
يقـيـن لا يــزول ، البحرُ الكامل ، بقلم : نسيم خطاطبة
أين الوفاءُ وأين عهدُ الأوَّلِ
هل خانَ ودًّا من أحبَّ وأوْصَلِ
عمِيَت عيونُ القومِ عن ألطافِنا
وغدوا كظلٍّ للغريبِ المُحتلِ
جـحـدوا يدًا مـدتْ إلـيهم طُهرَها
ورمـوا ودادًا فـي جـفـاءٍ مُـخـجِـلِ
خافوا المسيرَ إلى الدروبِ بصحبتي
كـأنَّ خـطـايَ ضـلالُ سـيـفٍ مُـعـتـلِ
وأصـل روحــي لا تُــبــاعُ بـذلِّــهـــم
تـبـقــى الـجِــبـاهُ شموخَ صرحٍ مُقبِلِ
فـي أرضِ كـنــعـانَ الـتـي بـاركـتُـهـا
تـمـضـي خـطايَ كـحـلـمِ نـجمٍ مُؤْتَلِ
لم يُطفِئِ الأعداءُ جذري في الثرى
بل زادني صلبًا كصخرٍ مُمتثِلِ
كم حاصروني بالوعودِ ولم أزلْ
كالسيفِ أمضي في الطُرُوقِ وأرتَجِلِ
مـا ذنـبـيَ الـريـحُ الـعـتـيُّ هـبـوبُـهـا
إنّـي الـجـبـالُ رسـوخُ عـزمٍ مُمـتَـثِـلِ
لــن يُـــبــدّلَ الأقــدارَ غـــدرٌ عــابــرٌ
فــاللهُ أجــرى الـحـكـمَ فـيـنـا بالأزلِ
سـيـحـلُّ يـومٌ ـالغـضـــبْ وسينجلي
لـيـلُ الـجـراحِ بـوعـدِ نـصـرٍ مُـكـمِـلِ
وتـرى المـراكبَ فـي الـفـضاءِ مُبحِرًا
نحـوَ الـضـيـاءِ بـثـورةِ الـمـسـتـبـسِلِ
لــن أركــبَ الأمـــواجَ إلا ســيّــداً
قُـبـطـانُـهـا طــودٌ بـعـزمٍ مُــذهِــلِ
عـشـنا على وقـعِ الـبـلايا صامدين
لـم نـنـحـنِ، لـم نـنـثـنِ، لـم نـخذلِ
هـل يُـثـنِـني دربٌ تـعـثّـرَ خـطـوُهُ
بل سوف أمضي كالشموخِ المُظلِل
نسيم خطاطبة