11:53 مساءً / 31 مارس، 2025
آخر الاخبار

لماذا تغامر حماس بحياة الفلسطينيين ومستقبل غزة؟ بقلم : أحمد عبد الوهاب

لماذا تغامر حماس بحياة الفلسطينيين ومستقبل غزة؟ بقلم : أحمد عبد الوهاب

عندما حدثت ثورات الربيع العربي، خلال السنوات الماضية، شاهدنا بعض رؤساء الدول التي شهدت تظاهرات من شعوبها، قد تخلو عن مناصبهم، حافظاً على كيان الدولة من الانهيار والدخول في حرب أهلية، وتجنب ويلات التفكك والدمار، ولكن ما يحدث في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً ضارية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، والتي تسببت فيها الحركة بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، يؤكد أن “حماس” لا تفكر في الحفاظ على كيان القطاع، بل تواصل حربها لتحقيق أهداف شخصية، أبرزها التمسك بحكم غزة، دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي تلحق بالقطاع يوماً تلو الآخر.

وبالنظر إلى الجبهة الآخرى، سنجد أن إسرائيل عمدت على استغلال ما حدث في أعقاب هجوم “7 أكتوبر”، وشنت حرباً موسعة على قطاع غزة، ولم تفرق بين عناصر حركة حماس والمدنيين، وشنت غارات عنيفة بالإضافة إلى أعمال القصف المتلاحقة، التي تسببت في هدم المنازل على رؤوس من فيها، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة بشكل شبه كامل.

نزع السلاح


الجهود المضنية، التي بذلها الوسطاء في مصر وقطر، أثمرت بشكل إيجابي عن التقارب بين الطرفين، والتوصل لاتفاق هدنة، وبالفعل تم وقف إطلاق النار، بعد سقوط آلاف من الشهداء والجرحى، وتمت عملية تبادل الأسرى، وأفرجت حماس عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين، ومع اقتراب موعد انتهاء الهدنة، والدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منها، جددت إسرائيل عملياتها العسكرية، بعد رفض حماس شروطها للدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات.

اشترطت إسرائيل أن يتم إخلاء قطاع غزة من قيادات حماس، ونزع السلاح الموجود داخل القطاع، والإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، قبل الدخول في المرحلة الثانية، ووضعت خياراً آخر هو مد المرحلة الأولى من الهدنة بفترة انتقالية، مع عدم تحديد أي التزامات لها، وهو ما رفضته حركة حماس، التي ترغب في التفاوض دون المساس بسيطرتها على حكم غزة، وهو ما استغلته إسرائيل لاستئناف القتال مرة أخرى.

ضغوط من الإدارة الأمريكية


قبول إسرائيل المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، جاء بعد ضغوط من الإدارة الأمريكية الجديدة، التي حاولت أن تظهر قوتها أمام العالم، بأنها صاحبة القرار في صراع سياسي بين الدول، ونفذت إسرائيل ذلك، حرصاً على تجميل وجه الحليف الأمريكي، وما يؤكد رغبة الاحتلال في استئناف القتال، وعدم تنفيذ المرحلة الثانية من المفاوضات، هو وضع شروط مجحفة، تعلم إسرائيل جيداً أن حماس لن توافق عليها، وأظهرت أن حماس ليس لديها جديّة في عملية التفاوض وتراوغ للحفاظ على وجودها داخل غزة.

من المؤكد أن حماس كانت تعلم أن إسرائيل لن تلتزم بشكل جدي في مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار، وأنها ستضع عراقيل أمامها، وهو الأمر الذي كان يتعين على قيادات الحركة إمعانه جيداً، والتفكير في مستقبل قطاع غزة دون النظر إلى المصالح الشخصية للحركة، لأن المشهد أصبح كارثياً داخل غزة، وتحول القطاع إلى منطقة خالية من كافة مناحي الحياة، وهو المخطط الذي سعت إسرائيل إلى تنفيذه، لتهجير سكان القطاع من أراضيهم، وما زالت حتى الآن تسعى لتنفيذ المخطط بكافة الوسائل الممكنة وغير الممكنة.

مقترح ويتكوف


عدم قبول حماس “مقترح ويتكوف”، الذي اقترحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وطالب من خلال بالإفراج عن 5 رهائن أحياء و9 رفات للموتى، مقابل تمديد الهدنة حتى 20 من شهر أبريل المُقبل، يدفع ثمنه الفلسطينيين الأبرياء، بعد قيام إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة بشكل موسع، والأخطر من ذلك، إعلان إسرائيل تشكيل “هيئة التهجير الطوعي”، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.

كان ينبغي على حركة حماس، أن تضع حياة المدنيين ومستقبل قطاع غزة نُصب أعينها، ولكن مع حالة التعنت وعدم إدراك المخاطر، ووضع المدنيين الفلسطينيين في مرمى الأسلحة الإسرائيلية، يؤكد أن حماس اختارت طريق الدمار، دون إدراك لـ”شلال الدماء” الذي لا زال يروي أراضي القطاع. لا يمكن لحماس أن تتعامل مع المدنيين وكأنهم جنود في صفوفها، وأن من يسقط منهم شهيداً هو فداء للمقاومة، بل يجب أن تتخلى عن طموحاتها في حكم غزة، الذي تعرض للدمار التام، تحت سيطرة الحركة، ولابد أن تعي حماس جيداً أن إعادة حكم القطاع للسلطة الفلسطينية، هو السبيل الوحيد الآن، لإنقاذ القضية الفلسطينية.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأثنين 31 مارس كالتالي :عيار 22 65.200عيار 21 62.300