11:44 مساءً / 2 أبريل، 2025
آخر الاخبار

إلى روحك الطاهرة، أيها الفارس الذي ترجل مبكرًا ، الضابط محمد عزام ضراغمة، بقلم : محمود جودت محمود قبها

إلى روحك الطاهرة، أيها الفارس الذي ترجل مبكرًا ، الضابط محمد عزام ضراغمة، بقلم : محمود جودت محمود قبها

إلى روحك الطاهرة، أيها الفارس الذي ترجل مبكرًا…الضابط محمد عزام ضراغمة، بقلم : محمود جودت محمود قبها


محمد عزام دراغمة… يا من كنت بيننا شمسًا لا تغيب وسندًا لا يميل أيها الراحل دون وداع كيف للأيام أن تمضي وأنت لم تعد هنا؟ كيف للسماء أن تبقى زرقاء وللأرض أن تظل ثابتة ونحن قد فقدنا أحد أعمدتنا؟ رحيلك كان كعاصفة باغتت السفن في عرض البحر أبحرتَ بعيدًا قبل أن نلوّح لك مضيتَ كنسمة باردة في ليلة صيفية لم نشعر بها إلا حين افتقدناها.


كنت يا محمد رجلًا لا يشبه سواه لم تكن مجرد ضابط يؤدي واجبه الوطني كنت الدرع الذي يحمي والنبض الذي يبعث الطمأنينة كنت شعلة من نور في زمن تكثر فيه العتمات كنت كما يكون العظماء منارة تهتدي بها القلوب وسندًا لا ينكسر أمام العواصف.


كنت رجلًا صنع من الوفاء تاجًا ومن الإخلاص راية ومن النقاء دربًا لا يحيد عنه كيف لنا أن نصدق أن يد القدر كانت أسرع من كل أمانينا؟ محمد يا من كنت لنا أخًا قبل أن تكون زميلًا ويا من كنت الوطن في جسد رجل كيف لنا أن نملأ الفراغ الذي تركته؟ كيف للقلب أن يستوعب أن خطواتك لن تعبر المكان مرة أخرى أن صوتك لن يتردد بيننا كما كان أن ابتسامتك التي كانت تسبقك في كل لقاء قد صارت الآن ذكرى؟


ليس من السهل أن يمضي العمر وقد فُقدنا أحد أركانه ليس من العدل أن تسير الأيام ونحن نحمل على أكتافنا ألم فقدنك ليس من الممكن أن تصبح الذكريات هي كل ما تبقى منك لكنني أعلم أنك لم تمت أنت في كل قلب عرفك في كل موقف كنت فيه العون والسند في كل ذكرى نقلب صفحاتها فتظل منها ملامحك.


رحلت يا محمد عزام لكن ذكراك باقية في قلبي وفي كل لحظة تمر أفتقدك أكثر كنت الأخ والصديق الوفي السند في أوقات الشدة والفرح في لحظات السعادة غيابك ترك فراغًا لا يملؤه أحد وجرحًا لا يندمل كم كنا نحلم ونسعى معًا وكم ضحكنا وتشاركنا الأيام بحلوها ومرّها لكن القدر اختارك سريعًا ورحلت دون وداع لا أملك لك الآن سوى الدعاء بأن يسكنك الله فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ويجمعني بك يومًا في مستقر رحمته.


وداعًا أخي الحبيب… وداعًا صديقي الوفي… وداعًا أيها الإنسان النبيل الهادئ… وداعًا أخي الكبير الحنون ابن جهاز المخابرات العامة ليس هناك ما هو أشد قسوةً وألماً فكيف إذا كان هذا الصديق رمزًا للوفاء صادق العهد ثابتًا على العشرة حتى لحظة الفراق؟ نعم الموت حقٌ على كل إنسان لكنه يبقى الأقسى والأفجع ولا يترك لنا سوى الذكريات التي جمعتنا بأحبّتنا والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والأسى من قلوب أصدقائك ومحبيك وهم يودّعونك إلى مثواك الأخير.


مرّت في الأذهان شريطُ ذكرياتٍ امتد لأربعة عقود استعاد فيها كل من عرفك نقاءَ روحك طيبَ عملك وحسنَ سيرتك لقد رحلت عن دنيانا لكنك تركت لنا إرثًا من المودة والوفاء وذكرياتٍ لا تمحوها الأيام وكيف يحتمل الفقد من عرف فيك الصدق والإخلاص؟ لكننا لا نملك يا صديقي الراحل إلا أن نرفع الأكفّ بالدعاء راجين من الله أن يشملك برحمته الواسعة فهو الملاذ والمخرج من هذا الحزن العميق.


رحل الصديق العزيز محمد دراغمة ليرحل معه رمزٌ للإخلاص والوفاء وتركتنا نصارع أمواج الحياة وحدنا نعم ستمضي الأيام وسيرحل الكثيرون بعدك وسنلحق بك يومًا فهذا هو قدر الإنسان وتلك هي سنّة الحياة فالبقاء لله وحده وكلنا إليه راجعون فرحلت قرير العين تاركًا في القلوب بصمة لا تُمحى لقد فقدناك حقًّا لكن ذكراك ستظل محفورة في الوجدان.
كيف للحروف أن تصف ألم الفقد وكيف للكلمات أن تعبّر عن مرارة الرحيل؟ رحلت يا محمد وتركت في القلب جرحًا لا يندمل وحزنًا لا يخففه الزمن كنت الأخ والصديق السند والرفيق صاحب القلب النقي والروح الطيبة فكيف للحياة أن تمضي دون صوتك دون ضحكتك دون وجودك الذي كان يمنح الأيام معنى؟ما أقسى أن نفقد الأحبة وما أشد أن نودّع من كانوا جزءًا من ذواتنا! كنت نموذجًا للصدق والإخلاص لم تكن صديقًا فحسب بل كنت أخًا لم تلده أمي ورفيقًا في دروب الحياة لا يعرف إلا الوفاء رحيلك المبكر ترك فراغًا لن يملأه أحد وذكرى ستظل محفورة في القلب ما حييت.


ودّعناك والدموع في العيون والحزن يعتصر القلوب ونحن نردد: “إنا لله وإنا إليه راجعون”. عزاؤنا أنك تركت خلفك سيرةً عطرةً وذكرى طيبةً لن تزول وسجلًّا من المواقف النبيلة التي ستظل شاهدةً على نقائك رحمك الله يا محمد، وجعل مثواك الجنة، وأسكنك فسيح جناته سنظل ندعو لك وسنبقى نذكرك في كل موقف وفي كل لحظة كنا سنقاسمك فيها الحياة نم قرير العين فقد كنت في الدنيا طيبًا صادقًا نقيًا ونسأل الله أن يجزيك عنّا خير الجزاء وأن يربط على قلوبنا بالصبر والسلوان وداعًا يا محمد وداعًا يا صديقي الغالي حتى نلتقي في دار لا فراق فيها ولا ألم.


محمد عزام أيها الفارس الذي امتطى جواد الرحيل دون أن يلتفت يا من كنت للقلب صديقًا وللروح أخًا نم قرير العين فقد تركت خلفك إرثًا من المحبة لا يُمحى وسيرةً عطرةً تبقى شاهدةً على رجلٍ لم يعرف الخذلان يومًا .


سلام عليك يا صديقي… سلام على روحك الطيبة…وسلام على كل ذكرى جميلة جمعتني بك


ستبقى في قلبي دائمًا ولن أنساك أبدًا يا رفيق الدرب ورفيق العمر .


ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د . محمود جودت قبها

شاهد أيضاً

الصين : إصدار ما يقرب من 30 فيلما جديدا خلال فترتي عيد تشينغ مينغ ويوم العمال العالمي

الصين : إصدار ما يقرب من 30 فيلما جديدا خلال فترتي عيد تشينغ مينغ ويوم العمال العالمي

شفا – عقب النجاح الذي حققته سوق السينما الصينية خلال عيد الربيع، سيتم إصدار نحو …