6:55 مساءً / 7 أبريل، 2025
آخر الاخبار

الأستاذة فلسطين عبد الرحيم سرحان ، نبع طيبة، ورفيقة دربٍ ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذة فلسطين عبد الرحيم سرحان ، نبع طيبة، ورفيقة دربٍ ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذة فلسطين عبد الرحيم سرحان ، نبع طيبة، ورفيقة دربٍ ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في مسيرة الحياة، تمرّ بنا أرواح تترك في القلب أثراً لا يُمحى، وتجعل من الذكرى طقساً جميلاً نلجأ إليه كلما أردنا أن نطمئن بأنّ الخير ما زال يسكن الناس، وأنّ الصداقات الحقيقية لا يبهتها الزمن، بل تزداد بريقاً وبهاءً. ومن بين تلك الأرواح الطيبة التي أكرمني الله بمعرفتها، كانت الأخت والصديقة العزيزة فلسطين سرحان، الإنسانة التي يحمل اسمها الوطن، وتحمل روحها المحبة والوفاء والسمو في التعامل.

تعرفت إليها خلال مرحلة الماجستير في جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية، فكانت منذ اللحظة الأولى كغيمة بيضاء مرّت على قلبي، فأنزلت منه الطمأنينة، وارتوت منها روحي بماء المودّة الصافية. لم تكن زميلة عابرة في طريق العلم، بل كانت أختًا بالمعنى الأعمق، وصديقةً بالمعنى الأجمل، وشريكة دربٍ بالمعنى الأوفى.

كنا نسير في طريق العلم… وكان حضورها بهجة الطريق

شاركنا مقاعد الدراسة، وساعات السهر، وأوراق البحث، وكم من مشروع مشترك جمع بين أسمائنا، لا كأسماء فقط، بل كقلوبٍ تنبض بالعطاء، وعقولٍ تضيء بالفكر. كانت فلسطين رفيقة البحث والإنجاز، وشريكة النجاح، ومرآة الطموح الصادق.


نتبادل الآراء، نكتب، نعدّل، نراجع، ونعيد، وكأننا نغزل من خيوط المعرفة ثوبًا يليق بأحلامنا، وتبقى فلسطين دائمًا اليد الممتدة بالمساعدة، والكلمة الطيبة في وقت الضيق، والابتسامة الدافئة التي تُذيب توتر اللحظات.

حضورها… كضوء القمر في الليالي الحالكة

ما زلت أذكر كل التفاصيل الصغيرة التي ربطتنا، من جلسات العمل إلى وقفات التشجيع، من تبادل الملاحظات الأكاديمية إلى مشاركتنا الضحكات النابعة من القلب، وكأنّنا نكتب فصلاً من رواية جميلة، أبطالها المحبة الصافية، ووقودها الاحترام المتبادل.


فلسطين كانت ولا تزال كالسنديانة الفلسطينية، شامخة بالعطاء، وأصيلة في كلّ تصرف، وزاهية في كلّ تعامل.

هي الإنسانة التي تفرح لكَ كأنّها أنت، وتدفع بك للأمام دون أن تنتظر جزاءً أو شكورًا. تقف بجانبك في صمتٍ نبيل، وتشجعك في حضورٍ عذب، وتظلّ نبرتها ناعمة مثل نسيم الصباح الذي يبعث الحياة في الروح.

إليكِ يا فلسطين… يا من كان اسمكِ وطناً، وفعلكِ سلاماً، وأثركِ طيباً لا يزول

شكرًا من القلب على كل لحظة صدقٍ جمعتنا،
على كل نجاح شاركتِني به،
على كل دعمٍ صامتٍ نابع من طيبة قلبك،
على حضوركِ الذي لا يُنسى، وأخلاقكِ التي تُدرّس،


فحقاً كما قيل: “إنّما الإنسان أثر”،
وأنتِ أثركِ باقٍ في القلب، مزروعٌ كزهرة لا تذبل، وذكرى لا تُمحى،
بل أنتِ من النماذج التي نُعلّم عنها، ونفتخر بأننا كنّا يومًا جزءًا من رحلتها.

دمتِ بخيرٍ وعطاءٍ دائم يا فلسطين،
ودام الأثر الطيب عنوانك، والرفعة طريقك،
وجعل الله كل ما قدمتِ في ميزان حسناتكِ،
فأمثالكِ ترفع لهم القبعات، وتُروى عنهم الحكايات.

شاهد أيضاً

محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل يستقبل مدير عام الشرطة اللواء علام السقا

محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل يستقبل مدير عام الشرطة اللواء علام السقا

شفا – استقبل محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل بدار المحافظة، مدير عام الشرطة …