
منتدى بوآو الآسيوي: منصة رائدة لتعميق التعاون وبناء الازدهار بين الدول الآسيوية ، بقلم : تشو شيوان
انطلقت أعمال المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2025 يوم الثلاثاء في مدينة بوآو بمقاطعة هاينان جنوبي الصين، بمشاركة قرابة 2000 مشارك من أكثر من 60 دولة ومنطقة، وأقيم المنتدى هذا العام تحت شعار “آسيا في العالم المتغير نحو مستقبل مشترك” ويمتد على مدى أربعة أيام حافلة بالنقاشات والجلسات، ويذكر أن المنتدى تأسس عام 2001 كمبادرة صينية لتعزيز الحوار بين القادة الآسيويين والعالميين، ويُعد اليوم أحد أهم المنصات الدولية لمناقشة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، ودفع أجندة التنمية المستدامة.
يتضمن المنتدى لهذا العام أكثر من 50 فعالية وجلسات ثنائية متعددة، وتركز المناقشات على أربعة محاور رئيسية تشمل بناء الثقة وتعزيز التعاون في عالم سريع التغير، وإعادة التوازن للعولمة من أجل التنمية الشاملة، وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز تطبيق الذكاء الاصطناعي والحوكمة الداعمة للابتكا، وتعكس موضوع المنتدى القضايا والتحديات العالمية الملحة، ويهدف إلى توجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي بأهمية تعزيز الثقة والتعاون لبناء مستقبل أفضل.
والجدير بالذكر أنه تم إصدار تقريرين سنويين، “الآفاق الاقتصادية الآسيوية والتقدم المحرز في التكامل”، و”مواجهة تغير المناخ .. آسيا تتجه نحو الاستدامة”، حيث أكد الأول، أن آسيا ستظل المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي العالمي، ومركزا حيويا في سلاسل القيمة العالمية، مع استمرار دور الصين كمركز للصناعة التحويلية، في حين أبرز التقرير الثاني التقدم الذي حققته آسيا في تبني التقنيات الخضراء، وتوقع ريادتها في قطاعات مستقبلية مثل مواد البطاريات المتقدمة، والبلاستيك الحيوي، وطاقة المد والجزر، والهيدروجين الأخضر.
يلعب الاقتصاد الآسيوي دورًا محوريًا في استقرار الاقتصاد العالمي، مما يجعل تعزيز الثقة في مستقبله أمرًا بالغ الأهمية. وقد حققت اتفاقيات التجارة الحرة، لا سيما اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEPA)، تقدمًا ملحوظًا في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي. وتشير التوقعات إلى نمو الاقتصاد الآسيوي بنسبة 4.5% في عام 2025، مع ارتفاع حصة آسيا في الاقتصاد العالمي من 48.1% العام الماضي إلى 48.6% هذا العام وفقًا لمعدل القوة الشرائية، مما يعكس تزايد أهمية القارة في المشهد الاقتصادي الدولي.
خلال السنوات الماضية، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين تعمل على دفع التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، وذلك من خلال تطوير القوى الإنتاجية جديدة الجودة وترقية وتحديث الصناعات وجذب الاستثمارات الأجنبية مع تسهيل إجراءات الموافقة وغيرها من التدابير الأخرى. وإن الصين ستساهم في دفع الاقتصاد العالمي بشكل نشاط، وذلك في التعاون مع الدول الآسيوية الأخرى، حيث نعرف أن آسيا لا يزال محركا رئيسيا للاقتصاد العالمي.
في هذا السياق، يمثل منتدى بوآو الآسيوي 2025 فرصة مهمة لتعزيز الحوار والتعاون بين دول المنطقة والعالم، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، فمع تصاعد التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، تزداد الحاجة إلى تبني نهج متعدد الأطراف يعزز التكامل الاقتصادي، والابتكار التكنولوجي، والتنمية المستدامة، ومن خلال الجلسات المتنوعة التي يعقدها المنتدى، يتم تسليط الضوء على أهمية تعزيز المرونة الاقتصادية، وتطوير نماذج أعمال مستدامة، ودعم التحول الرقمي كعوامل رئيسية لتحقيق نمو مستدام في آسيا وخارجها، كما أن التزام الصين المستمر بسياسات الانفتاح والإصلاح الاقتصادي يعكس دورها الرائد في دفع عجلة التعاون الإقليمي والدولي، مما يرسّخ مكانة آسيا كمركز حيوي للنمو والابتكار في الاقتصاد العالمي.
في النهاية يمكننا القول إن منتدى بوآو 2025 يُرسل رسالة واضحة بأن آسيا تظل مركز النمو العالمي، وأن التعاون الإقليمي والدولي هو السبيل لمواجهة التحديات المشتركة، من تغير المناخ إلى التحول التكنولوجي، ومن المتوقع أن تخرج توصيات مهمة تدعم الاستقرار الاقتصادي العالمي وتعزز الشراكات الاستراتيجية بين الدول الآسيوية والعالم.