شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
مسيرات قطاع غزة: انتفاضة شعبية بين رفض التهجير وإنهاء الانقسام ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
شهدت مناطق قطاع غزة مؤخرًا مسيرات حاشدة حملت رسائل قوية للمجتمعين المحلي والدولي، حيث خرج آلاف الفلسطينيين في احتجاجات تطالب بوقف الحرب الدموية، ورفض مخططات التهجير القسري، إلى جانب دعوات لإنهاء حكم حركة حماس في القطاع. هذه التحركات الشعبية تعكس واقعًا جديدًا بدأ يتشكل في غزة، وسط تزايد الضغوط الإنسانية والسياسية التي يواجهها السكان.
صرخة شعبية ضد الحرب والتهجير
مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خرج المتظاهرون في مناطق مختلفة من شمال القطاع، مرددين شعارات تطالب بوقف العمليات العسكرية، وإيجاد حل جذري يضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم وعدم تهجيرهم قسرًا. يأتي هذا في ظل تسريبات متزايدة عن مخططات إسرائيلية لتفريغ غزة من سكانها، سواء عبر الضغط العسكري أو التلاعب بالمساعدات الإنسانية.
المطالبة بتغيير سياسي داخلي
إلى جانب رفض الحرب والتهجير، حملت المسيرات رسالة داخلية لا تقل أهمية، حيث طالب المحتجون بإنهاء حكم حماس للقطاع، داعين إلى إدارة سياسية جديدة تعكس تطلعات الفلسطينيين في غزة، وتعمل على إنهاء العزلة السياسية والاقتصادية التي يعيشها القطاع منذ سنوات. هذه الدعوات تعكس حالة من الغضب الشعبي تجاه السياسات الداخلية التي زادت من معاناة المواطنين، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وفقدان الأمل في أي حل قريب.
إشارات ورسائل دولية
المسيرات الأخيرة تحمل أبعادًا تتجاوز الإطار المحلي، فهي توجيه مباشر للمجتمع الدولي بأن الفلسطينيين في غزة ليسوا مجرد ضحايا للحرب، بل لديهم صوت ورغبة في تقرير مصيرهم بعيدًا عن الأجندات الخارجية والداخلية المفروضة عليهم. كما أنها رسالة للاحتلال بأن التهجير لن يكون خيارًا سهلًا، وأن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم رغم كل الضغوط.
أخيرا
هذه المسيرات، رغم ما يحيط بها من تعقيدات، تعكس تحولًا مهمًا في المزاج الشعبي داخل غزة، حيث بات الفلسطينيون يبحثون عن مسار جديد بعيدًا عن الحرب والانقسام السياسي. والسؤال الأبرز الآن: هل ستجد هذه التحركات الشعبية آذانًا صاغية، أم ستواجه بقمع داخلي وتجاهل دولي كما حدث في محاولات سابقة؟
