2:52 صباحًا / 18 أبريل، 2025
آخر الاخبار

ارحموا شباب الوطن ، بقلم : إيمان مرشد حماد

ارحموا شباب الوطن ، بقلم : إيمان مرشد حماد

ارحموا شباب الوطن ، بقلم : إيمان مرشد حماد

إن الشباب هم القلب النابض في جسد المجتمع وأيُّ جسد بلا قلب سليم مصيرهُ المرض والضعف ومن ثم الموت، والشباب هم من يحملون شعلة الإبداع الإبتكار لإحداث تغيرات إيجابية ومستقبل زاهر لأي مجموعة بشرية.

ويلعب الشباب دوراً محورياً في مختلف نواحي الحياة سواء في التعليم أو السياسة أو الإقتصاد كما أنهم أصحاب المساهمات الحيوية والفاعلة في العمل التطوعي والأنشطة المجتمعية، وهم من يمتلكون القوة الحقيقية في أي مجتمع متحضر ومتطور لأن لديهم القدرة على إلهام الآخرين وتوجيه دفة الإبداع نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

والشباب ليسوا فقط جزءًا من المجتمع بل هم العجلة الأساس في دفعه نحو التقدم والإزدهار ، ولكن هل هذا ممكن في جميع الظروف والاحوال؟ أم أنه لا بد من منحهم الفرص والدعم اللازم ليكونوا قادرين على لعب دورهم المأمول في مجتمعهم وأن يتم الاستثمار في طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية؟

وبناءً على ما سبق يحق لأي حر غيور على مصلحة وطنه أن يسأل أسئلة جوهرية استنكارية ألا وهي :

استحلفكم بالله: ما الذي يجري بحق الشباب في فلسطين؟!

ألا يكفي ما يعانوه من سياسات الإحتلال التي ادت إلى هجرتهم وحرمان الوطن من كفاءتهم وقدراتهم؟

ومن هو المسؤول عن السياسات التي جمدتْ قدرات الشباب وأدت إلى إصابتهم بإحباط مزمن؟

ألم يَحِن الوقت للتوقف عن تحجيم الشباب وهدر طاقاتهم وإحباطهم؟

نحن أصبحنا نعاني من أزمة ثقة بين الشباب وصُنّاع القرار وأرباب العمل وشركات التوظيف وإن استمر الوضع على ما هو عليه دون الانتباه إلى جدية الوضع وضرورة إصلاحه فإننا سنخسر خيرة شبابنا لصالح الغربة ونُحرم من قدراتهم بسب الإكتئاب والإحباط الذي يأكل طاقاتهم.

أصبح الشاب يدرس لسنوات تمتد من 4_6 سنوات بجد واجتهاد وفي نهاية المطاف يصبح عاطلاً عن العمل بلا أمل ولا مستقبل، وسيجد ان ما تربى عليه من مبادئ المثابرة والإجتهاد قد أصبحتْ من اساطير الزمن الجميل التي لا تجد لها حيزاً في عالم التطبيق.

والأنكى من ذلك ، أن اي بريق أمل سرعان ما يتحول إلى سراب عند مواجهة الواقع. فقد أصبح الخريج يُستَغَلْ لأشهر بل ربما سنوات تحت مسمى التدريب وإكتساب الخبرة وطبعا من أين سيحصل الشاب على الخبرة إذا رفض الجميع توظيفه؟ أضف إلى ذلك أن هناك عقود إذعان يضطر فيها الشاب للموافقة عليها ليجد عملا فيعمل دون الحد الأدنى للأجور تحت ذريعة ان الشخص وافق ، عِلماً ان هذا الشخص يعلم تماما انه يستغل حاجة هذا الموظف إلى العمل وتجده لا يشعر باي تأنيب ضمير عندما يحقق الأرباح الفاحشة ولا يريد أن يدفع لمن ( يحرث) عنده راتبا يحفظ كرامته ويغطي احتياجاته.

ومن الظواهر المقلقة هو الاحتيال على طالبي العمل بتكليفهم بأعمال مثل الرسم الهندسي وتصميم الجرافيك بحجة ان صاحب العمل يريد أن يرى شغلك قبل أن يوظفك، ليحصل على سهرك وتعبك دون أي مقابل ومن ثم يقول لك لم يعجبني تصميمك ومن ثم يأخذه بدون أي مقابل ويفعل ذلك مع الكثيرين. هذا غير المهن التي تتطلب التدريب العملي ويعمل طلابها بجد واجتهاد لصالح من يتدربون عنده ولا يحصلون حتى على أجرة الطريق ويستمر الأهل في حمل هذا العبء على كتفهم.

ومما يزيد الدين بلة هو حيتان العمل الذين يعملون بأكثر من وظيفتين أو حتى ثلاث ليضيقوا الدنيا على الخريجين الجدد ويأخذون فرصهم في الحصول على وظيفة. ومن الظواهر المنتشرة في المدارس الخاصة والجامعات ايضاً هو توظيف المتقاعدين برواتب أقل من خبراتهم ليستفيدوا من رغبتهم في استمرار العمل بدلا من توظيف الشباب.

يا جماعة ماذا يفعل الشباب وأين يذهبون؟ كيف سيبدأون حياتهم ؟ من أين سيتزوجون ؟ كيف لهم ان يبنوا لأنفسهم بيوتاً أو شققاً ؟ هذه سياسات كارثية على الشباب ومستقبلهم وإذا لم يتنبه العقلاء لما يجري سوف تسوء الأمور وتفقد اهم عنصر بنّاء في مجتمعاتنا. ارجو ان تجد كلماتي هذه استجابة من المسؤولين والوطنين من أجل وطن قابل للحياة.

إيمان مرشد حمّاد

شاهد أيضاً

9 طائرات شحن محملة بالقنابل الأمريكية تصل إسرائيل

شفا – أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة الأميركية تنفذ جسراً جوياً غير مسبوق …