
شفا – صرح السفير الصيني لدى فيتنام خه وي بأنه يتعين على الصين وفيتنام الحفاظ على صداقتهما التقليدية التي تتسم “بالمودة والأخوة” والعمل معا لمواجهة التحديات العالمية.
وقال السفير في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء شينخوا، قبيل زيارة دولة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فيتنام من الاثنين إلى الثلاثاء، إن مثل هذه العلاقة تُعد أكثر تجسيد حي للصداقة التقليدية بين الحزب الشيوعي الصيني والحزب الشيوعي الفيتنامي، وبين البلدين.
ومع وقوفهما عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، يتعين على الصين وفيتنام اتباع التوافق الهام الذي توصل إليه زعيما الحزبين والبلدين، وتدعيم أساس علاقاتهما الثنائية من خلال الثقة السياسية المتبادلة عالية المستوى، والتعاون العملي عالي الجودة، والتبادلات الشعبية المعمقة، من أجل ضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في السلام والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وذكر السفير أن الصداقة التقليدية بين البلدين أرست أساسا متينا لنضالهما من أجل الاستقلال والتحرير الوطنيين، كما ضخت قوة دفع قوية في توطيد وتعميق تعاونهما الإستراتيجي الشامل، بما يضمن استقرار البلدين في مواجهة مشهد دولي معقد ومتقلّب.
وأشار إلى أن زعيمي الجانبين حافظا في السنوات الأخيرة على تفاعلات متكررة، حيث رسما مسار العلاقات بين الصين وفيتنام. وأضاف أن ذلك لعب دورا إستراتيجيا في دفع العلاقات بين الحزبين والبلدين.
قام شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بزيارة تاريخية إلى فيتنام في ديسمبر 2023، أعلن خلالها الجانبان بناء مجتمع صيني فيتنامي ذي مستقبل مشترك يحمل أهمية إستراتيجية، ما شكّل مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما قام تو لام، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي، بزيارة إلى الصين في أول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، ما ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.
وأشار السفير الصيني إلى أن الصين وفيتنام، بوصفهما شريكين يسيران على طريق الإصلاح والتحديث، يعتبران تنمية كل منهما فرصة مهمة بالنسبة للآخر.
وقال إنه مع شروع البلدين معا في الرحلة الجديدة لبناء مجتمع صيني فيتنامي ذي مستقبل مشترك يحمل أهمية إستراتيجية، دخل تعاونهما العملي أيضا مسارا سريعا يركز على تحسين الجودة والارتقاء بها.
وأشار إلى أن الصين ظلت أكبر شريك تجاري لفيتنام لأكثر من 20 عاما متتالية، فيما ظلت فيتنام لسنوات أكبر شريك تجاري للصين داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وأخذ السفير المنتجات الزراعية كمثال على ذلك، قائلا إن المنتجات الفيتنامية عالية الجودة مثل القهوة وجوز الهند الطازج تحظى بقبول كبير بين المستهلكين الصينيين، وأن أكثر من 90 في المائة من صادرات فيتنام من فاكهة الدوريان تذهب إلى الصين.
وذكر خه أنه في العام الماضي، جاءت الصين في الصدارة من حيث عدد المشاريع الاستثمارية المسجلة حديثا في فيتنام، مشيرا إلى أن خط مترو كات لينه-ها دونغ الذي شيدته الصين، وهو أول خط سكك حديدية خفيفة حضرية في فيتنام، قد وفر الراحة للركاب المحليين، كما أن محطة سوك سون لتوليد الطاقة من النفايات، التي ضخت الصين استثمارات فيها، تقوم بمعالجة 60 في المائة من النفايات المنزلية اليومية في هانوي.
ولدى تأكيده على الروابط الشعبية والروابط الثقافية القوية بين البلدين، قال إن زعيمي الحزبين اتفقا على جعل هذا العام عام التبادلات الشعبية بين الصين وفيتنام بمناسبة الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ما يعكس التزامهما العميق وآمالهما الكبيرة تجاه تعزيز أساس الدعم العام في كلا البلدين.
وصرح السفير بأنه من خلال إقامة سلسلة من الأنشطة، ستصبح الروابط بين الشعبين أوثق، وسيزاد الدعم العام للعلاقات الثنائية قوة.
وأشار خه إلى أنه بينما يمر العالم بتغيرات متسارعة لم يسبق لها مثيل منذ قرن ويدخل فترة جديدة من الاضطرابات، وجهت الولايات المتحدة على وجه الخصوص مؤخرا ضربة قوية للنظام الاقتصادي العالمي والإقليمي من خلال تسليح الرسوم الجمركية لممارسة أقصى الضغوط.
وفي مواجهة هذه التحديات، قال السفير إنه يتعين على الصين وفيتنام تعميق تعاونهما الإستراتيجي الشامل وضخ المزيد من اليقين والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا لا يمثل جانبا أساسيا في بناء مجتمع صيني فيتنامي ذي مستقبل مشترك يحمل أهمية إستراتيجية فحسب، بل يُعد أيضا خطوة ضرورية لتعزيز التعاون والتنمية الإقليميين.
إقرأ المزيد حول أخبار الصين ،، إضغط هنا للمتابعة ..

