
دليل الهروب من سفاري الكائنات البشرية في بلادنا!، بقلم المهندس غسان جابر
في بلادنا، حيث يتجول البشر بأقنعة مختلفة، تتنوع الأنواع البشرية السامة التي يجب عليك تجنبها إذا أردت النجاة بعقلك وطاقتك. هؤلاء ليسوا مجرد أشخاص عاديين، بل مخلوقات متحولة، تتغذى على سذاجتك، وتزدهر على حساب راحتك النفسية. إليكم الدليل الشامل للتعامل مع هذه الكائنات قبل أن تتحول حياتك إلى رحلة سفاري خطرة!
وحيد القرن: “المسؤول البليد”
في مملكة الفساد والبيروقراطية، يقف وحيد القرن بكل ثقة، يتحدث عن “الخطط الاستراتيجية” بينما يغرق في وحل الفشل المتكرر. لا يسمع، لا يرى، لكن يتقن فن إصدار التعليمات المعقدة التي تجعلك تظن أنك تحل معادلة فيزياء نووية، بينما كل ما تحتاجه هو توقيع بسيط. الحل؟ احمل معك دائمًا نسخة من شعار “تعال بكرة” كتعويذة وقائية، فهذه البلاد متخصصة في إنتاجه بكميات تجارية!
نسر الفساد: “السارق المحلّق”
نسر الفساد يحلق عاليًا، ينقض فجأة على أي مشروع أو مناقصة، ثم يتبخر بعد أن يمتص كل ما يمكن امتصاصه. يدّعي أنه حامي الحِمى والمدافع عن المال العام، لكن الحقيقة أن جيوبه أعمق من خزينة الدولة. نصيحة؟ لا ترفع رأسك نحو السماء بحثًا عن طموحاتك، فقد يسلبك أمالك وأنت تتأمل!
حرباء المصالح: “السياسي المتلون”
يومًا في صفك، وغدًا مع خصمك، وبعد غدٍ مع أي طرف يدفع أكثر. حرباء المصالح تتقن فن التلون السياسي وتعيش على شعارات جوفاء تتبدل وفقًا للموجة السائدة. شعاره الدائم: “الوطن للجميع… إلا عند توزيع المكاسب!” الطريقة الوحيدة لتجنبه؟ لا تصدق وعوده حتى وإن أقسم على مصحفه الذهبي.
ثعبان المجاملات: “المنافق اللزج”
يتقن فن التملق ويتنقل بين الناس بلسانٍ معسول، يمطرك بعبارات المديح ويهمس لك بأسرار وهمية، بينما يخطط لطعنك عند أول فرصة. تراه دائمًا مبتسمًا بابتسامة صفراء تُظهر نواياه الشريرة. الحل؟ صافحه بحذر وكأنك تصافح أفعى، ولا تخبره حتى بلون جواربك!
خروف القطيع: “المُبرمَج آليًا”
في بلادنا، الخروف لا يرعى فقط في الحقول بل في عقول الناس أيضًا. خروف القطيع يؤمن بأن كل ما يقال له هو الحقيقة المطلقة. شعاره: “كل الناس بتعمل هيك، ليش أنا أختلف؟” إن قلت له إن الشمس تشرق من الغرب، سيهز رأسه بالموافقة شرط أن تقولها بصوت عالٍ. الطريقة المثلى للتعامل معه؟ ابتعد، فالنقاش معه يشبه محاولة إقناع الجاذبية بأن تتوقف عن العمل.
ضفدع الطموح الزائف: “المدّعي الفارغ”
يقفز من مجال إلى آخر، يدّعي المعرفة في كل شيء، من السياسة إلى الطاقة النووية. يتحدث بثقة زائفة، ينسج خيوط الأكاذيب حول نفسه حتى يصدقها. تظنه نابغةً لكنه في الحقيقة بارع فقط في القفز على أكتاف الآخرين. الحل؟ اطلب منه أن يشرح أي مفهوم بسيط، وسترى كيف يتلعثم كالضفدع العالق في مستنقع.
طاووس الاستعراض: “المؤثر الفارغ”
يمشي مزهوًا بريشه، يتحدث عن إنجازاته الوهمية ويشارك صورًا متكررة لوجبات الإفطار والسيارات الفارهة. يحاول إقناعك بأن حياته المثالية هي ما يجب أن تطمح إليه، بينما هو يعيش حياة من الأكاذيب المصورة. الحل؟ تجاهله، فمتابعة تفاهاته قد تجعلك تفقد إيمانك بنفسك!
غراب الأخبار الكاذبة: “مفبرك الشائعات”
يهوى نشر الدراما والإشاعات السامة، يضع نفسه في دور “المحلل السياسي الخبير” ويختلق قصصًا من وحي الخيال. شعاره الدائم: “قالت لي مصادر موثوقة…” والحقيقة أن مصدره الوحيد هو أحلامه في الليلة السابقة. الحل؟ اطلب منه مصدرًا موثقًا، وشاهد كيف يطير هاربًا كالغربان عند الفجر!
دودة الكسل: “الموظف الأبدي”
هذا الكائن لا يعمل، لكنه يحضر إلى العمل بانتظام، يقضي وقته في احتساء القهوة وانتظار الساعة الثانية ليغادر. إنتاجيته تساوي صفرًا، لكن رواتبه دائمًا في تصاعد! الحل؟ دعه يستمتع بتقاعده المبكر وهو في منتصف الثلاثينيات، ولا تأمل في تغيير هذا النوع!
خفاش الليل: “المشتكي الدائم”
لا يرى إلا الظلام، لا يخرج إلا ليلاً ليبث سموم الإحباط والسلبية في النفوس. يشكو من الطقس، الحكومة، الناس، وحتى من لون الحائط في بيته. لا يقدم حلًا لأي مشكلة، بل يعيش لإثبات أن الحياة بلا أمل. الحل؟ قل له ببساطة: “لو أغلقت فمك، لانتهت نصف مشاكلك!”
نقول :
في هذه البلاد، تحتاج إلى “بخاخ حشري” نفسي ضد كائنات سفاري البشر. ضع حدودًا، احفظ مساحتك الخاصة، ولا تتورط في علاقات تمتص طاقتك وتسرق أحلامك. وإن وجدت نفسك محاطًا بهذه الأنواع، فاعلم أنك في مغامرة سفاري برية، لكن النجاة ممكنة إذا عرفت كيف تروّض الكائنات السامة!
م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)