
شفا – الصحفي سامح الجدي – لم يكن أحمد أبو يونس يتخيل أن يعود ليحزم أمتعته مجددًا تحت وابل القصف، لكنه اليوم يقف وسط منزله المهدم، يجمع ما تبقى من ذكريات قبل أن تبدأ رحلة النزوح الجديدة. “كل حرب تسرق منا شيئًا، لكن هذه المرة أشعر أنني فقدت كل شيء”، يقول أحمد بينما ينظر إلى أطفاله الذين باتوا يفهمون معنى التهجير أكثر مما ينبغي.
في غزة، حيث تصبح الحرب ضيفًا ثقيلًا متكررًا، بات النزوح جزءًا من حياة آلاف الأسر. ومع كل عدوان جديد، تتكرر المشاهد: شوارع تغص بالنازحين، مدارس تتحول إلى ملاجئ، ومشاعر الخوف التي لا تنتهي.
تروي أم ياسر قصتها وهي تضع رأسها بين يديها في أحد مراكز الإيواء: “هربنا من بيتنا في الحرب الماضية، عدنا بعد التهدئة، أصلحنا ما تهدم، لكن ها نحن الآن مجددًا في العراء. إلى متى؟”.
وبينما تتحرك قوافل النزوح شمالًا وجنوبًا، يتجدد السؤال الأزلي: هل يكون هذا النزوح الأخير، أم أن العائدين سيجدون أنفسهم مرة أخرى في رحلة بحث لا تنتهي عن مأوى آمن؟.