
أسبوع العمل العالمي في مقاومة اللامساواة ومن أجل العدالة التوزيعية في التعليم ، بقلم : نسيم قبها
تعرّف تجربة الإئتلاف التربوي الفلسطيني / الحملة العربية للتعليم في هذا العام لموضوع أسبوع العمل العالمي الذي يطلّ من فوّهة تقصّد الأونروا كمأسسة تحت إطلاق نار استعماري إحلالي يرفض جعل التعليم الفلسطيني قوة دافعة للتغيير المنتج للتحرير ، والمنسجم مع المواطنة العالمية التي دعت إليها اليونيسكو لتعزيز التفاهم بين الثقافات المنفتحة إنسانيا ، على أنها عملية تشكيل جمعية متجددة لذاتها الواعية ، تتأثر بتجارب الممارسات وتفاعلاتها مع محيطها ، ما يجعلها مساحة مفتوحة لإعادة استكشاف علائقية الهوية والإنسان عبر التعليم .
كانت تجربتنا هذا العام ، و قبل أن تبدأ في الإئتلاف والحملة ، كرحلة وجودية لنا ، وللتعليم أيضا ، رحلة تخترقُ أسئلة الإنسان عن معناه بلا تمدرس ، عن الانتماء والضياع وأشياء أخرى لا نتمناها .
هذه السمات البارزة في تجربتنا التربوية تكشف طرائق تعاملنا مع الواقع المتحدي ، الذي لم ولن يكون منحصرا في معهود العيش فقط بالطبع ، بل عبر تأسيس حوار بين وقائع مختلفة وتأويل هذا الحوار تعلّميا تربويا من أجل ( إنقاذ الحياة) . وبموجب ذلك لن تكون تجربتنا منفصلة عن تاريخها العام الذي يبحث عن التحرير ، تحرير الحياة بالتعليم النافذ ، لأن تجربتنا دائمة التفاعل مع التحرّر التعلّمي كما يفترض ، بعيدة عن المظاهر الاجتماعية والتراكميات الركيكة معنا وجودة .
إن السلوكيات التعليمية التي تفرضها الحياة اليومية ، يجب أن يتم سؤالها ، السؤال الذي يذهب كوسيلة لفهم التداخلات التربوية لمؤسسات شتّى تدور بين الأبعاد الزمنية والنفسية ذاتها دون تقادم يدرك؟ .
تقدم تجربتنا التربوية هذا العام في أسبوع العمل العالمي رؤية عميقة لذاتنا أولا ، باعتبارها حقلا وجوديا، يتشكل من خلال تفاعلنا بين الخبرة/ الذاكرة والتجربة الواعية والموسومة بانفتاحات محسوبة بالمسؤولية .
في هذا السياق، تُستعرض قيمة الإئتلاف والحملة في حضورهما الأنطولوجي مختلف المهام والصراعات البنائية بين الانتصار لنداء التعليم ، والضغوط المهنية التي نسعى لتقييدها بالانفلات نحو العمل.
لم يترك لنا وعينا في الإئتلاف والحملة سوى خط واحد ينقسم إلى محورين كجناحَي طائرٍ يحلّق بين فلسفة التعليم ومرارة السؤال السياسي فيه ، وتشرق استعاراته لنداء التعليم مثل ضوء يفضح زوايا الظل في زنقة الشياطين المتربّصة.
جدل لا ينتهي بين أسئلة حارقة تعبر عن منظورنا للتعليم المنقذ للحياة ، كفلسفة إنسانية مستندة بأن التعليم حق إنساني فاعل للتغيير المجتمعي نحو الحرية أولا ودائما.
إن استعار الحرب الإسرائيلية على الأونروا في سبيل ضرب ( تمويل التعليم) فلسطينيا ، قد نسف نظرية التضحية البسيطة التي نزفها ( سنجر) قبل كل هذا السوء الذي ما انتهى ، ويعيدنا للسؤال : هل التعليم استثمار في رأس المال البشري ، أم حق إنساني غير قابل للتفاوض؟ .
في كلتا الحالتين سيكون تعليم اللاجئين الفلسطينيين خارج نطاق النسق الاعتيادي لفلسفة غياب الإرادة الأخلاقية لأنظمة لدول الشمال ، والتي علينا خلخلة أخلاقها كحملة ، خلخلة واعية ، وحملة واعية.