5:28 مساءً / 22 مارس، 2025
آخر الاخبار

التعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين: التحديات التاريخية، التطورات الحديثة، ودور الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني في تحقيق التكامل مع سوق العمل ، بقلم : د. عماد سالم

عماد سالم

التعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين: التحديات التاريخية، التطورات الحديثة، ودور الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني في تحقيق التكامل مع سوق العمل ، بقلم : د. عماد سالم


يُعتبر التعليم والتدريب المهني والتقني (TVET) ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات الحديثة وتعزيز الإنتاجية، حيث يلعب دوراً محورياً في إعداد قوى عاملة ماهرة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة في فلسطين، يواجه هذا القطاع تحديات تاريخية واقتصادية وسياسية، إلا أنه شهد تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، خاصة مع إنشاء الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني.


تستعرض هنا التطور التاريخي للتعليم المهني في فلسطين، وتسلط الضوء على دور الهيئة الوطنية في توحيد الجهود وتحسين جودة المخرجات التعليمية، مع التركيز على أهمية الربط بين التعليم المهني وسوق العمل لتحقيق التنمية المستدامة.

  1. التطور التاريخي للتعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين
    أ. الفترة العثمانية (1856-1917): البدايات الأولى
    شهدت هذه الفترة تأسيس أولى المؤسسات المهنية في فلسطين، حيث تم إنشاء مدارس مهنية تابعة للطوائف الدينية، مثل:
  • مدرسة دار الأيتام السورية “مدرسة شنلر” (1860): التي قدمت تدريباً في مجالات النجارة والحدادة والخياطة، بهدف تمكين الأيتام اقتصادياً.
  • مدرسة الساليزيان في بيت لحم (1863): التي ركزت على تدريب الشباب في مجالات مهنية مختلفة.
    ب. فترة الانتداب البريطاني (1917-1948): التعليم المهني في إطار استعماري
    تم إنشاء عدة مؤسسات مهنية خلال هذه الفترة، منها:
  • دار الأيتام الإسلامية في القدس (1922): كمؤسسة صناعية لدعم الأيتام.
  • مدرسة خضوري الزراعية في طولكرم (1930): لتدريب الشباب على أساليب الزراعة الحديثة.
  • أول مدرسة مهنية حكومية في حيفا (1933): والتي مثلت بداية الاهتمام الرسمي بالتعليم المهني.
    ج. فترة الحكم الأردني (1948-1967): التوسع المؤسسي
    تحت إشراف وزارة التربية والتعليم الأردنية، تم إنشاء مدارس مهنية وكليات مجتمعية بدعم من الحكومة الأردنية ووكالة الغوث الدولية (الأونروا).
    د. فترة الاحتلال الإسرائيلي (1967-1994): الإهمال المتعمد
    شهد القطاع تراجعاً كبيراً بسبب السياسات الإسرائيلية التي ركزت على استغلال العمالة الفلسطينية في مجالات محدودة المهارات، مما أدى إلى إضعاف القطاع واستنزاف قدراته.
    هـ. فترة السلطة الوطنية الفلسطينية (1994 – الحاضر): إعادة البناء والتطوير
    مع تأسيس السلطة الوطنية، تمت إعادة هيكلة القطاع من خلال:
  • افتتاح مراكز تدريب جديدة.
  • افتتاح مدارس مهنية جديدة.
  • افتتاح وحدات مهنية في المدارس الاكاديمية.
  • تطوير برامج تعليمية تتناسب مع احتياجات السوق.
  • تحسين كفاءة الكوادر التدريبية.
    2 . الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني: الحاجة والدور
    أ. الحاجة إلى الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني
    رغم الجهود المبذولة، لا يزال القطاع يعاني من:
  • ضعف التنسيق بين الجهات المعنية.
  • نقص التمويل والاستثمارات.
  • عدم وجود معايير موحدة للجودة والاعتماد.
  • ضعف الربط بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
    ب. دور الهيئة الوطنية
    تتولى الهيئة مسؤوليات رئيسية، منها:
  1. وضع السياسات والاستراتيجيات الوطنية لتطوير القطاع.
  2. تنسيق الجهود بين الوزارات والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.
  3. ضمان الجودة والاعتماد من خلال معايير موحدة.
  4. تعزيز الشراكة مع سوق العمل لضمان توافق المخرجات مع احتياجات الاقتصاد.
  5. الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني: الهيكل والأهداف
    أ. الهيكل التنظيمي
    تتكون الهيئة الوطنية من عدة إدارات عامة متخصصة تعمل على تحقيق أهدافها، منها:
  • الادارة العامة للسياسات والتخطيط.
  • الادارة العامة للترخيص والاعتماد.
  • الادارة العامة للتأهيل والتطوير .
  • الادارة العامة للاشراف والمتابعة على مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني.
  • الادارة العامة للشؤون الادارية والمالية.
    ب. الأهداف الاستراتيجية
    تهدف الهيئة إلى:
  • توحيد الجهود بين الجهات المعنية بالتعليم والتدريب المهني والتقني.
  • تطوير برامج تدريبية تلبي احتياجات سوق العمل.
  • تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لضمان استدامة القطاع.
  • تحسين صورة التعليم المهني في المجتمع الفلسطيني.
  1. العلاقة بين التعليم المهني وسوق العمل: التحديات والحلول
    أ. التحديات
  • ضعف مواءمة المناهج مع احتياجات السوق.
  • قلة الفرص التدريبية في المؤسسات الإنتاجية.
  • ضعف الاستثمار في القطاعات التقنية المتقدمة.
    ب. الحلول المقترحة
  • إنشاء مجالس مهارات قطاعية تضم ممثلين عن القطاع الخاص والحكومة.
  • توسيع نطاق التدريب التعاوني لتوفير فرص تدريب عملي للطلاب.
  • تشجيع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة كبديل للتوظيف التقليدي.
  1. دور المؤسسات المانحة والمجتمع المحلي في دعم التعليم المهني
    أ. دور المؤسسات المانحة
  • دعم وتطوير قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني.
  • تمويل المشاريع التطويرية مثل تحديث المناهج وبناء مراكز تدريب جديدة.
  • دعم برامج تبادل الخبرات مع دول أخرى.
  • توفير منح دراسية للطلاب لتمكينهم من إكمال تعليمهم المهني.
    ب. دور مؤسسات المجتمع المحلي
  • نشر الوعي بأهمية التعليم المهني من خلال حملات توعوية.
  • تعزيز التكامل بين مؤسسات المجتمع المدني والمراكز التدريبية.
  • دعم التعليم المستمر والتطوير المهني للعاملين.
  1. التوصيات والمستقبل
    أ. السياسات المقترحة
  • إطلاق استراتيجية وطنية شاملة لربط التعليم المهني بسوق العمل.
  • إدخال التكنولوجيا الحديثة في التدريب المهني.
  • تعزيز التمويل المستدام من خلال الشراكة مع القطاع الخاص.
    ب. مستقبل التعليم المهني في فلسطين
    يمثل تطوير هذا القطاع فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتقليل البطالة. نجاحه يعتمد على تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مع التركيز على مواكبة التغيرات التكنولوجية والاقتصادية.
    وفي الختام مرّ قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين بمراحل عديدة من التحديات والتطورات. اليوم، يمثل إنشاء الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل بين التعليم وسوق العمل. ومع ذلك، يتطلب النجاح تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات المانحة، وتبني سياسات تواكب المتغيرات العالمية، لضمان مستقبل أفضل للشباب الفلسطيني واقتصاد أكثر استدامة.

  • – الدكتور عماد سالم – ق.ا رئيس الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني

شاهد أيضاً

جمعية إنعاش الأسرة توقّع اتفاقية تعاون مع مستشفى جمعية الهلال الأحمر – البيرة

جمعية إنعاش الأسرة توقّع اتفاقية تعاون مع مستشفى جمعية الهلال الأحمر – البيرة

شفا – زار وفد من جمعية إنعاش الأسرة مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني – البيرة، …