
الدكتورة تهاني رفعت بشارات ، تكتب .. شبكة فلسطين للأنباء شفا ، صوت فلسطين النابض وأثره الذي لا يُمحى
في هذا العالم الذي تموج فيه الأحداث وتتلاطم فيه أمواج التغييرات، تبقى بعض المنابر الإعلامية شاهدةً على الحقيقة، راسخةً كالجذور في أرض الوطن، وأصيلةً كزيتون فلسطين الذي لا تقتلع جذوره الرياح العاتية. وهنا، لا يمكنني إلا أن أرفع قلمي وأخطّ بأسمى عبارات الامتنان والتقدير إلى شبكة فلسطين للأنباء – شفا، هذا الصرح الإعلامي الحر الذي لم يكن مجرد وسيلة إخبارية، بل كان بيتًا لكل فلسطيني، ومنبرًا للأحرار، ومرآةً تعكس نبض الشارع الفلسطيني بكل أمانةٍ وتجرد.
“شفا”.. حيث تنبض الحقيقة ويتجسد الوفاء
منذ انطلاقتها، حملت شبكة فلسطين للأنباء – شفا على عاتقها رسالةً سامية، لم تكن مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل كانت صوتًا لكل من لا صوت له، وعدسةً توثق نضال الشعب الفلسطيني بكل فئاته، دون تحيّزٍ أو مجاملة. كانت المنبر الذي لا يُقصي أحدًا، فاحتضنت المبدعين، وأبرزت إنجازات المفكرين، ودعمت الكُتّاب والأدباء، مسلطةً الضوء على كل إنجازٍ فلسطيني وكأنه نصرٌ وطنيٌ يستحق الاحتفاء.
إن كلمة “شكرًا” وحدها لا تكفي في حقّ شبكةٍ كانت الحاضنة لكل قلمٍ حرّ، والسند لكل فلسطيني يسعى لنشر الحقيقة، والداعم الأول لكل من حمل قضيته في قلبه قبل أن يحملها في قلمه. وهنا، ككاتبةٍ فلسطينية، أقف أمامكم أنا الدكتورة تهاني رفعت بشارات، لأقول بكل صدقٍ واعتزاز: شكرًا من القلب لشبكة فلسطين للأنباء – شفا، شكرًا لكل فردٍ من فريقها، شكرًا لكل جنديٍ مجهولٍ يعمل خلف الكواليس ليضيء درب الحقيقة لشعبنا الجريح.
“إنما الإنسان أثر ٢”.. صفحاتٌ في ذاكرة الوطن
كان لي شرف نشر مقالاتٍ من كتابي “إنما الإنسان أثر ٢” عبر هذا الصرح الإعلامي، في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والعطاء، حيث لامست كلماتي قلوب القرّاء، وتركت أثرًا متواضعًا في مسيرة العطاء الفلسطيني الذي لا ينضب. هذا الكتاب، لم يكن مجرد صفحاتٍ مكتوبة، بل كان شهادةً على أن الإنسان يُخلَّد بأثره، وأن بصمات الحب والوفاء تبقى محفورةً في ذاكرة القلوب، كما تبقى بصمة شبكة فلسطين للأنباء – شفا في ذاكرة كل من عرفها وتابعها.
يحمل هذا الكتاب بين طيّاته قصصًا عن شخصياتٍ عظيمة لم تُخلّدها الألقاب، بل خلدتها مواقفها، عن أصدقاءٍ كانوا كالأشجار الوارفة، يمنحون الظل دون انتظار مقابل، عن معلمين لم يكن دورهم مجرد نقل المعرفة، بل كان غرسًا للقيم في النفوس، عن أشخاصٍ مرّوا في حياتي وتركوا أثرًا عميقًا لا يُمحى.
“شفا”.. حيث الكلمة الطيبة تصنع الفرق
منذ أن بدأت بنشر مقالاتي عبر شبكة فلسطين للأنباء – شفا، أدركتُ أن هناك أماكن ليست مجرد منصات للنشر، بل هي أوطانٌ للأقلام الحرة، وأجنحةٌ تحلّق بها الكلمات إلى فضاءاتٍ أرحب. وجدتُ في “شفا” تلك البقعة المضيئة التي تحترم الكلمة، وتمنحها قدرها، وتمنح أصحابها مساحةً للتعبير الصادق، دون تزييفٍ أو تحريف.
إننا في زمنٍ تُباع فيه الحقيقة وتُشترى، وتُشوه فيه الوقائع وتُطمس، لكن “شفا” بقيت كما عهدناها، كــ نبض فلسطين الذي لا يخبو، وكضوء القناديل في عتمة الاحتلال والقهر، وكصوتٍ فلسطينيٍ حر لا يُكمّم، لا يساوم، ولا يلين.
شكرًا لكل القائمين على شبكة فلسطين للأنباء – شفا، شكرًا لمن يسهرون الليالي ليضيئوا صباح الحقيقة لشعبنا، شكرًا لمن يعملون خلف الكواليس بعيدًا عن الأضواء، شكرًا لكم لأنكم كنتم وما زلتم المنبر الذي نحتمي به حين تضيق بنا السبل، والمكان الذي نشعر فيه أن أصواتنا تُسمع، وأحلامنا تُروى، وكلماتنا تجد صداها الحقيقي.
ختامًا: الأثر لا يُمحى.. وشبكة فلسطين للأنباء – شفا خيرُ شاهد
كما يُقال: “الكلمة الطيبة جسرٌ بين القلوب، وعبادةٌ ترفع صاحبها إلى مراتب العطاء النقي.” وأنا مؤمنةٌ بأن شبكة فلسطين للأنباء – شفا كانت دائمًا جسرًا يعبر عليه كل صاحب حق، وكل كاتب حر، وكل إنسان فلسطيني يحمل بين ضلوعه عشق الوطن.
كل عامٍ وأنتم بخير، كل عامٍ و”شفا” في قمة العطاء، كل عامٍ وأنتم في ذاكرة فلسطين، كما أنتم في قلوبنا دومًا.
شكرًا لكم من القلب، فأنتم أثرٌ خالد، لا يُمحى من ذاكرة هذا الوطن.