
شفا – كتبت الدكتورة الفلسطينية تهاني رفعت بشارات من جنين حول شبكة فلسطين للأنباء شفا ، في قلب النضال الفلسطيني، حيث القهر والاحتلال والقيود المفروضة على كل شريان حياة، يقف الإعلام الفلسطيني شامخًا كصوتٍ حرّ لا يلين، يحمل مشعل الحقيقة وسط عتمة التزييف والتضليل. إنه إعلامٌ مقاوم، لا تردعه القيود، ولا تكسره الملاحقات، ولا تثنيه الظروف القاسية التي يحاول الاحتلال فرضها على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
هذا الإعلام، الذي تفوّق على كل المعايير العالمية، لم يكن مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح جسرًا يربط الفلسطينيين بعضهم ببعض، وينقل للعالم نبضهم وصوتهم، ويوثق معاناتهم، وانتصاراتهم، وآمالهم.
الإعلام الفلسطيني ، رسالة وطن وقضية لا تموت
منذ أن بدأ الإعلام الفلسطيني رحلته، كان أكثر من مجرد ناقلٍ للحدث؛ كان شاهدًا على التاريخ، ومرآةً تعكس النضال اليومي لشعبٍ يتحدى الاحتلال بإرادته قبل سلاحه. ورغم التضييقات، والاعتقالات، وحتى الاغتيالات التي طالت الكثير من الصحفيين الفلسطينيين، لم يتوقف هذا الإعلام عن أداء رسالته، بل ازداد إصرارًا على أن يكون منبرًا للأحرار، وسلاحًا في وجه التعتيم الإعلامي الذي يحاول طمس الحقيقة.
لا يمكن الحديث عن الإعلام الفلسطيني دون ذكر دوره في كشف جرائم الاحتلال، وإبراز الرواية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال وأذرعه الإعلامية إلى تشويهها أو طمسها. فقد استطاع الإعلام الفلسطيني، رغم قلة الإمكانيات، أن يفرض نفسه عالميًا، ويوصل القضية الفلسطينية إلى كل بيتٍ في العالم، متحديًا الإمبراطوريات الإعلامية الضخمة التي تحاول فرض رواياتها المزيفة.
شبكة فلسطين للأنباء شفا ، نموذجٌ للإعلام الحرّ المستقل
ومن بين المنابر الإعلامية الفلسطينية التي أبت إلا أن تكون صوتًا حرًا غير منحاز، تأتي شبكة فلسطين للأنباء “شفا”، التي منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا وهي تنقل الحقيقة بجرأة وشجاعة، دون أن تتبع أي جهة سياسية أو فصيل، لتصبح نموذجًا للإعلام الوطني النزيه الذي يضع المهنية فوق كل اعتبار.
لم تكن “شفا” مجرد وكالة أخبار تنقل الأحداث، بل تحولت إلى منصة حقيقية لكل فئات المجتمع الفلسطيني، حيث فتحت أبوابها للأكاديميين، والباحثين، والكُتّاب، والمثقفين، والمفكرين، والشباب الطموح، لتكون نافذتهم إلى العالم. ولم تكتفِ بذلك، بل قدمت خدماتها مجانًا، دون أي رسوم أو مقابل، إيمانًا منها بأن الكلمة الحرة لا يجب أن تكون رهينةً للمال أو المصالح.
في ظل هذه المبادئ، نجحت “شفا” في بناء جسور الثقة مع جمهورها، واستطاعت أن تكون مرجعًا موثوقًا للأخبار، بعيدًا عن التضليل أو الانحياز، وهو ما جعلها تتفوق على الكثير من الوسائل الإعلامية الأخرى التي غالبًا ما تسيطر عليها الأجندات السياسية.
إعلامٌ يضاهي الإعلام العالمي رغم الحصار والتضييق
رغم كل الضغوطات التي تواجه الإعلام الفلسطيني، إلا أنه استطاع أن يكون في مقدمة الإعلام العالمي، بل وتفوق عليه في كثير من الجوانب. ففي حين تتحكم المصالح السياسية والاقتصادية في كثير من وسائل الإعلام الكبرى حول العالم، يبقى الإعلام الفلسطيني في جوهره نقيًا، نابعًا من معاناة شعبه، ومتجذرًا في قضاياه الوطنية.
لقد قدم الإعلاميون الفلسطينيون دروسًا في التضحية، حيث دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة، فكم من صحفي استشهد برصاص الاحتلال أثناء تغطيته للأحداث، وكم من مؤسسة إعلامية دُمرت مكاتبها، وكم من صحفي زُج به في السجون لمجرد أنه نقل صورة الواقع كما هو. ومع ذلك، لم يتراجع الإعلام الفلسطيني عن رسالته، بل واصل التحدي والإبداع، مستغلًا كل الوسائل المتاحة، من القنوات الفضائية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ليكون حاضرًا في كل بيت، وفي كل شاشة، وفي كل منصة.
الإعلام الفلسطيني ، صوت الحقيقة الذي لا يُسكت
الإعلام الفلسطيني ليس مجرد مؤسسة أو مجموعة من الصحفيين، بل هو حالة وطنية، ورسالة نضالية، وقوة لا يستهان بها في معركة الوعي.
إنه الإعلام الذي لم يخضع، ولم يُشترَ، ولم يُرهب، بل بقي صامدًا كصمود شعبه، يكتب بالحبر والدم، وينقل الواقع دون رتوش، ليكون شاهدًا على الحقيقة، وحارسًا للرواية الفلسطينية التي لا تموت.
وإذا كان الإعلام في العالم يُقاس بمدى تأثيره، فإن الإعلام الفلسطيني بلا شك، هو أحد أكثر وسائل الإعلام تأثيرًا، ليس فقط لأنه ينقل الخبر، بل لأنه يخلق الوعي، ويُشكّل ذاكرة وطن، ويُرسّخ قضيةً لا يمكن لأحد أن يطمسها.
سيبقى الإعلام الفلسطيني الحرّ، بإرادته الصلبة وعزيمته التي لا تلين، منارةً للحق، ودرعًا للحقيقة، وسيفًا في وجه التزييف، حتى تتحقق العدالة، ويُسمع صوت فلسطين في كل أرجاء الأرض.
شبكة فلسطين للأنباء شفا ، الإعلام الفلسطيني الحر .
إقرأ ما كتبه أكثر من 60 استاذ وأكاديمي و باحث وصحفي وكاتب حولنا :
