إبداعنا وإبداع الذكاء الإصطناعي ، بقلم : حنان بديع

إبداعنا وإبداع الذكاء الإصطناعي ، بقلم : حنان بديع

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية عابرة، بل هو ثورة في عالمنا جعلتنا نخشى ألا نكون مستعدين للتكيف مع التغيرات التي سيجلبها، لكن إذا كان هذا الذكاء الاصطناعي ذكياً جداً فهل هو مبدع أيضا؟

إذا ما اعترفنا بأن الذكاء الاصطناعي يحاكي النماذج التي يقدمها له الإنسان، ويسير وفق البيانات التي يغذيه بها لا أكثر؛ فهل هو قادر على الإبداع مثل البشر حتى الآن؟

هذا ما كان يخطر لي عندما أشاهد أو استمع إلى كثير من المقاطع والفيديوهات المعده بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لكنها خرجت بلهجة عربية ركيكة، مما ينذر بخطورة الاستعانة بمثل هذه التقنية دون امتلاك العلم والفهم والقدرة على تطويعها وجعلها تحاكي المهارات البشرية.
والخبر الجديد يقول، أن إحدى الصحف الإيطالية، بدأت بإصدار طبعة مولّدة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وستواصل لمدة شهر هذه التجربة الأولى من نوعها في العالم، والتي ترمي، بحسب مدير الصحيفة، “إلى إنعاش الصحافة لا إلى قتلها”.
وهي صحيفة يومية جريئة، تم تحريرها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي،
ومن بين المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي، تحليلات ومقالات عن الموضة!
نعم تجاوز الذكاء الاصطناعي كل التوقعات، لكن في دراسة مقارنة كانت النتيجة، أن المقالات التي كتبها الصحافيون البشر أفضل لأنها تحتوي دائماً على شيء إضافي، وتحتوي دائماً على عنصر الإبداع والارتباط، وعلى رابط غير متوقع لا يملكه الذكاء الاصطناعي! وحسب الاستفتاء فإن 90 بالمئة من القراء يستمتع بالتجربة، و10 بالمئة يشعرون بالقلق.
أما أنا فمع الرأي القائل بألا تتخلوا أبداً عن ذكائكم الطبيعي لأنكم أفضل. وأتمنى ألا يختفي النقاد والأدباء والمحررين، كما أتمنى أن تفشل هذه التجربة كما حدث في فندق “هين نا” (Henn-na) في محافظة ناغازاكي اليابانية، حيث تم تسريح 243 من الروبوتات العاملة فيه واستبدالها بالبشر مرة أخرى.

أما لماذا؟ فلأن الروبوتات قصّرت في أداء واجباتها بشكل دائم، وخلقت مشكلات في أماكن العمل، كما اتضح أن الروبوتات عاجزة عن تنفيذ عمليات بسيطة رغم تقنياتها الفائقة، وكانت تصطدم ببعضها في الممرات، فضلا عن فشلها في نقل الأمتعة.
أخشى فقط ألا يتم تطوير الذكاء الاصطناعى وفقًا لقيم أخلاقية إنسانية. وأن نتجاهل الحفاظ على اللمسة الإنسانية التى تميز الإبداع البشري.