11:25 مساءً / 31 مارس، 2025
آخر الاخبار

الأستاذة خضرة أبو عره ، صديقة العمر وأثر لا يُمحى ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذة خضرة أبو عره ، صديقة العمر وأثر لا يُمحى ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذة خضرة أبو عره ، صديقة العمر وأثر لا يُمحى ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات


هناك أشخاص يمرّون في حياتنا مرور العابرين، وهناك آخرون يتركون أثرًا خالدًا كضوء القمر الذي يضيء ظلمة الطريق، وكالنسيم الذي يلامس الروح برفق، فلا يُنسى أثره مهما مرت السنوات. ومن بين هؤلاء الذين اختارهم القدر ليكونوا نبراسًا في حياتي، الأخت والصديقة خضرة أبو عره، الإنسانة النادرة التي تشبه النجوم في نقائها، والأرض في عطائها، والبحر في عمقها واحتوائها.

رفيقة الدرب الأكاديمي.. وزميلة النجاح


عرفتها في مرحلة الماجستير، حين جمعتنا قاعات العلم وشغف البحث والمعرفة، فكانت زميلة لا تُعوض وصديقة لا تُقدّر بثمن، لم تكن مجرد زميلة دراسة، بل كانت أختًا تسير معي جنبًا إلى جنب، تسندني إذا تعثرت، وتشدّ من أزري إن وهنت. تشاركنا معًا أجمل الأيام، وأصعب التحديات، وضحكنا ملء قلوبنا فرحًا حين نحقق إنجازًا، وبكينا حين تعصف بنا الحياة، لكنها كانت دائمًا كالنور الذي يضيء عتمتي، وكاليد الحانية التي تربت على قلبي، تعلمني أن الصداقة الحقيقية هي سندٌ لا يهتز، وكتفٌ لا ينحني، وحبٌ لا يخبو نوره مهما مرّت الأيام.

صديقة الوقت الصعب.. والأذن التي تُصغي بحب


الصداقة ليست مجرد لحظات فرح نتشاركها، بل هي ملاذٌ نلجأ إليه في أوقات الألم والضعف، وخضرة كانت لي ذلك الملاذ، الإنسانة التي لا تهرب عند أول مطب، ولا تغيب حين يحلّ الظلام، بل كانت دائمًا هناك، حاضرة بكل حب واهتمام، تستمع إليّ بانتباه، تمنحني وقتها بلا تردد، وتمنحني نصيحة صادقة كما لو أنها تنصح نفسها، لم تكن مجرد صديقة، بل كانت روحًا تُكمل روحي، ومرآة أرى فيها ذاتي في أجمل صورها.

موقف لا يُنسى.. ووفاء لا يُقدّر بثمن


من المواقف التي لن أنساها، حين اضطرت للسفر إلى الأردن، وكانت لدي محاضرات مهمة، ورغم المسافة، ورغم انشغالها، لم تنسني، بل بادرت بالتواصل معي، وأرسلت لي المحاضرات بكل تفاصيلها، كأنها تقول لي دون كلمات: “أنا هنا.. لن أتركك وحيدة في طريق العلم”. ذلك الموقف لم يكن مجرد لفتة صغيرة، بل كان عنوانًا للوفاء، وتجسيدًا لمعنى الصداقة الحقيقية التي لا تبهت بُحكم الظروف، ولا تذبل مع تقلبات الزمن.

أثر لا يزول.. وامتنان مدى الحياة


اليوم، وبعد أن مضت الأيام، وبعد أن فرّقتنا المسافات لكن جمعتنا القلوب، لا يسعني إلا أن أقول: شكرًا خضرة، شكرًا لأنك الصديقة التي كلما تذكرتها امتلأ قلبي امتنانًا، شكرًا لأنك كنت دائمًا هناك، شكرًا لأنك تركتي أثرًا خالدًا لا تمحوه الأيام، فأنتِ من أولئك الذين يعيشون في قلوبنا حتى وإن غابوا عن أعيننا، لأن بصمتهم تبقى محفورة في تفاصيل الروح.

إنما الإنسان أثر.. وأثرك يا خضرة خالد مدى الحياة، فخورة بكِ وبكل النساء الفلسطينيات المبدعات، اللواتي يجعلن للحياة طعمًا مختلفًا، ونكهة من المحبة والصدق لا تتكرر.

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات لشهر أبريل

أسعار المحروقات لشهر أبريل

شفا – كشفت الهيئة العامة للبترول في وزارة المالية، اليوم، أسعار المحروقات والغاز لشهر نيسان/ …