5:09 صباحًا / 17 أبريل، 2025
آخر الاخبار

صوت الجنوب : رؤية شرق أوسطية : “الرسوم الجمركية المتبادلة” تعكس رعونة أمريكية تقود العالم إلى ركود اقتصادي

شفا – شينخوا – يعكس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأمريكية “رعونة” أمريكية تسببت في إطلاق شرارة حرب تجارية لن يسلم أحد من تداعياتها.

ووقع ترامب الأربعاء الماضي أمرا تنفيذيا بشأن “الرسوم الجمركية المتبادلة” على دول عدة بنسب مختلفة، ووفق القرار التنفيذي، سيتم فرض رسوم جمركية بنسب تتراوح بين 10% إلى 49% على جميع الواردات الأمريكية، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم.

ومن شأن هذا القرار أن يغير الخارطة التجارية العالمية، ويؤدي إلى رفع الأسعار العالمية، وإحداث ركود اقتصادي سيعاني منه الجميع، دول ومواطنون، وفق خبراء اقتصاديين.

وأكد الخبراء أن منطقة الشرق الأوسط سوف تتضرر كثيرا من القرار الأمريكي الذي سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط وانخفاض أسعاره.

رعونة أمريكية

وقال عوني الداود رئيس مركز الدستور للدراسات الاقتصادية، ومقره الأردن، إن القرار “الشمولي” لترامب بفرض رسوم جمركية على معظم دول العالم يتوافق مع العقلية “التجارية” للرئيس الأمريكي، فهو “يخلط الأوراق ويرفع السعر ثم يبدأ التفاوض لتحصيل أقصى قدر من الفائدة”.

وأضاف الداود لوكالة أنباء شينخوا أن المفاجأة في قرار ترامب أنه شمل دول العالم دفعة واحدة، وليس على دفعات، حيث طال نحو 180 دولة ومنطقة، واعتبر أن الرسوم الجمركية “أسوأ من أسوأ سيناريو” كان يخشاه الكثيرون في عالم المال.

بدوره، رأى الدكتور يعرب محمود أستاذ الاقتصاد بالجامعة العراقية أن ترامب اختار هذا التوقيت لفرض الرسوم الجمركية للضغط على الدول التي هددها بعد توليه منصبه مثل بنما والمكسيك وكندا وغيرها، كما يسعى للضغط على الاقتصاد الصيني من خلال هذه الرسوم.

وأردف محمود أن “هذا ما اعترف به ترامب عندما قال إن الرسوم الجمركية تمنحنا سلطة كبيرة للتفاوض ولقد استخدمتها بشكل جيد للغاية في ولايتي الأولى”، وهذا مؤشر خطير على استخدام الاقتصاد بصورة سلبية للكسب السياسي.

وتابع أن هذا الإجراء يدل على السياسة الخاطئة لترامب، وإذا لم يتراجع عنها فإن تداعياتها ستنعكس بصورة سلبية على علاقات أمريكا مع دول العالم في كافة المجالات.

بينما أكد الخبير الاقتصادي السوري ناظم عيد أن توقيت فرض الرسوم الجمركية ليس آنيا بل استمرارا لسياسة ترامب السابقة التي تقوم على المواجهة الاقتصادية مع خصومه، وربما في المستقبل سيكون هناك مفاجآت أكبر.

وأضاف ناظم عيد أن ترامب يمتلك مشروعا اقتصاديا ينطلق من خلال أبعاد براغماتية بحتة، وما أعلنه بخصوص التعريفات الجمركية الجديدة جزء من الحرب التجارية مع “محور ربما منافس أو مناوئ اقتصاديا للسياسات الأمريكية”.

من جانبه، أكد وزير التجارة التونسي الأسبق محمد المسيليني، أن رسوم ترامب الجمركية تعكس “عنجهية ورعونة الخيارات السياسية والاقتصادية للإدارة الأمريكية”.

حرب سياسية ذات طابع اقتصادي

ووصف المسيليني، الرسوم الجمركية الأمريكية بأنها “حرب سياسية” على الجميع بغض النظر عن طابعها الاقتصادي.

وقال المسيليني لـ شينخوا إن هذه الرسوم “هي بالفعل إعلان حرب تجارية على الجميع، وإعلان خروج على القانون الدولي الذي تجسده منظمة التجارة الدولية”.

بدوره، قال الداود إن ترامب يعد الرسوم الجمركية أداة أساسية لسياسته الخارجية، وهذا القرار التجاري الاقتصادي في إطاره العام لا يخلو من البعد السياسي في علاقة الولايات المتحدة مع دول العالم.

بينما أوضح عيد أن ردود أفعال الدول التي ستتأثر تجارتها بالقرار الأمريكي ستكون “المعاملة بالمثل”، وهو مبدأ تجاري قائم في عالم الاقتصاد.

وتابع أن أمريكا دولة صناعية كبرى لكن لا يمكن أن تنكفئ وتستقل بذاتها في تعاملاتها التجارية واقتصادها وصناعتها عن باقي دول العالم، وبالتالي يمكن أن تضغط الدول المتضررة على الاقتصاد والشركات الأمريكية.

وأردف أن تداعيات الرسوم الأمريكية ستكون كبيرة وبما أن الشرارة الأولى للحرب التجارية بدأت فإننا سنشاهد حلقات كثيرة، ولن يكون هناك أحد بمعزل عن التحديات الصعبة ومنها الركود الذي سيترتب على القرار الأمريكي الجديد.

وشاطره الرأي المحلل الاقتصادي السودانى زهير البكرى بقوله إن الرسوم الجمركية الأمريكية يمكن أن تؤدي إلى حرب تجارية عالمية وارتفاع الأسعار وحدوث ركود اقتصادي، وستكون لها تأثيرات اقتصادية على كافة الدول بما فيها الولايات المتحدة نفسها.

واعتبر أن هذه التعريفات الجمركية “ضربة كبيرة” للاقتصاد العالمي، وانتهاك لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية.

اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد

وحذر المسيليني، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية سيكون لها انعكاسات كبيرة على التجارة العالمية، حيث ستشهد سلاسل الإمداد اضطرابات كبيرة، ما سيؤثر دون شك على كلفة المنتجات الاستهلاكية.

في حين قال عوني الداود، إن قرار ترامب سيغير الخارطة التجارية العالمية وسيؤدي الى رفع الأسعار العالمية ومزيد من التضخم وقد يؤدي إلى ركود اقتصادي سيعاني منه المستهلك الأمريكي أيضا.

وأضاف أن تأثير الرسوم الأمريكية سيكون “مباشرا” بحجم زيادة الرسوم على كل دولة، و”غير مباشر” من خلال انعكاسات ارتفاع الأسعار عالميا على جميع الدول.

واستدرك “لكنه في المقابل سيؤدي لسياسات تجارية إقليمية وتكتلات جديدة تسعى لمزيد من الاعتماد على الذات بعيدا عن الاقتصاد الأمريكي، وتجربة بريكس ماثلة للعيان، فالعالم لن يسكت وستدافع الدول عن اقتصاداتها في مواجهة هذا القرار”.

فيما قال ناظم عيد إن الدول الأكثر تصديرا للولايات المتحدة الأمريكية ستكون الأكثر تضررا، فمع هذه الرسوم الجمركية سيكون هناك تقييدا لحركة التجارة والتدفق السلعي تجاه الداخل الأمريكي، وبالتالي ستتضرر اقتصادات الدول التي تصدر إلى أمريكا وسيتضرر المواطن الأمريكي بالطبع لأنه سيدفع تكاليف أكثر وربما ستضرر الصناعة الأمريكية التي تعتمد على مدخلات مستوردة من مختلف بقاع العالم.

بدوره، أكد الدكتور نبيل كحلوش أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن الرسوم الجمركية الأمريكية مبنية على فكرة الحمائية الشديدة، وتوقيتها يتعلق بمشروع أمريكي يسعى إلى كسر سلاسل التوريد والتحول إلى التصنيع المحلي.

وتوقع كحلوش أن يكون للقرار الأمريكي تداعيات واسعة أهمها أن فك الارتباط سيؤدي إلى التهديد بانخفاض النمو الاقتصادي في العديد من الاقتصادات النامية، التي تعتمد أساسا على هذه السلاسل من التوريد.

هل يتضرر الشرق الأوسط؟

وقال الدكتور يعرب محمود إن منطقة الشرق الأوسط ستتضرر كثيرا من هذا الإجراء الأمريكي كون أغلب دولها تعتمد على النفط بشكل أساسي، وسيكون المواطن العادي أكبر ضحية لهذه الرسوم الإضافية، لأن كل المواد الغذائية سترتفع أسعارها.

وأضاف أن الرسوم الجمركية الجديدة ستنعكس آثارها السلبية على كل دول العالم كونها ستؤدي إلى ركود اقتصادي، وهذا سيقود إلى انخفاض الطلب على النفط وانخفاض أسعاره وهذا ما تم في اليومين الماضيين، وبالتالي فإن الدول التي تعتمد على النفط بشكل أساسي ستتضرر كثيرا بهذا الإجراء، كما ستتضرر الدول الصناعية وستقفز الأسعار بشكل كبير وهذا سينعكس بصورة سلبية على الشعوب الفقيرة، إضافة إلى الفوضى التي ستضرب الأسواق العالمية.

وتابع “اعتقد جازما أنه لا توجد دولة لن ترد بالمثل على هذه الرسوم لأنه ليس من المعقول أن تفرض دولة واحدة رسوم إضافية على كل دول العالم، وتنتظر من الكل أن يوافق على إجراء تلك الدولة التي تسعى للسيطرة على العالم كله والتحكم بمقدرات الشعوب الأخرى”.

واستطرد “أن ذلك ظلم كبير لن تقبل به دول العالم، وسوف تفرض هذه الدول رسوم مقابلة على البضائع الأمريكية ما سيؤدي إلى كارثة اقتصادية عالمية وتوترات في العلاقات مع أمريكا”.

من جانبه، لم يستبعد المسيليني أن تكون لهذه الرسوم الجمركية انعكاسات على تونس باعتبار أن الصادرات التونسية لأمريكا ستتأثر بذلك، مما سيزيد من صعوبات بعض القطاعات خاصة القطاع الزراعي.

ودعا إلى تضافر الجهود الدولية “لمعاقبة الولايات المتحدة الأمريكية لدفعها إلى التراجع عن هذه الخطوة، وإلا فإن الدول الفقيرة هي التي ستدفع ثمن عنجهية ورعونة الخيارات السياسية والاقتصادية” لواشنطن.

وبالنسبة للاردن، قال الداود إنه يصدر سنويا للسوق الأمريكية بقيمة 3.4 مليار دولار معظمها ملابس وأدوية في حين يستورد الأردن ما قيمته ملياري دولار، وهناك تأثير مباشر على صادرات الأردن للولايات المتحدة بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 20%.

وأشار إلى أن تراجع الصادرات الأردنية سيؤثر بلا شك على الإيرادات، وبالتالي يزيد من عجز الموازنة التي عانت من قرارات ترامب الخاصة بتجميد المساعدات الأمريكية ووقف دعم مشاريع كانت تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية.

واقترح الداود لمواجهة رسوم ترامب “فتح أسواق جديدة أمام الصادرات الأردنية وتحديدا الأسواق الأفريقية”.

إقرأ المزيد حول أخبار الصين ،، إضغط هنا للمتابعة ..

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الخميس 17 أبريل كالتالي :عيار 22 69.800عيار 21 66.600