9:06 مساءً / 12 أبريل، 2025
آخر الاخبار

السيدة جواهر أبو علي (أم إياد) سيدة الحضور الدافئ، وظل النخلة الفلسطينية التي تظلل القلوب بالعطاء ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

السيدة جواهر أبو علي (أم إياد) سيدة الحضور الدافئ، وظل النخلة الفلسطينية التي تظلل القلوب بالعطاء ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

السيدة جواهر أبو علي (أم إياد)… سيدة الحضور الدافئ، وظل النخلة الفلسطينية التي تظلل القلوب بالعطاء ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

حين تمرّ في حياتك أرواح من نور، لا بدّ أن تتوقف عندها طويلًا، تتمعن في نقائها، وتستلهم من عطائها، وتشكر الله على اللقاء الذي خلّف فيك أثرًا لا يُمحى. ومن بين تلك الأرواح الطيبة، التي إن حضرت غمر المكان دفءٌ وحنان، وإن غابت ظلّ عبيرها في الذاكرة… السيدة الفاضلة، أم إياد، زوجة سعادة السفير وليد أبو علي.

امرأة فلسطينية من طرازٍ نادر، تحمل في قلبها دفء الوطن، وفي روحها نقاء الأرض، وفي خطواتها هيبة الأمهات حين يقدن البيوت إلى برّ الأمان، ويرفعن الراية بيد، ويطحنّ الحبّ والعطاء باليد الأخرى. هي ليست فقط زوجة سفير، بل سفيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى… سفيرة للحنان، والدعم، والبذل الذي لا يُنتظر عليه شكر، بل يُعطى حبًا، ويُمنح وفاءً، ويُقدَّم كأُنس لا يُنسى.

وراء كل رجل عظيم امرأة، تلك المقولة التي تُردَّد كثيرًا، لكنها تتجسّد حقيقة حيّة في شخصية أم إياد؛ فهي ظلّ الرفيق وسند القلب، رفيقة طريق سعادة السفير، وزوجة حملت معه مسؤولية الوطن لا فوق ورق، بل فوق الأكتاف والقلوب. كانت حاضرة في كل مناسبة، تبارك، تساند، تبتسم، وترحّب، وكأنها تقول لكل فلسطيني زائر أو مقيم في ماليزيا: “أنتم لستم ضيوفًا، أنتم في داركم، والقلوب لكم مسكن وميناء.”

رأيتها في أكثر من مناسبة، فكانت كالضوء حين ينهمر بهدوء، يملأ الأركان دون أن يُحدث ضجيجًا… تحيطك بحنانٍ يُشبه حضن الوطن إن طال الفراق، وابتسامةٍ تشبه الأعياد حين تعود بعد الغياب. امرأة تتقن كل تفاصيل الحب، بدءًا من تحضير الأطباق الفلسطينية بيدها، وحتى رعاية المشاعر الصغيرة التي لا يلتفت لها كثيرون.

لا أنسى تلك الأمسية الرمضانية التي حُفرت في الذاكرة، يوم تم تكريمي من قبل سعادة السفير وزوجته الفاضلة بمناسبة حصولي على درجة الدكتوراه، فكان الحفل أشبه بوليمة قلب، وعرس وفاء… جلسنا حول مائدة إفطار صنعتها بيديها الطيبتين، وكانت النكهات تحمل روح فلسطين، وتفاصيلها تشبه بيتًا دافئًا بمدخنة حبٍّ لا تنطفئ.

رغم وجود الموظفات، كانت أم إياد تعدّ الطعام بنفسها، تسكب الحبّ في القدور، وتنثر الذكريات في الصحون، وتقدم فلسطين كما لم تذقها من قبل… فلسطين الطيبة، البسيطة، الندية بأيدي نسائها.

مرت أكثر من سنتين على تخرجي من ماليزيا، وما زال أثرها في ذاكرتي طازجًا كما اللحظة الأولى… امرأة إذا تحدثت لامستك كلماتها، وإن صمتت ظلّ طيبها في الأجواء، وإن رحلت بقيت في القلب أثرًا عطرًا لا يبهت.

شكرًا يا أم إياد على كرمك الذي يسبقك، على طيبتك التي تُشبه غيم المطر، وعلى أثرك الجميل الذي لا يُنسى…

أنتِ أنشودة نساء فلسطين حين يُزهرن في الغربة، وراية الصبر حين تُرفرف فوق البيوت العامرة بالإيمان، وستظلين كما عرفتك: سيدة القلوب، ودفء السفارة، ونبض الوطن في عيوننا جميعًا.

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم

الاحتلال يقتحم بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مساء اليوم السبت، بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم. …