1:27 صباحًا / 2 أبريل، 2025
آخر الاخبار

العيد ؟ أي عيد؟ بقلم : سوما حسن عبدالقادر

العيد ؟ أي عيد؟ بقلم : سوما حسن عبدالقادر

العيد؟ أي عيد؟ بقلم : سوما حسن عبدالقادر

في بلادنا، العيد ليس أكثر من محطة أخرى في قطار الحزن الممتد بلا نهاية. العيد؟ هو اليوم الذي ترفع فيه التكبيرات، لكن أصوات القذائف تخنقها قبل أن تصل السماء. هو اليوم الذي تعلق فيه الزينة في العواصم، بينما تعلق جثث الشهداء تحت الأنقاض، حيث لا قبور تأويهم، ولا أكفان تغطي أجسادهم، ولا حتى أسماء تحفظ ذكراهم. هو اليوم الذي تفتح فيه العائلات موائدها، بينما تفتح الأمهات أيديهن في السماء، يسألن عن أطفال خرجوا ولم يعودوا.

كل عام، يعاد المشهد ذاته: حكام العرب جالسون في قصورهم، يوقعون اتفاقيات الذل والخيانة، يعقدون صفقات بمليارات الدولارات، يبيعون الأرض والعِرض، ويتاجرون بالقضية. كل عام، والدم الفلسطيني يهدر بلا ثمن، بينما يزداد الحكام ثراءً على حساب الجثث التي لم تجد حتى قبرا في غزة، فتركت للريح والكلاب.

في غزة، يضطرون إلى دفن أحذية الشهداء ليتعرف الأهل على هوية أحبائهم، بعدما تحولوا إلى أشلاء مشوهة لا يمكن تمييزها. في غزة، لا يملك الميت حتى ملامحه ليُعرف بها، ولا يملك الحي سوى الحزن والانتظار.

كل عام، نجتمع نحن (الشعوب المنهكة) حول الشاشات، نشاهد القمم العربية، ننتظر كالمغفلين (القرار الحاسم)، فنجدهم يكتفون ببيانات الشجب والإدانة، ويغلقون الجلسات كما أُغلقت قلوبهم منذ زمن بعيد. الحكام العرب ليسوا سوى دمى تحركها أيادٍ غربية، تجيد فقط التوقيع على صكوك الاستسلام، تخشى رفع رأسها، تخشى حتى النظر في عيون شعوبها.

أما في فلسطين، فهناك عيد آخر، عيد ليس فيه ملابس جديدة، بل كفن أبيض، عيد ليس فيه زينة، بل بيوت مهدمة، عيد ليس فيه ضحكات الأطفال، بل صرخات تحت الأنقاض. هناك، العيد يعني أن ينجو طفل من مجزرة، أن تجد أمٌّ أشلاء ابنها قبل أن تلتهمها الكلاب، أن ينجو منزل من القصف ليصبح ملجأ لعشرات النازحين.

كل عام، يزداد العار، ويزداد القهر، لكن في المقابل، يزداد الأمل. فبينما ينحني الحكام أكثر، يقف المقاومون أصلب، وبينما يطبعون أكثر، تزداد فلسطين حضورا في قلوب الأحرار. مهما خانوا، ومهما تواطأوا، هناك من لا يبيع، هناك من لا يخون، هناك من يؤمن أن هذا الليل الطويل لا بد أن يعقبه فجر.

العيد الحقيقي؟ هو يوم يسقط الخونة، هو يوم تفتح السجون، هو يوم لا يكون فيه الحكام العرب عبيدا، هو يوم تستعاد الأرض والكرامة، هو يوم لا يُقتل فيه طفل لأنه فلسطيني، ولا يسجن شاب لأنه رفع علم بلاده.

سمى حسن عبدالقادر ( Soma Hassan ) ( سوما )

Soma Hassan

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأربعاء 2 أبريل كالتالي :عيار 22 65.300عيار 21 62.400