
عالم الموسيقى اسمعوا لها وأنصتوا ، بقلم : شروق أحمد
“الموسيقى تعطي روحًا للكون، أجنحة للعقل، طيرانًا للمخيّلة وحياة لكل شيء” – أفلاطون.
عالم الموسيقى هو عالم الفردوس وجنة عدن الحقيقية، عند بداية أي لحن أو أغنية تطرب لها الروح ويشتعل القلب بالنور، وأول ما تسمعه الأذن “أوف” من حنجرة فيروز أو الشيخ صالح عبد الحي وهو يردد ” ليه يا بنفسج بتبهيج وأنت زهر حزين” أو عندما يصدح صوت الشيخ أحمد زكريا “شوف الزهور وتعلم” عندها تشفي كل آلام الروح وتسمع لهم وتنصت بخشوع، لأنهم ينشدون أنغام تخشع لها حتى الأرواح التي لم تعد موجودة معنا وهي في العالم الثاني فهؤلاء هم انبياء الإنسانية.
لو كان عالمنا العربي يتحدث لغة جبران خليل جبران والفنان العراقي رضا علي لكنا في سلام دائم حتى مع الكائنات الأخرى على هذا الكوكب، لو كنا فقط نرى الآخر من عدسةِ الموسيقى والشعر وليس من منظور الدين والعبادات والكهنوت لكنا الآن فوق القمر، أو على الأقل نعيش بسلام بدون الحروب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس حتى الأموات لم يفلتوا من التطرف أصبحت عادة نبش القبور في الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأسط عادة للانتقام من الطرف الآخر، الموتى لدى الشعوب الأخرى تدفن وسط الأزهار وتكرم الأرواح بالموسيقى والشعر، ونحن هنا في العالم العربي حتى الميت لا يرتاح في عالم الأرواح.
الموسيقى هي سر هذه الحياة لا أتخيل حياتي بدون نغمة موسيقية وأنا أعيش على هذا الكوكب الغريب العجيب، كم أحب في منتصف كل يوم أن احتسي القهوة مع الألحان الموسيقية التي تحدث روحي وعقلي وتعيد التوازن لحياتي خصوصا بعد يوماً كامل من سماع الأخبار الكئيبة عن حرباٍ أهلية هنا، وهناك آلاف القتلى على الهوية والآلاف التي تُقتل كل يوم في الشرق الأوسط كأنهم حجر أو جماد. كم تعودنا على الدم لتصبح الموسيقى هي شي تافه وثانوي لا تعد كدواء للقلب، فالشعوب التي تكره الموسيقى هي شعوب تخلوا من الحب والرأفة والطمأنينة والأمل، لأن الموسيقى والقراءة هما غذاء للروح والضمير، فأنا أستمع للموسيقى طوال اليوم وفي كل لحظه من يومي، فالموسيقى هي أجمل نعمة أو معجزة نزلت على البشرية وكأنها صلاة تغذي الحياة وتجعل النفس البشرية في سلام مع الآخر.
“احترس من هذا الرجل، إنه لا يحب الموسيقى” – وليم شكسبير.