1:46 صباحًا / 30 مارس، 2025
آخر الاخبار

الأخت والصديقة رنا موسى ، القلب النقي والأثر الخالد ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

تهاني رفعت بشارات

الأخت والصديقة رنا موسى ، القلب النقي والأثر الخالد ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

هناك أشخاصٌ يمرّون في حياتنا كضوء القمر، يضيئون عتمة الأيام دون ضجيج، وأشخاصٌ كالمطر، حين يحضرون يغسلون عن القلب كل تعبٍ بحبهم وطيبتهم. وهناك من يجمع بين الاثنين، فيكون نورًا وبلسمًا في آنٍ واحد. وهكذا كانت، ولا تزال، الصديقة والأخت رنا موسى.

رنا… الإنسانة التي تعطي بروحها وقلبها

عرفتُ رنا كزميلةٍ في المدرسة، فكانت مثالًا للمعلمة التي لا تُدرّس بعقلها فقط، بل بقلبها وروحها، وتعطي بلا حساب. لم يكن التعليم بالنسبة لها مجرد وظيفة، بل كان رسالةً تحملها بإخلاص، وتؤديها بضميرٍ حي، وتصبغها بروحٍ لا تعرف إلا النقاء.

وكان لي الشرف أن تكون معلمةً لابنتي تاليا في الصف الأول، فكنت مطمئنةً، واثقةً أن هناك قلبًا صادقًا يهتم بها، وعقلًا حكيمًا يوجّهها، وروحًا محبةً تحتضنها.

رنا… الصديقة التي تحتفل بنجاحات غيرها كما لو كانت نجاحاتها

كم من أناسٍ يمرّون في حياتنا دون أن يتركوا أثرًا، وكم من أناسٍ يتركون في القلب بصمةً لا تُمحى.

رنا لم تكن مجرد زميلة، كانت أختًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كانت تفرح لنجاحاتي بصدق، وتشجعني بلا حدود، وكأن نجاحي انتصارٌ لها.

ودائمًا ما كانت تردد لي كلماتها الجميلة:
“لا تخافي على تاليا، هي في عيوننا وقلبنا.”

يا لها من جملةٍ تحمل في داخلها طمأنينة الأخت، وصدق المعلمة، ونقاء الصديقة.

حين يكون الدعم أفعالًا لا أقوالًا… الموقف الذي لن أنساه

يُقال إن الصديق الحقيقي لا يظهر في الأوقات العادية، بل حين تحتاجه حقًا. وهذا ما فعلته رنا معي، حين اضطررتُ للسفر إلى ماليزيا مع ابنتي تاليا.

كان من الطبيعي أن تتأخر تاليا عن دراستها، وكان من الممكن أن تتجاهل المعلمة الأمر مثل كثيرين، لكن رنا لم تكن كهؤلاء.

بل على العكس، أخذت على عاتقها مسؤولية تعويض تاليا عن كل ما فاتها. كانت تتواصل معي باستمرار، وترسل لي الدروس، وأوراق العمل، والتكليفات، بلا كللٍ أو ملل، وكأنها تحمل همّ ابنتي كما أحمله أنا.

يا الله، ما أروعكِ يا رنا!


أيُّ إنسانةٍ هذه التي لا تكتفي بعملها، بل تحمله بروحها، وتجعل من التعليم رسالةً تمتزج بالعطاء؟

رنا… القلب الذي يفيض بالدعاء الصادق

ليس أجمل في هذه الحياة من قلبٍ صادق، يدعو لك دون أن تطلب، ويرفع يديه للسماء ليهديك الخير دون أن تعرف.

وهكذا كانت رنا، ليست فقط داعمةً بالكلمات والأفعال، بل بالدعاء النقي الذي يخرج من القلب ليصل إلى السماء.

شكرًا لكِ يا رنا… لأنكِ كنتِ دائمًا الأخت والصديقة، والداعمة والمعلمة، والقلب الذي يعطي دون انتظار المقابل.

شكرًا لكِ على دعمكِ الدائم الصادق، على دعائكِ الحقيقي، على أثركِ الذي سيظل خالدًا طوال العمر.

إنما الإنسانُ أثر، وأنتِ يا رنا أحد تلك الآثار الطيبة التي لا تُنسى.

شاهد أيضاً

" وكالة شفا " تهنئكم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

” وكالة شفا ” تهنئكم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

شفا – تتقدم إدارة شبكة فلسطين للأنباء شفا وكافة العاملين بها بالتهنئة الحارة من الأمتين …