6:51 مساءً / 31 مارس، 2025
آخر الاخبار

من وحي العدوان الهمجي على قطاع غزة ، رؤية استراتيجية حاملة لموقف راسخ حول جوهر الصراع العربي الصهيوني ، بقلم : غازي الصوراني

من وحي العدوان الهمجي على قطاع غزة … رؤية استراتيجية حاملة لموقف راسخ حول جوهر الصراع العربي الصهيوني ، بقلم : غازي الصوراني

أقدم فيما يلي لكل الرفاق في فصائل واحزاب حركة التحرر الوطني في مشرق ومغرب الوطن العربي ولكل أحرار العالم وأصدقاء الشعب الفلسطيني، كلمات تجسد بشاعة الهجمة العدوانية التي أدت الى استشهاد وفقدان اكثر من 70 ألف ودمرت اكثر من 70% من قطاع غزة ،بمثل ما تجسد حقيقة الحركة الصهيونية ودولتها العنصرية ، ما يعني ان فكرة المقاومة الهادفة الى هزيمة الدولة الصهيونية تشكل هدفا استراتيجيا لكل فصائل واحزاب حركة التحرر الوطني العربية ، انطلاقا من ان الكيان الصهيوني هو النقيض الاستراتيجي للأمة العربية. من ثم، فإن التناقض بين الطرفين تناقض تناحري مطلق. فإما الكيان الصهيوني المتمدد واما الأمة العربية الموحدة المتقدمة.


لذلك فإن التعامل مع الكيان الصهيوني وكأنه كيان طبيعي شأنه شأن المجتمع التركي أو الإيراني أو الفرنسي أو الصيني والاعتراف بهذا الكيان هو في جوهره نفي للذات العربية، اي إنه انتحار قومي، لا أكثر ولا اقل. وهو فوق ذلك انتحار للعقل . فقبول الكيان الصهيوني هو في جوهره قبول لأسطورة الأمة اليهودية وأسطورة امتلاكها أرض فلسطين وأسطورة الشعب المختار، وما إلى ذلك من أساطير يرفضها العقل والعلم.


لقد توضح خلال العقود الماضية طوال 77 عاما من الصراع مع العدو الصهيوني منذ النكبة عام 1948 حتى اللحظة ، بأن الدولة الصهيونية معنية بالسيطرة على كل فلسطين ، وأنها جزء من المشروع الامبريالي للسيطرة على الوطن العربي، وبالتالي يجب ان تتأسس الرؤية لدى الفلسطينيين والعرب انطلاقاً من ذلك وليس من خارجه.


فالدولة الصهيونية هي مركز ثقل الوجود الامبريالي في الوطن العربي، ووجودها حاسم لاستمرار السيطرة الإمبريالية، وضمان استمرار التجزئة والتخلف العربيين، هذه البديهة هي التي تفرض علينا إعادة تقييم أوضاعنا وأفكارنا وسياساتنا.
لهذا كان ضرورياً أن يعاد طرح الرؤية التي تنطلق من فهم عميق للمشروع الامبريالي الصهيوني، من أجل أن يعاد تأسيس إستراتيجية النضال الوطني والديمقراطي على ضوء هذه الرؤية.


وهنا يمكن الإشارة إلى أن المسألة تتعلق بمستويين:

  • الأول هو أن الصراع ضد الدولة الصهيونية هو فرع من صراع ضد الرأسمالية والإمبريالية والرأسماليات التابعة، وهو صراع الطبقات الشعبية ضد هؤلاء، وليس من الممكن أن نصل إلى تحرير فلسطين أو تحقيق الحد الأدنى في دولة مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967خارج إطار هذا الصراع، الذي يجب أن يفضي إلى التحرير والوحدة القومية والتطور والدمقرطة والحداثة في مجتمع عربي ديمقراطي موحد.
  • الثاني هو أنه من الضروري بلورة حل ديمقراطي لـ “المسألة اليهودية”لمن يقبل من اليهود أن يعيش في ظل دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية .
    انطلاقاً من ذلك أعتقد بضرورة الحوار حول الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية كموقف مستقبلي استراتيجي يقوم على أن الكيان الصهيوني لا مستقبل له في بلادنا مهما تبدى للبعض في مرحلة الانحطاط الراهنة أنه الكيان الأقوى في الشرق العربي، آملا أن يسهم الحوار في توسيع البحث في هذا الموضوع من كافة الرفاق والأصدقاء المعنيين في ارجاء الوطن العربي.

شاهد أيضاً

الأستاذ الفاضل نائل العمور "أبو محمد" القائد الحكيم وأثره الطيب الذي لا يزول ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذ الفاضل نائل العمور “أبو محمد” القائد الحكيم وأثره الطيب الذي لا يزول ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذ الفاضل نائل العمور “أبو محمد” القائد الحكيم وأثره الطيب الذي لا يزول ، بقلم: …