1:29 صباحًا / 25 مارس، 2025
آخر الاخبار

قطر غيت ، فضيحة تهز إسرائيل ومستقبل حكومة نتنياهو على المحك ، بقلم : المهندس غسان جابر

قطر غيت ، فضيحة تهز إسرائيل ومستقبل حكومة نتنياهو على المحك ، بقلم : المهندس غسان جابر

“قطر غيت”: فضيحة تهز إسرائيل ومستقبل حكومة نتنياهو على المحك ، بقلم : المهندس غسان جابر

في ظل تصاعد التحقيقات في قضية “قطر غيت”، تعيش الحكومة الإسرائيلية واحدة من أكبر الأزمات السياسية في تاريخها الحديث، حيث باتت شبهات الفساد والتواطؤ مع قطر تضع مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المحك. الفضيحة، التي تتعلق بتحويلات مالية سرية إلى مستشارين مقربين من نتنياهو، لم تقتصر على بعدها القانوني، بل امتدت إلى تداعيات أمنية وسياسية تهدد بتغيير موازين القوة داخل إسرائيل وحتى في مفاوضات غزة.

كيف بدأت الفضيحة؟

منذ عام 2022، لعبت قطر دورًا رئيسيًا في تمويل قطاع غزة من خلال تحويلات مالية ضخمة تحت غطاء “المساعدات الإنسانية”، لكن التحقيقات كشفت أن هذه الأموال لم تكن تمر فقط عبر القنوات الرسمية، بل وصلت إلى أشخاص داخل ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، مثل إيلي فيلدشتاين ويوناتان أوريخ، عبر وسطاء أمريكيين مثل غاي فوتليك، وهو رجل أعمال مقرب من اللوبي القطري في واشنطن.

مع تصاعد الاتهامات، تم توقيف شخصيات رئيسية للتحقيق، وتم تسريب تسجيلات صوتية تكشف تورط شخصيات إسرائيلية بارزة في تسهيل هذه التحويلات مقابل مكاسب مالية وسياسية. لكن الحدث الذي زاد الأمور تعقيدًا كان إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار، الذي كان يقود التحقيق، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان نتنياهو يسعى إلى عرقلة التحقيقات.

كيف يمكن أن تؤثر الفضيحة على مستقبل حكومة نتنياهو؟

تصعيد الخلافات داخل الحكومة:

تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من المعارضة، حيث وصف نفتالي بينيت القضية بأنها “اختراق أمني خطير”، وطالب بتحقيق مستقل.

حتى داخل الائتلاف الحاكم، هناك انقسامات واضحة، حيث يخشى بعض الوزراء أن تؤدي الفضيحة إلى فقدان الثقة بالحكومة، مما قد يدفعهم إلى الانسحاب لإنقاذ مستقبلهم السياسي.

تراجع شعبية نتنياهو:

تشير استطلاعات الرأي إلى أن ثقة الجمهور الإسرائيلي بالحكومة تراجعت بشكل كبير منذ الكشف عن القضية.

فقد نتنياهو دعم بعض الفئات اليمينية التي كانت ترى فيه قائدًا قويًا، لكنه الآن يواجه اتهامات بالخيانة والتواطؤ مع قطر، التي تعتبرها إسرائيل دولة داعمة لحماس.

إمكانية انهيار الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة:

إذا استمرت الضغوط القانونية والسياسية، فقد تجد حكومة نتنياهو نفسها غير قادرة على الاستمرار، مما قد يفتح الباب أمام انتخابات مبكرة في إسرائيل.

قطر ومفاوضات غزة: هل كانت إسرائيل تُدار من الدوحة؟

فيما يتعلق بغزة، تطرح الفضيحة أسئلة خطيرة حول دور قطر في صنع القرار الإسرائيلي. فبينما كان نتنياهو يروج لحملته العسكرية ضد حماس، كان مستشاروه يتلقون أموالًا من وسيط قطري، ما يثير الشكوك حول ما إذا كانت قرارات إسرائيل العسكرية قد تأثرت بهذه المصالح الخفية.

كيف يمكن أن تؤثر الفضيحة على مفاوضات غزة؟

إعادة تقييم الدور القطري:

بعد الكشف عن هذه الفضيحة، قد تجد إسرائيل نفسها مضطرة لإعادة النظر في علاقتها مع قطر، وهو ما قد يؤدي إلى تعقيد المفاوضات مع حماس.

قد تسعى أطراف داخل الحكومة إلى وقف الدور القطري في غزة، وهو ما قد يخلق فراغًا دبلوماسيًا قد تحاول مصر أو الولايات المتحدة ملؤه.

تشديد الموقف الإسرائيلي في المفاوضات:

قد تضطر إسرائيل إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا في أي اتفاقيات مستقبلية مع حماس، لإثبات أنها لم تكن متواطئة في دعم التنظيم بطريقة غير مباشرة.

مستقبل صفقة تبادل الأسرى:

حاليًا، تلعب قطر دورًا رئيسيًا في التفاوض على صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس. لكن مع تصاعد الفضيحة، قد تضغط بعض الأطراف داخل الحكومة على إخراج قطر من هذه المفاوضات، مما قد يؤدي إلى تعثرها أو تأجيلها.

هل تطيح “قطر غيت” بنتنياهو؟

على الرغم من النفي القاطع من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن الأدلة المتزايدة والتسجيلات المسرّبة تجعل القضية أكثر خطورة. قد يحاول نتنياهو المراوغة وتأجيل التحقيقات، لكن إذا استمرت الضغوط السياسية والقانونية، فقد يجد نفسه في موقف مشابه لما حدث مع رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، الذي استقال بعد فضيحة فساد مشابهة.

لكن حتى لو نجا نتنياهو من الإطاحة المباشرة، فإن الضرر الذي لحق بصورته السياسية كبير جدًا. فهو الآن في موقف لا يُحسد عليه:

إذا سعى لإنقاذ حكومته، فسيتوجب عليه تقديم تنازلات سياسية خطيرة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه.

إذا استمر التحقيق وكشفت المزيد من الأدلة، فقد يواجه محاكمة جنائية تهدد مستقبله السياسي بالكامل.

نقول: إسرائيل أمام أزمة سياسية جديدة

قضية “قطر غيت” ليست مجرد فضيحة فساد، بل تمثل تحديًا سياسيًا وأمنيًا قد يغير شكل الحكومة الإسرائيلية والعلاقة مع غزة. فبينما تستمر التحقيقات، تبدو إسرائيل عالقة في معركة داخلية بين مصالحها الأمنية ومصالح النخبة السياسية المرتبطة بالمال القطري.

ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن نتنياهو من النجاة من هذه العاصفة السياسية؟ أم أن “قطر غيت” ستكون القشة التي ستطيح بحكومته؟

م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)

شاهد أيضاً

محافظ حنين كمال أبو الرب يستقبل قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء إبراهيم خليل العبد واللواء الركن أكرم ثوابته

محافظ حنين كمال أبو الرب يستقبل قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء إبراهيم خليل العبد واللواء الركن أكرم ثوابته

شفا – استقبل محافظ حنين أ. كمال أبو الرب في دار المحافظة ، اليوم ، …