
شفا – قالت الجبهة العربية الفلسطينية في تصريح صحفي لها ، أن مشهد مرعب يتخطى حدود الكارثة الإنسانية بفرض حصارًا خانقًا على حي تل السلطان والمناطق المجاورة في رفح، وفي عملية ميدانية تُمثل ذروة العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل. منذ ساعات الصباح الأولى، شنت قوات الاحتلال قصفًا عنيفًا مستهدفًا المنازل والمرافق الحيوية، مما أدى إلى سقوط أرواح لا تُحصى من الأبرياء وإصابة المئات في ظروفٍ إنسانية لا تحتمل.
وقال بيان “الجبهة” وفي خضم هذا القصف العنيف، أُجبر السكان على النزوح تحت تهديد السلاح؛ إذ تم إخلاء المنطقة عبر معابر يُزعم أنها “ممرات إنسانية” لكن سرعان ما تحولت إلى فخ مميت. عند تلك النقاط، وباستخدام بوابات إلكترونية عسكرية تُعرف بـ”الحلابات”، شرع النظام العسكري في تحديد من يُسمح له بالمرور، مما أسفر عن إعدام فوري لعشرات الرجال والشباب أمام عائلاتهم، في مشهد يُذكرنا بأبشع الجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف “البيان” إن هذه العملية، التي تجاوز عدد شهدائها 80 فلسطينياً حتى الآن مع استمرار تسجيل إصابات جديدة، ليست مجرد هجوم عسكري، بل هي إبادة جماعية ممنهجة تنفذها قوات الاحتلال دون أدنى مراعاة للقانون الدولي أو حقوق الإنسان. ومع استمرار الحصار والقصف، تُغرق رفح في ظلامٍ إعلامي وصمت دولي مخزٍ، فيما يُمنع فرق الإنقاذ من الوصول إلى الجرحى أو انتشال الجثامين من تحت أنقاض المنازل.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نستنكر هذا العدوان الوحشي، ونرفض أي تواطؤ أو تساهل مع هذه الجرائم التي لا يمكن قبولها على الإطلاق. نطالب المجتمع الدولي، خاصة القوى التي تقف وراء هذا الكيان الاستيطاني، بأن يتحمل مسؤولياته فوراً وأن يضع حداً لهذه المذبحة قبل أن يُكتَب تاريخ جديد من الإبادة الجماعية في رفح.
شعبنا الفلسطيني لن ينكسر، وستظل رفح رمزاً لصمودنا، حتى ينهض العالم ويستجيب لندائنا العاجل لإنقاذ الأرواح وإيقاف هذا الجرم الذي يفضح زيف القانون الدولي ويهين قيم الإنسانية.