2:00 صباحًا / 30 مارس، 2025
آخر الاخبار

الصديقة نورس زيود ” ام آدم ” ، الصديقة الحقيقية والأم المثالية وأثرٌ لا يُمحى ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

الصديقة نورس زيود ” ام آدم ” ، الصديقة الحقيقية والأم المثالية وأثرٌ لا يُمحى ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

في عالمٍ يمضي سريعًا، تتغير فيه الوجوه وتتبدل الأماكن، هناك أشخاصٌ نلتقيهم ليتركوا في قلوبنا بصمةً لا تُمحى، وأثرًا خالدًا كالنور الذي لا ينطفئ. هؤلاء هم القلوب النقية التي تنبض بالمحبة والعطاء، الأرواح التي تعكس أجمل معاني الإنسانية والإخلاص، والذين يجعلون الحياة أكثر دفئًا وجمالًا. ومن بين هؤلاء الأشخاص النادرين، كانت الأخت والصديقة نورس زيود، التي لم تكن مجرد صديقة، بل نموذجًا للمرأة الفلسطينية المثابرة، والأم المثالية، والإنسانة التي تُجسد أسمى معاني الإخلاص والوفاء.

امرأةٌ فلسطينيةٌ تُشبه الزيتون… متجذرةٌ في العطاء

تعرفتُ على نورس زيود من خلال تدريسي لبناتها، وكان أول ما لفت انتباهي فيها شغفها الكبير بتعليمهن، وحرصها الدائم على مستقبلهن، وإصرارها على أن يكون العلم هو النور الذي يُضيء دروبهن.

كانت تُشبه شجرة الزيتون الفلسطينية، ثابتةً في أرضها، تعطي بلا حدود، وتُثمر حبًا واهتمامًا لكل من حولها. لم يكن التعليم عندها مجرد درجات وشهادات، بل كان رسالةً وحلمًا، كانت تتابع بناتها بشغفٍ وحب، وكأنهن أجنحةٌ تحلق بها نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا.

داعمٌ لا يعرف الملل… قلبٌ لا يعرف إلا العطاء

ومن أكثر المواقف التي أظهرت معدن نورس زيود الأصيل، كان دورها العظيم في دعم مركز تاليا للتميز، إذ لم تكن مجرد أم تتابع بناتها، بل كانت أول من يؤمن بجهودنا، أول من يدعمنا بكلماته الصادقة، وأول من ينشر النور حيثما حل.

لم تكن فقط تُشجع بناتها على التعلم، بل كانت تُشاركنا فرحتنا، تحتفي بإنجازاتنا، وتُضيء الطريق أمامنا بتقديرها ودعواتها الصادقة. وعندما حققت بناتها التفوق في اللغة الإنجليزية، لم تكتفِ بالفرح بهن، بل وثّقت هذا النجاح بصورةٍ رائعة، التقطت الشهادات، وشكرتنا من القلب، وكتبت: “الفضل لله ثم لجهودكم… شكرًا مركز تاليا.”

تلك الكلمات البسيطة حملت في طياتها أعظم معاني الامتنان، وأصدق مشاعر التقدير، وكأنها وسامٌ منحته لنا بصدقها ووفائها.

الصداقة الحقيقية… ليست بالكلمات بل بالمواقف

في كل مرحلةٍ من حياتنا، نلتقي بالكثير من الناس، لكن القليل هم الذين يبقون، الذين يُثبتون لنا أن الصداقة ليست مجرد كلمات، بل هي دعمٌ في الغياب، ومساندةٌ في الحضور، ودعاءٌ صادقٌ في الخفاء.

كانت نورس زيود الصديقة التي لا تغيب، التي كلما التفتُّ وجدتُ أثرها الطيب في كل زاوية، كانت الدعاء الصادق الذي يصل دون أن يُقال، وكانت اليد التي تُصفق للنجاح بحب، والروح التي تُشجع بلا مقابل.

شكرًا نورس… لأنكِ أثرٌ خالدٌ لا يزول

لا أجد كلماتٍ تكفي لأعبر عن امتناني لوجودك في حياتي، فهناك أشخاصٌ يأتون كنسائم الفجر، يُنيرون أيامنا، يجعلون كل شيءٍ أجمل، ويرحلون تاركين وراءهم عبقًا لا يزول.

شكرًا لكِ، لأنكِ لم تكوني فقط أمًا مثالية، بل نموذجًا للعطاء الحقيقي.


شكرًا لكِ، لأنكِ كنتِ دائمًا الداعم الأول، اليد التي تُصفق بحب، والقلب الذي ينبض بصدق.
شكرًا لكِ، لأنكِ كنتِ وما زلتِ إنسانةً عظيمةً، تتركين أثرًا لا يُمحى في كل من يعرفك.

إنما الإنسانُ أثر، وأثركِ سيبقى خالدًا في قلبي مدى العمر.

شاهد أيضاً

" وكالة شفا " تهنئكم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

” وكالة شفا ” تهنئكم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

شفا – تتقدم إدارة شبكة فلسطين للأنباء شفا وكافة العاملين بها بالتهنئة الحارة من الأمتين …