9:27 مساءً / 7 أبريل، 2025
آخر الاخبار

الدكتورة سهى زهير أسعد تفال ، زهرة فلسطينية تنبت في دروب المجد، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتورة سهى زهير أسعد تفال ، زهرة فلسطينية تنبت في دروب المجد، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتورة سهى زهير أسعد تفال ، زهرة فلسطينية تنبت في دروب المجد، ورفيقة دربٍ صنعت من الطموح جسراً إلى العلا ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في رحلة العمر، يرسل الله إلينا أرواحًا تشبه النور، نلتقيها فنشعر أن الدنيا بخير، وأن الصداقات الحقيقية ما زالت تنبت كأشجار الزيتون في أرضنا، ثابتة، وارفة، وعميقة الجذور. ومن بين هذه الأرواح التي تشرفت بلقائها، كانت الدكتورة الفاضلة سهى تفال… امرأةٌ تحمل في قلبها من الرفق ما يداوي، ومن الرقي ما يُبهر، ومن التواضع ما يُحبّب القلوب بها ويشدّ الأرواح إليها.

عرفتها ذات يومٍ ونحن نؤدي مهمة مراقبة امتحانات في جامعة القدس المفتوحة – فرع نابلس، وكانت زميلتي في ذلك اليوم، ولكن سرعان ما تحوّلت الزمالة إلى نقطة انطلاق لصداقة نادرة، كزهرة برية نبتت في أرضٍ خصبة من الاحترام والتقدير.

رأيتها أول مرة، فلفتني فيها سكونها الجميل، واتزانها الواضح، وتواضعها الرفيع، كأنها سحابة طيبة مرت على روحي فأنزلت بردًا وسلامًا. وخلال حديث قصير، علمتُ أنها تتابع دراستها للدكتوراة في المغرب ، وكانت كلماتها لي بمثابة المفتاح الذي فتح لي باب القرار للسفر وبدء مشواري في الدكتوراة.

صوتٌ يشبه الأمل… وأختٌ في زمنٍ ندر فيه الوفاء

لم تكن سهى زميلة عابرة، بل كانت أشبه بمنارة في بحرٍ تتلاطم فيه القرارات والتحديات. حين كنت أتأرجح بين الحلم والواقع، كانت تقول لي بثقة: “أكملي، سافري، اصنعي مستقبلك، فالحلم لا ينتظر.”


كلماتها، كغيمة مباركة، ظللت قلبي، ورطّبت خوفي، وجعلتني أمضي بثبات.

ومنذ ذلك اليوم، لم تنقطع جذور المحبة، وبقيت العلاقة مزهرة كغصن وردٍ لا يعرف الذبول. كنا نتبادل التهاني، ونفرح لنجاحات بعضنا كما لو كانت إنجازات شخصية. رغم اختلاف التخصصات، كنا نسعى لأن نلتقي عند نقطة العلم، وأن نخلق من تباعد المسارات تقاطعًا للخير والعمل المشترك. تشاركنا أفكارًا بحثية، وتناقشنا في مشروعات مستقبلية، وظلّ التواصل بيننا كجسر من نور، لا تهدمه المسافات ولا تعكر صفوه الأيام.

إلى سهى… الفلسطينية التي لا تنكسر

أنتِ لستِ فقط باحثةً طموحة أو دكتورة أكاديمية متميزة، بل أنتِ امرأة فلسطينية بحجم الوطن، مثابرة، صلبة كجذع زيتونة، وحنونة كحكايات الجدات في المساء.


أنتِ قصة عزيمة تمشي بين الناس، ووجه بهيّ يعكس معنى أن تكون فلسطينيًا يحب الحياة رغم قسوتها.

شكرًا لكِ دكتورة سهى، لأنك كنتِ صوتًا من نور في بداية طريقي، ولأنك بقيتِ رغم الزمان والمكان، الصديقة التي تفرح من القلب، وتساند من الأعماق، وتعطي بلا حدود.

أفتخر بكِ، وأعتز بأنني عرفتكِ،
وأشهد أن أثركِ في قلبي خالدٌ لا يبهت، دائمٌ لا يزول،
تمامًا كحكايات العظماء التي لا تموت.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الأثنين 7 أبريل كالتالي :شراء 3025 بيع 3026