
محور موراج : الممر الجديد لاعادة تشكيل خارطة غزة ، بقلم : إسماعيل مسلماني
إسرائيل قررت السيطرة على محور موراج بعد عام ونصف من التوترات المتصاعدة في غزة، وذلك كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل الواقع الأمني والسياسي في المنطقة. وفقًا للتقارير، المحور يُعتبر نقطة استراتيجية تربط بين رفح وخان يونس، مما يمنح إسرائيل قدرة أكبر على مراقبة التحركات وتقويض أي مقاومة فلسطينية.
القرار جاء في سياق تصعيد الضغط على حركة حماس، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد يعزل المناطق الجنوبية عن باقي القطاع، ويعيد هندسة الجغرافيا السكانية والسياسية. كما أن السيطرة على المحور تحمل دلالات سياسية تهدف إلى طمأنة القوى اليمينية داخل الحكومة الإسرائيلية عبر إحياء فكرة العودة إلى المناطق التي تم الانسحاب منها عام 2005.
السيطرة على محور موراج تحمل أهدافًا استراتيجية متعددة، وهي جزء من خطة أكبر تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة وتقويض أي مقاومة فلسطينية.
الأهداف الاستراتيجية :
- عزل المناطق الفلسطينية : يهدف الاحتلال إلى تقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة، مما يعيق حركة الفلسطينيين ويضعف التواصل الجغرافي والاجتماعي.
- تعزيز الأمن الإسرائيلي : يُعتبر المحور جزءًا من استراتيجية أوسع لمنع أي تهديد أمني محتمل من خلال السيطرة على المناطق الحيوية.
- توسيع المستوطنات : السيطرة على المحور تسهل توسيع المستوطنات الإسرائيلية وربطها بشبكة طرق استراتيجية.
- إضعاف المقاومة : من خلال تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في المناطق المحيطة.
جزء من خطة أكبر :
نعم، السيطرة على محور موراج تُعتبر جزءًا من خطة أوسع تشمل إنشاء مناطق عازلة، مثل “ممر فيلادلفيا الثاني”، بهدف إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية والجغرافية للقطاع تحت ذريعة الأمن القومي
اتفاقية بروتوكول المعابر لعام 2005 نصت على إخلاء محور فيلادلفيا من الوجود العسكري الإسرائيلي، بهدف تحسين الوضع الإنساني وتعزيز التطور الاقتصادي في غزة. ومع ذلك، فإن إنشاء محور موراج يبدو أنه يتعارض مع روح هذه الاتفاقية، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدامه كأداة لتقسيم قطاع غزة وعزل مدينة رفح عن باقي القطاع، مما يعزز السيطرة العسكرية الإسرائيلية ويقوض أي جهود لإعادة بناء الثقة بين الأطراف.
محور موراج كهدف إسرائيلي :
- الاحتلال الإسرائيلي قد يعتبر محور موراج نقطة استراتيجية لتوسيع نفوذه العسكري في غزة، خاصة في ظل التوترات الحالية.
- استخدام المحور كوسيلة لتقسيم القطاع إلى مناطق معزولة، مما يعيق أي جهود لإعادة التواصل الجغرافي والاجتماعي بين الفلسطينيين.
- تعزيز الضغط على المقاومة الفلسطينية من خلال السيطرة على المناطق الحيوية.
وفقًا للتقارير الحديثة، يبدو أن هناك نية إسرائيلية لإعادة النظر في تقسيم قطاع غزة، وهو ما يعكس استمرارية في التفكير الاستراتيجي الذي كان جزءًا من خطة شارون. التقارير تشير إلى أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم القطاع إلى مناطق معزولة أو “كانتونات” منفصلة، مما يسهل السيطرة الأمنية والعسكرية عليها.
خطة شارون والسياق الحالي : - خطة شارون الأصلية عام 2005 ركزت على الانسحاب من غزة مع الاحتفاظ بالسيطرة على الحدود والمجال الجوي والبحري، مما جعل القطاع أشبه بسجن مفتوح. ومع ذلك، لم تكن الخطة تهدف إلى تقسيم القطاع داخليًا كما هو مطروح الآن.
- الوضع الحالي يشير إلى تحركات إسرائيلية تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة وممرات أمنية داخل القطاع، مما يعكس تطورًا في الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية بعد الأحداث الأخيرة.
التغيرات الكبيرة : - تغير الوضع الأمني والسياسي منذ خطة شارون، خاصة مع سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007، أدى إلى تغيير المعادلة الأمنية.
- التحركات الإسرائيلية الحالية تبدو أكثر تركيزًا على السيطرة العسكرية المباشرة وتقويض أي مقاومة فلسطينية، مع تجاهل الجهود الدولية للتهدئة.
الوضع في غزة في المستقبل القريب يبدو معقدًا، حيث تشير التقارير إلى استمرار التوترات العسكرية والسياسية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بأن الحرب في غزة قد تتوقف قريبًا، مما يعكس جهودًا دبلوماسية لتهدئة الأوضاع. في الوقت نفسه، عقدت قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، حيث شدد القادة على ضرورة وقف إطلاق النار ودعم إعادة إعمار غزة، مع التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
أما فيما يتعلق بالأفق السياسي، فقد رحب الاتحاد الأوروبي بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة، معتبرًا أنها تشكل أساسًا جادًا للنقاش حول مستقبل القطاع، مع التأكيد على ضرورة وجود حلول موثوقة في مجالات الحوكمة والأمن وإعادة الإعمار. من جهة أخرى، هناك أصوات إسرائيلية تدعو إلى طرح أفق سياسي للفلسطينيين، حيث يرى بعض الخبراء أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق الاستقرار، بل يجب توفير رؤية سياسية واضحة تضمن الأمن والازدهار للفلسطينيين أيضًا.
بناءً على هذه التطورات، يبدو أن هناك جهودًا دولية لإيجاد حلول سياسية، لكن نجاحها يعتمد على مدى التزام الأطراف المختلفة بتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
- – إسماعيل مسلماني – مختص بالشأن الإسرائيلي