي تُلهم، والباحثة التي تنسج من الحروف علمًا، ومن الفكرة بحثًا أصيلاً.

وفي أحد الأيام، بعثت إليّ استبانة لتحكيمها، فكانت كما عهدتها… تحمل في طيّاتها تميّزًا فكريًّا، ودقّة علميّة، ووضوحًا يدلّ على ذهنٍ متقدٍ لا يرضى إلا بالكمال. شعرت بالفخر، لا كمن يقرأ استبانةً فقط، بل كمن يشهد على ثمرة نضجٍ بحثيٍّ أصيل، يعكس وعيًا وتجربة واحترافًا نادرًا.

ريم جوابرة.. يا من خضتِ غربة السفر في تركيا لتحققي الحلم، وتقطفي ثمار الجد والاجتهاد، وها أنتِ اليوم نموذجٌ يُحتذى به للمرأة الفلسطينية المثقفة، الباحثة، الطموحة التي رسمت طريقها بإصرار، وواجهت التحديات بأجنحة الحلم.
إنكِ تكتبين أثرًا لا بالحبر وحده، بل بالمواقف، بالعطاء، وبحضورك الإنسانيّ الذي لا يُنسى.

نعم، إنما الإنسانُ أثر، وأثركِ يا ريم كالعبير في الحقول، لا تراه العيون، لكنه يُنعش الأرواح ويبهج القلوب.
فخورة بكِ جدًا، وبأننا نعيش زمنًا فيه نساء فلسطينيات أمثالك، يرفعن راية الفكر والعلم والتميّز عاليًا.


شكرًا لكِ لأنكِ كنتِ نبضًا نقيًا في مسيرتي، وبصمة خيرٍ لا تغيب.


دمتِ عنوانًا للفخر، ومجدًا يليق بكِ دائمًا.

شاهد أيضاً

حملة العرائض في إسرائيل التي تطالب بوقف الحرب تتسع

شفا – ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن 70 طبيبا عسكريا في الاحتياط انضموا للعريضة التي …