
إعزوفة الموت، بقلم : نسيم خطاطبة
اِعْزِفْ لَحْنَ الموتِ وَارْثِينا
غَنِّ نشيدَ المجدِ يفدينا
موتٌ يَتَرَقَّبُ نَكبَتَنا
وعدوٌ بالنارِ يُرمينا
طِيرٌ تُحَلِّقُ فَوقَ الذُّرى
كَأنّا نَزْفْنا لِلعَينِ يُبكينا
في غزةَ سَطرْنا مَلاحِمَنا
وعلى دَربِ الإيمانِ ماضِينا
نُصلي للموتِ بِلا رَكَعٍ
كَنَخْلٍ بِأرْضِ النّارِ باقِينا
اِعْزِفْ لَحْنَ الحُرّيَّةِ الآنَ
وادقُقْ طُبولَ العِزِّ تُلقِينا
نَصرٌ لن يعرفه مُحتَلٌّ
وحياةُ الأحرارِ تُحيينا
بِجِنانِ الأبرارِ مَنَازِلُنا
للسماءِ نَصعَدُ راضِينا
نزفٌ بالدَّمِ في خُطى أملٍ
نشكو صمتًا للعُربِ ناسِينا
أقرابُنا باعَ دِمَانا ومَا
عادَ الإسلامُ لنا دِينا
تَعْلِيلةُ موتٍ تدقُّ المدى
نَنتظرُ الدورَ حتى يُوافينا
نَزُفَ ثم نُزَفَ للحورِ جَرى
نَحوَ الخلدِ خُطى الصابرينا
بِأرضِ الرّباطِ زهَقتْ نُفُسٌ
وبِكاءٌ في الدَّمِ يَهدِينا
تَسقِي العُشبَ الدامي أشْلاؤُنا
وَرَجاءُ الطّفلِ يُنادِينا
يَلعنُ صَمتًا عَرَبِيًّا خَبَا
وعُروبَتنا باتَتْ تَفْرِينا
صَمتٌ بالنّارِ يُساجِلُنا
ويلٌ لِمسلمٍ يُداهينا
مَنعوا الماءَ وكانَ السِّقَا
وَمَتْنا جوعًا ومَن يُبكِينا؟
شُلَّتْ أيدي الخَذلانِ بِنا
واستَسلمَتِ النّفسُ لِعادِينا
صَوامعُ للهِ تَهدَّمَتِ
وَكَلامُ العَربِ يُواسِينا
باعوا المسرى وتاريخَهُ
فَاعْزِفْ لَحنَ الموتِ… يكفينا
نَسِيمْ خَطَاطبِهْ