
شفا – قال بيان صادر عن الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني حول الحراك الشعبي في غزة انه يثمن الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني الحراك الشعبي الذي انطلق في غزة للمطالبة بوقف الحرب وتخلي حركة حماس عن حكم غزة طواعية، إذ يعتبر الاتحاد أن هذا الخروج الشعبي الكبير الذي عبرت عنه جماهير شعبنا في قطاع غزة رفضا للسلوك السياسي لحركة حماس؛ هو بمثابة صرخة استغاثة أخيرة للحركة لتقديم مصالح شعبنا على المصالح الحزبية الضيقة، وسحب الذرائع من يد الاحتلال، عبر استمرارها في خطف غزة بعيدًا عن المشروع الوطني، مما وفر للاحتلال الفرصة للانقضاض على القضية والشعب الفلسطيني.
إن خروج جماهير غفيره من شعبنا في قطاع غزة بعد ما تحملت ما تحملته خلال أشهر العدوان بسبب المراهقات السياسية لحركة حماس، عبر قيامها بعملية السابع من أكتوبر بدون حساب ردأت الفعل والعواقب والتداعيات الكارثية التي حلت بقضيتنا وشعبنا في غزة والضفة الغربية لكي تعلن رفضها المطلق لبقاء استمرار الحرب والمعاناة، ومطالبة بإنهاء حكم الحركة، بهدف ضمان الوصول السريع لوقف دائم لإطلاق النار والبدء بإعادة الإعمار ، يمثل استفتاء شعبي كبير ودعوة صريحة للحركة بضرورة التخلي عن حكم قطاع غزة، وتسليمه للسلطة الفلسطينية الذراع الإداري والسياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب، كما يمثل دعوة صريحة لتقديم المصالح العليا لشعبنا على المصالح الحزبية الضيقة التي ساهمت في تعرض قطاع غزة لهذه الإبادة الجماعية.
إن الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني يؤكد إن التظاهرات الجماهيرية الأخيرة في القطاع أظهرت إرادة شعبية قوية تطالب بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وذلك في خطوة تهدف إلى وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تزداد شراسة كل يوم، وتخفيف المعاناة المستمرة عن أبناء شعبنا الصامد المرابط في غزة، فهي مطالب مشروعة تعكس رغبة الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وأمان.
يا جماهير شعبنا الوفية يا احرار العالم إن قيام حركة حماس بمحاولة تشوية هذا الحراك الشعبي، واتهام شعبنا “بالعمالة للاحتلال” لمجرد خروجه على الحركة في قطاع غزة، بعد ما تحمل ما تحمله من معاناة سبب الحرب، لهو نوع من النفاق السياسي والإعلامي، ويمثل نوع من الدكتاتورية والاستبداد، حيث درجت حركة حماس على دعم التظاهرات في الضفة الغربية والبلدان العربية، لكنها عملت على قمع كل الأصوات المعارضة لها في قطاع غزة خلال سنوات الانقسام، كما أنها تحاول الآن تشوية صورة هذا الحراك، الذي يشارك فيه كل الفئات والقطاعات العمرية من أبناء شعبنا في غزة، في تعبير عن حجم الرفض الشعبي لبقاء حكم الحركة.
يا جماهير شعبنا الوفية، يا أحرار العالم، أننا في الاتحاد العام للمؤرخين الآثاريين الفلسطيني وانطلاقة من فهمنا لطبيعة الصراع ، واهداف الاحتلال في استغلال بقاء حكم حركة حماس المنفرد في قطاع غزة، لتدمير ما تبقى من القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، وقتل وتهجير سكان قطاع غزة الحبيب؛ نطالب حركة حماس بسرعة الاستجابة لمطالب شعبنا والاعلان الفوري عن انهاء سيطرتها على قطاع غزة؛ بشكل حقيقي والتخلي عن سياسة المراوغة التي وفرت للاحتلال الفرصة لإطالة زمن الحرب، وتدمير كل قطاع غزة، والانقضاض على مخيمات الضفة الغربية، من خلال حلّ كل اللجان الإدارية والأمنية التي أصبحت تشكل عبء على مشروعنا الوطني وقضيتنا، وتعطي الاحتلال مذيد من الذرائع لاستمرار حرب الإبادة الجماعية.
أخيرًا يعلن الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني دعمه المطلق لهذه الحراك الشعبي، حيث يعتبره حلقة من حلقات النضال الوطني، يهدف إلى حماية شعبنا وقضيتنا من الضياع، ويدعوا حركة حماس سرعة الاستجابة لهذه المطالب، ويدين كل محاولات تشويه أو قمعه أو الانقضاض عليه، أو حرفه عن مساره الطبيعي، باعتباره نضالاً سليمًا يهدف إلى تصويب أخطاء المرحلة، وإنهاء المراهقات السياسية التي جلبت على شعبنا ما جلبت من دمار وقتل وتهجير.
المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى وإنهاء لثورة حتى النصر
عاشت منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني

