شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
الصديقة الغالية جمانة أبو زيد ، زهرة الوفاء التي تفتحت في بستان أيامي ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات
في مسيرة الحياة، نلتقي بالكثيرين، ويمر بنا العابرون كما تمر نسائم الصيف، نلمحهم ونمضي… لكن هناك أرواحٌ تسكن القلب، لا لأنهم مرّوا، بل لأنهم طبعوا على جدار العمر أثرًا لا يُمحى. ومن بين هؤلاء القلائل الذين خُلقت الصداقة على صورتهم، الصديقة والأخت والزميلة جمانة أبو زيد.
تعرفت على جمانة أثناء دراستي للماجستير، وكان لقاؤنا أشبه بلقاء نجمٍ بنجم في سماء واحدة، كأن الله جمع بين قلبينا ليكونا سندًا لبعضهما في درب العلم والبحث والمثابرة. ومنذ اللحظة الأولى، أدركت أنني أمام امرأة مختلفة… هادئة كنسيم الفجر، رقيقة كهمسة الأم، ومضيئة كحبر الصادقين.
كانت جمانة نموذجًا راقيًا للإنسانة المجتهدة المتواضعة. تسير بخطى ثابتة لا تطلب التصفيق، وتبذل كل جهدها دون أن تُحدث ضجيجًا. رأيتها تسهر، وتذاكر، وتخطط، وتكتب، لكنها كانت تفعل كل ذلك بابتسامة لا تفارق محياها، وكلمات طيبة تبث الأمل في من حولها.
في لحظات التوتر والامتحانات، كانت رفيقتي، كظل نخلة شامخة لا تهزّها الرياح، تقف بجانبي وتسندني، وتفرح لفرحي كما لو كان فرحها، وتحزن إن شعرتُ بالضيق كأنها تلبست حزني. تبادلنا الضحكات والتنهيدات، الإنجازات والتحديات، وكم من مرة كنا نراجع معًا ونرسم على دفاترنا طريق النجاح بالحبر والإرادة.
جمانة لم تكن مجرد زميلة دراسة، بل كانت صفحة بيضاء كتبت عليها الأيام سطور الصدق والأخوة، كانت كقطرة ندى في صباح غائم، تبعث في الروح نقاءً وأملًا. وكلما مرّ اسمها في بالي، شعرت أن قلبي يبتسم… نعم، الإنسان أثر، وأثر جمانة في قلبي لا يُنسى.
رغم أن الأيام قد فرّقت بيننا أجسادًا، إلا أن الأرواح تبقى موصولة بحبال من الودّ والدعاء، وذكريات لا يذبلها الزمن.
شكرًا جمانة على كل لحظة صدق، وكل كلمة دعم، وكل ابتسامة عزّزت فيّ الإصرار.
شكرًا لأنك كنتِ النور في أيام الدراسة، والسند في لحظات التحدي.
ستبقين في القلب دائمًا، كما تبقى الزهرة في الذاكرة، مهما ذبلت، فإن عبيرها لا يغادر.
غاليتي… أثرك طيب، وذكرك جميل، وصداقتك كنز من كنوز أيامي التي أفتخر بها دومًا.
