
فتح تنعى فارس خالد شهيد العلم ورفيق الحلم العربي ، بقلم : محمود جودت محمود قبها
نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بكلماتٍ يقطر منها الوجع ويفيض منها الفخر الشهيد التونسي الطالب فارس خالد الذي ارتقى اليوم وقد علّق قلبه بعلم فلسطين ورفعه عاليًا في ساحات الحقّ قبل أن تسرقه يد الغدر منّا وتعلّقه نجمةً في سماء الشهداء الخالدين.
فارس لم يكن مجرّد طالبٍ جامعيّ بل كان طيفًا من نورٍ عربيّ حمل في عروقه نهر قرطاج وفي عينيه وهج القضية الفلسطينية وفي روحه جمرات الحنين إلى وطنٍ محتلّ… كان يشبه القصائد في حماستها يشبه الأعلام في رفرفتها ويشبه الرصاص في صلابته وصدقه ارتقى شهيدًا في يومٍ خُلِق ليكون منبرًا لنصرة الشعب الفلسطيني يومًا عالميًّا للتضامن فحوّله فارس إلى ميدان شهادة وإلى عنوان جديد في دفتر المجد العربيّ.
أكدت حركة “فتح” في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية أن فارس خالد لم يسقط، بل ارتقى ولم يرحل بل خُلد وأن دمه الطاهر قد خطّ على الأرض رسالة حبّ خالدة بين فلسطين وتونس وجسّد بدمه معزوفة الحرية مؤكدًا وحدانية المصير بين الشعوب الحرة وعلى رأسها شعب تونس الشقيق الذي لم يتخلَّ يومًا عن قضيّة فلسطين بل ظلّ رافدًا حيًّا لها في المحافل والمواقف.
إن مشهد فارس خالد وهو يحاول رفع العلم الفلسطيني ليس مشهدًا عابرًا في ذاكرة الزمن بل لوحة خالدة نقشها بدمه ليذكّر العالم أن الأعلام لا تُسقط وأنّ من يحمل فلسطين في قلبه لا تُرهبه البنادق ولا تمنعه الحدود لقد كان فارس كما اسمه فارسًا في ميدان الموقف ومحاربًا في ساحة القيم ومُلهمًا للأجيال التي آمنت أن الحرية لا تُستجدى بل تُنتزع إنّ استشهاد فارس خالد هو انضمام إلى قافلة الشهداء العرب والأحرار الذين وهبوا أرواحهم قربانًا لفلسطين ليبقى طريق القدس مفروشًا بدم الشجعان لا بالتواطؤ ولا بالصمت.
تقدّمت حركة “فتح” بأحرّ مشاعر العزاء والمواساة إلى الشعب التونسي العظيم ولعائلة الشهيد وذويه مؤكدةً أنّ هذه التضحية ستظلّ منارة تهدي درب النضال وعهدًا متجدّدًا بمواصلة الكفاح حتى تُرفع راية فلسطين خفّاقةً فوق أسوار القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية نم قرير العين يا فارس فقد رفعت العلم فارتفعْت وارتويت من نبع المجد العربيّ… وستبقى صورتك كما العلم الذي أحببت ترفرف في قلوب الأحرار وتصرخ في وجه الظلم هنا كان فارس خالد… هنا كانت فلسطين.
ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د . محمود جودت قبها