
الإعلامية الأستاذة ابتهال افطيمه ، صوتٌ يشعُّ رُقيًّا وإعلامٌ يترك أثرًا خالدًا ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
هناك أشخاصٌ يمرّون في حياتنا كنسمةٍ هادئة، لا تُحدث ضجيجًا، لكنّها تُخلّف وراءها أثرًا لا يُمحى، وكأنّها تترك بصمةً مضيئة في دروب الذكريات. ومن بين هؤلاء، الإعلامية الراقية ابتهال افطيمه، التي كانت أولى محطّاتي الإعلامية معها في لقاءٍ خاص عبر إذاعة فلسطين.
كان ذلك اللقاء بمثابة نافذةٍ أطللتُ منها على عالم الإعلام الفلسطيني الأصيل، حيث التقيتُ بإنسانةٍ تحمل في قلبها الطيبة، والرقيّ، وحبّ العمل الإعلامي بروحٍ صادقة. لم يكن مجرد لقاءٍ إذاعي، بل كان حوارًا إنسانيًّا يعكس أصالة الإعلام عندما يكون نابضًا بالوعي والمسؤولية.
عفويةٌ تشبه النسيم، وبديهةٌ تضيء الحوارات
عرفتُ الإعلامية ابتهال افطيمه عن طريق الصديقة والإعلامية الرائعة براءة عابد، وكانت هذه المعرفة من أجمل ما كُتب لي أن أخوضه في تجربتي الإعلامية. منذ اللحظة الأولى، شعرتُ وكأنني أمام صوتٍ يفيض بالودّ، وكلماتٍ تُشبه الألحان العذبة، وشخصيةٍ تجسّد روح الإعلام بأرقى صوره.
ما ميّز ذلك اللقاء لم يكن فقط طبيعة الحوار أو الأسئلة المطروحة، بل عفوية ابتهال الساحرة وسرعة بديهتها الفريدة. فهي تمتلك قدرةً استثنائية على استنباط الأسئلة من إجابات الضيف، فتجعل الحوار حيًّا ومتدفقًا دون تكلّفٍ أو تصنّع، وكأنها تحوّل اللقاء إلى رحلةٍ شيّقة بين الكلمات، تنسج بها نسيجًا إعلاميًّا راقيًا لا يعرف الجمود.
دعمٌ مستمر… وأثرٌ لا يُنسى
مرت الأيام، وتوالت المقالات التي نشرتها حول التعليم، مشاكله، وتحدياته، والحلول المقترحة لتطويره، فكانت ابتهال دائمًا في صفّ الكلمة الهادفة، والسند الحقيقي للفكر التربوي الناضج. لم تكن مجرد إعلاميةٍ تُجري الحوارات ثم تكتفي بها، بل كانت شعلةً من الدعم المستمر، تُشارك ما أكتبه على صفحتها الخاصة، وتنشره في منصاتها الإعلامية، إيمانًا منها بأنّ للكلمة أثرًا، وللمقال رسالة، وللإعلام دورًا في التغيير والبناء.
كانت مشاركتها الدائمة لهذه المقالات تعني لي الكثير، لأنها لم تكن مجرد مشاركةٍ عابرة، بل كانت بمثابة شهادةٍ على أن الإعلام يمكن أن يكون منبرًا للفكر، وحاضنًا للرأي، ومساحةً للنقاش المثمر الذي يصنع الفرق.
ابتهال افطيمه… صوت فلسطين الحرّ
ومع كل هذا العطاء والتألق الإعلامي، جاء تعيين ابتهال فطيمه كمراسلةٍ لتلفزيون فلسطين ليكون تتويجًا لمسيرتها الإعلامية الحافلة، فهي لم تكن يومًا مجرد ناقلةٍ للأخبار، بل كانت صوتًا يعكس نبض الشارع الفلسطيني، ويروي قصصه بصدقٍ وأمانةٍ ومسؤولية.
إن الإعلام الحقيقي ليس فقط ميكروفونًا وصوتًا على الأثير، أو كلماتٍ تُلقى على عجل، بل هو رسالةٌ ومسؤولية، وهو تأثيرٌ يُترجم إلى واقع، وهو نبضُ الحروف حين تتحول إلى صدى يُحدث تغييرًا في المجتمع.
وهذا تمامًا ما تمثّله الإعلامية الرائعة ابتهال افطيمه، فهي ليست مجرد مقدمة برامج، أو مراسلة إخبارية، بل صوتٌ يشعُّ بالوعي، وحضورٌ يُعطي الحوار معنى، وشخصيةٌ تعكس أجمل ما في الإعلام الفلسطيني من مهنيةٍ وأخلاقٍ وصدقٍ في الطرح.
شكرًا ابتهال… لأنكِ صنعتِ فرقًا
لذلك، شكرًا من القلب، أستاذة ابتهال، لأنكِ أثبتِ أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل هو بصمةُ إنسان، وأثرُ رسالة، وروحُ تواصلٍ تبني جسور الفهم والتقدير بين الناس.
شكرًا لأنكِ كنتِ دعمًا وسندًا لكل كلمةٍ هادفة، ولكل مقالٍ يحمل فكرة، ولكل صوتٍ يسعى لأن يكون له أثرٌ طيّب في هذا العالم.
شكرًا على التعامل الراقي، والاحترافية العالية، والروح الصافية التي تجعل من الإعلام مساحةً للحوار البنّاء بدلًا من الضوضاء الفارغة.
وأخيرًا… شكرًا لأنكِ ابتهال افطيمه، الإعلامية التي تجعل من صوتها أثرًا، ومن كلماتها بصمةً، ومن حضورها قيمةً تظل خالدة في الذاكرة!