10:41 مساءً / 12 أبريل، 2025
آخر الاخبار

حرية الصحافة، وقدسية المستشفيات، وحماية طواقم الإسعاف، أكذوبة تُقال في المؤتمرات وتُقتل في الميدان ، بقلم: د. سرمد فوزي التايه

حرية الصحافة، وقدسية المستشفيات، وحماية طواقم الإسعاف، أكذوبة تُقال في المؤتمرات وتُقتل في الميدان ، بقلم: د. سرمد فوزي التايه

حرية الصحافة، وقدسية المستشفيات، وحماية طواقم الإسعاف، أكذوبة تُقال في المؤتمرات وتُقتل في الميدان ، بقلم: د. سرمد فوزي التايه


لم تكد تمُر أيام على مجزرة المُسعفين التي نفَّذها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقِّ خمسة عشر موظفاً من فريق الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل السلطان غرب مدينة رفح بقطاع غزة حتى استهدف ذات الجيش خيمة للصحفيين بجوار مُجمَّع ناصر الطبي بخان يونس؛ أسفر عن استشهاد الصحفيين حلمي الفقعاوي، وأحمد منصور حرقاً ودون رحمةٍ ودون النظر بعين اعتبار للقوانين الإنسانية والشارات الدولية المُعترف بها دولياً، ودون احترام المكان المقصوف ضمن أروقة واحد من المستشفيات التي من المُفترض أن يكون له قُدسيته المُتفق عليها.

في فجر الثالث والعشرين من آذار من العام 2025م، لبى طواقم من الدفاع المدني، والهلال الأحمر الفلسطيني، وإحدى وكالات الأمم المتحدة نداءات استغاثة أطلقها جرحى ومُحاصرون مدنيون في تلك المنطقة، لينطلق الفريق الإنساني المُشترك سِراعاً لإغاثة الملهوفين ظانين كل الظن أنَّ زيَّهُم المُميز، ومركباتهم التي يلُفُّها شارات الحماية المدنية والدولية بشعاراتها المُتعارف عليها والتي تعتليها الإضاءات المعروفة قد تحميم من رصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي وقذائفه المحمومة والتي لم تكن تعبأ بكل تلك الرموز والعلامات الأُممية! فما أن وصل الفريق إلى هناك، حتى تم إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة، ثم تم اقتيادهم بعد تقييدهم وإعدامهم من مسافة صفر بإطلاق الرصاص على صدورهم ورؤوسهم وهم مُكبَّلي الأيدي، ليتم بعدها دفنهم في حفرةٍ عميقةٍ لم يتم الوصول إليهم إلا بعد ثمانية أيام من البحث والتَّحري المُضني وقد أضحوا جُثثاً مدفونةً على بُعد نحو مئتي متر من مكان تواجد مركباتهم الإسعافية التي تم تدميرها هي الأخرى!

وغير بعيد عن ذلك اليوم، وتحديداً في فجر يوم الاثنين الموافق السابع من نيسان 2025م، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخاً على خيمة صحفيين بجوار مستشفى ناصر الطبي بخان يونس، ما أدى إلى احتراق الخيمة برُمَّتها واستشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي، وإصابة الصحفي أحمد منصور إصاباتٍ بالغةٍ نتيجة الحروق الشديدة التي أتت على أنحاء من جسده واشتعال النار فيه! كما أصيب عدد آخر من الصحفيين، وُصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة!


في ذلك اليوم الأليم، استُشهد الصحفيان دون أن يكونا يحملان السلاح أو يُطلقان النار، بل كل ما كانا يحملانه فقط الكاميرات على اكتافهم والقضية العادلة في قلوبهم؛ عاملان على نقل الحقيقة كما هي إلى العالم الغارق في الظلمات وهما يُظنان أنَّ هناك بالفعل حُرية صحافة، وحُرية كلمة، وحُرية لنقل الصوت والصورة وإبرازها أمام العالمين دون أن يعلما أو يُدركا أنَّ تلك الكلمات أنما هي أكذوبة تُقال في المؤتمرات، وتُقتل في الميدان دون نظرة لحُرمة مستشفى أو سُترة وخوذة صحافةٍ واقيةٍ مُطرَّز عليها شعار الصحافة المعروف عالمياً والمحمي بموجب القوانين الدولية؛ لتُمسي تلك الشعارات كلماتٍ مُهترئةٍ لا قيمة لها في أرض فلسطين المُستباحة بأيدي مُعتدٍ، مُحتلٍ، مُتعجرفٍ، يعلو على كل القيم التي يُنادى بها في المحافل الدولية.


لم تكن حرية الصحافة هي التي تم انتهاكها في تلك الحادثة الأليمة التي سقط بها الشهداء الصحفيون حرقاً أمام شاشات التلفزة وعلى مرآى ومسمع من الناس جميعاً على طول الكرة الأرضية وعرضها، كما لم تكن حادثة مجزرة المُسعفين هي الحادثة الوحيدة التي يُقتل بها الطواقم الطبية والإسعافية والأُممية في أجواء وأرجاء تلك المقتلة منذ أحداث السابع من اكتوبر وما قبلها وما بعدها؛ فقد شهدت المستشفيات، وكثير من المراكز الصحية والطبية في قطاع غزة الكثير من الانتهاكات والاعتداءات التي طالتها اقتحاماً، وقصفاً، وحرقاً، وتدميراً، واعتداءً على طواقمها والعاملين فيها؛ لينال الكثير منهم القتل، والأسر، والتعذيب! ناهيك عن الاعتداءات والانتهاكات التي طالت الصحفيين، وطواقم الإسعاف، والهلال الأحمر، والدفاع المدني، والذين سقط العديد منهم طوال تلك الحرب الضروس بأيدي وسلاح مُحتلٍ تعامى عن تلك المهنة الإنسانية؛ فضرب بعرض الحائط القوانين الدولية التي من المُفترض أنها خُلقت لتوفير الحماية والحصانة لمُرتادي تلك المهن الإنسانية الرائدة.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم السبت 12 أبريل كالتالي :عيار 22 67.700 دينارعيار 21 …