
أرواح تذبح في صمت ، عن جرائم لا يراها القانون ، بقلم : هدى زوين
في الأزقة التي لا تطرقها أقدام العدالة، وفي الزوايا البعيدة عن ضوء القانون، تحدث جرائم لا تُكتشف. لا يُعثر فيها على بصمات، ولا يسيل فيها دم، لكن ضحاياها كُثر… وأغلبهم على قيد الحياة.
هناك حيث تُذبح الأرواح ببطء، وتُجلد القلوب بكلمة، وتُشنق الثقة من أعلى شجرة للخذلان… هناك تبدأ الجرائم الروحية.
لا تحتاج إلى سلاح، ولا إلى صوت. أحياناً، نظرة كفيلة بإشعال حريق داخلي لا يُطفأ. ابتسامة كاذبة قد تترك ندبة في صدر أحدهم لا تُشفى. والخذلان، يا صديقي، لا يُطلق رصاصة واحدة، بل ألفًا، كلها تصيب الروح مباشرة، ومن هنا يأتي السؤال
من قال إن الألم يُقاس بالدم؟
هناك من يضحكون كل يوم بينما أرواحهم تحتضر.
هناك من يعيشون بعينين مفتوحتين، لكنهم مغمورون في ظلام داخلي كثيف.
كل خيانة تترك خلفها شظية في القلب. كل كذبة تُربك بوصلة الثقة. وكل كلمة سُمٍّ مغلّفة بالعسل، تزرع ورمًا خفيًا في الوعي… ينمو بصمت، حتى ينهار الإنسان داخليًا دون أن يعلم السبب.
في هذا الزمن، لم تعد الطعنات تأتي من الخلف فقط.
بعضها يُقدَّم مع فنجان قهوة.
بعضها يأتيك من عين تُحدّق بك، تبتسم، وتغرس فيك شيئًا لا يُرى.
إنه زمن الممثلين، والوجوه المستعارة، والكلمات المعقمة التي تخبئ خلفها نية سامة.
فهل من نجاة؟
لا توجد أقفال تحمي الروح، ولا دروع تمنع الطعنات اللامرئية.
لكن ربما…
ربما تكون العزلة المؤقتة نجاة، والصلاة في الظلمة شفاء، والبكاء في الخفاء طهارة.
ربما يكون الاعتراف بالألم أول خطوة نحو النجاة من هذا القتل البطيء.
ليس كل من يسير بيننا حيًا… وليس كل من صمت نجا.
فاحذر أن تكون قاتلًا دون أن تدري، أو ضحية دون أن تعلم.