10:25 مساءً / 28 أبريل، 2025
آخر الاخبار

شذا مصطفى كنعان – بشارات ، سيدة المجد الصامت، ووردة فلسطينية تنبت في صخر الحياة بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

شذا مصطفى كنعان - بشارات ، سيدة المجد الصامت، ووردة فلسطينية تنبت في صخر الحياة بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

شذا مصطفى كنعان – بشارات ، سيدة المجد الصامت، ووردة فلسطينية تنبت في صخر الحياة بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

في حديقة الحياة، لا تُثمر كل الأغصان، ولا يطيب العطر في كل الزهور، لكنّ هناك أرواحًا تشبه الزهر النادر، إن مرّ بك عبيرها لا يُنسى، وإن غابت لحظة، بقي أثرها يملأ المكان.


ومن بين هذه الأرواح التي أتشرف أن تكون في حياتي، بل وأنتمي إليها فخرًا وامتنانًا، هي الأخت والصديقة وابنة العم: شذا كنعان-بشارات.

امرأة حملت في قلبها أحلامًا كأجنحة السنونو، لا تسكن الأرض، بل تحلّق دومًا نحو الأعالي، نموذج ناصع للمرأة الفلسطينية التي لا تُكسر، بل تنكسر من أجل أن تُعيد تشكيل ذاتها على هيئة إنجاز.


رغم المسؤوليات، ورغم زواجها المبكر، لم تضعف أحلامها، ولم تنطفئ جذوة الطموح في داخلها، بل أشعلت من كل عثرة شمعة، ومن كل تحدٍ سُلّمًا للصعود، ومن كل تعب ميدالية عز.

شذا… يا من صنعت من الإرادة معطفًا تتدثّر به أيامك، وأكملتِ دربك بكل شموخ، نلتِ درجة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة، وكنتِ الأم والزوجة والطالبة والقدوة في آنٍ واحد، وكأنكِ تقولين للعالم: لا شيء يقف في طريق من يؤمن بنفسه.

ولم تكتفِ شذا بالدراسة، بل جمعت بين الفكر والجسد، فكانت ولا تزال مدربة لياقة وكراتيه متميزة في أكاديمية الأقصى للكاراتيه، تبث في طالباتها القوة والمرونة والثقة، كما تبث في محيطها روح التحدي والأمل. فهي لا تدرّب الجسد فحسب، بل تزرع الشجاعة في النفوس، وتعلمنا أن الانتصار يبدأ من الداخل.

رغم مشاغل الحياة وبعد المسافات، تبقى شذا كضوءٍ لا يخبو، تذكرني دائمًا، تسأل عني، تفرح بنجاحي، وتغمرني بدعواتها وطيب مشاعرها.


وحين أراها، أو أتلقى منها رسالة محبة، أشعر أنني أملك كنزًا لا يقدر بثمن،
صديقة تشبه الوطن في حبّها، وتشبه الربيع في حضورها، وتشبه الجبل في ثباتها، وتشبه البحر في عمقها وعطائها.

شذا…

يا من تعكسين صورة المرأة الفلسطينية في أجمل معانيها،
يا من تكتبين قصتكِ على صفحات الأيام بحبر الإرادة والأمل،
يا من صنعتِ من واقعكِ حكاية فخرٍ تُروى،
لكِ مني كل التقدير،
ولكِ في القلب مكان محفوظ لا يُزاحمكِ فيه أحد.

أثركِ خالدٌ لا يُنسى،
وبصمتكِ عنوان،
ودربكِ مفروشٌ بأمنيات طيبات،
فحقًا… “إنما الإنسان أثر”،
وأثركِ يا شذا، لا يشبهه أثر.

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم دورا جنوب الخليل ويداهم منزل أسير محرر

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، دورا جنوب الخليل، وداهمت منزل أسير …