11:53 مساءً / 21 مارس، 2025
آخر الاخبار

يوم الأم في غزة ، قصص مؤلمة و رسائل أمل من قلب المعاناة

يوم الأم في غزة ، قصص مؤلمة و رسائل أمل

شفا – في وقت يُفترض أن يكون يومًا للاحتفال بالحب والعطاء، تحول يوم الأم في غزة إلى محطة جديدة في رحلة المعاناة التي تعيشها الأمهات الطبيبات تحت وطأة الحرب.

وسط أصوات الغارات وصيحات المصابين، تواصل هؤلاء النساء عملهن دون توقف، رغم فقدان الأحبة وبعدهن عن عائلاتهن.

وتعاني الطبيبات في غزة من ظروف استثنائية، حيث يواجهن نقصًا حادًا في الإمكانيات الطبية ونزوحًا متكررًا أجبر العديد منهن على ترك منازلهن والانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا.

رغم ذلك، ما زلن يقدمن الرعاية الطبية للمصابين والجرحى في ظل ظروف بالغة الصعوبة.

وتقول الطبيبة ألاء الزيان، التي تعمل في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب القطاع: “الأم في غزة لم تعد مجرد أم عادية، بل صارت قوة هائلة تدعم أبناءها في أصعب اللحظات”.

وتشير الطبيبة ألاء، “في ظل شح الموارد، كانت الأم هي الملاذ الآمن الذي يحاول تلبية احتياجات أطفاله رغم كل الصعاب”.

لكن التحدي الأكبر بالنسبة لألاء، لم يكن العمل في ظل الحرب فقط، بل البعد عن أحبائها.

وتضيف: “أنا من شمال غزة، وأهلي هناك، بينما أنا مقيمة في الجنوب. الطرق أصبحت شبه مستحيلة، والوصول إليهم تحول إلى حلم بعيد”.

ودفعت الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء الفلسطينيات، والتي شملت جرائم مروعة بحقهن، خبراء أمميون وحقوقيون إلى طرح مصطلح “الإبادة الجماعية للإناث” لوصف هذه الفظائع.

وأيدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمسألة العنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، هذا المصطلح، مؤكدة أن “اعتداءات إسرائيل على النساء الفلسطينيات هي جزء من استراتيجية إبادة جماعية ممنهجة”.

وتوجّه القابلة حنين ظهير، تحية خاصة لأمهات غزة في يوم الأم، قائلة: “أريد أن أقول لكل أم: كوني قوية. هذه الظروف الصعبة لن تدوم، وأنتِ قادرة على تجاوزها. أنتِ مصدر القوة لأطفالك، ووجودك بجانبهم هو الأهم”.

وتضيف حنين، التي تقضي يومها بين الأمهات والأطفال في مستشفى ناصر: “أطفالي لا يعرفون حتى عن عيد الأم، لكنني أحتضنهم بقلبي وأفكر بهم في كل لحظة”.

وترسم الطبيبة كاملة الأطرش، صورة مؤلمة لواقع الأمهات في غزة وخاصة اللاتي يعملن في القطاع الصحي، حيث يحتجن إلى وقفة إنسانية ودعم كبير.

وتقول إنها وزميلاتها يعملن بشكل متواصل منذ بداية الحرب دون توقف.

وأكدت أن الحياة لم تعد كما كانت، “ولم يعد لدينا وقت للاحتفال في أيام عالمية مثل يوم المرأة العالمي أو يوم الأم”.

وبلهجة حزينة، تضيف كاملة: “أطفالنا يفتقدوننا في منازلنا وخيامنا. نحن لا نشعر حتى بشعور الأمومة، لأن كل وقتنا مخصص لرعاية الجرحى والمرضى في المستشفى”.

وتتحدث عن معاناة الأمهات الغزيات في ظل هذه الظروف القاسية: “الأم في غزة كان الله في عونها، فهي إما مصابة، أو زوجة شهيد، أو بعيدة عن أطفالها”.

وتتابع: “لا حياة مستقرة، ولا راحة نفسية، الأم لم تعد مجرد أم، بل صارت أمًا وأبا وجدة وعمة في نفس الوقت. هي تحمل أعباء لا تُحتمل”.

ودعت للاهتمام بالنساء في غزة من خلال تقديم دعم نفسي واجتماعي.

وأكدت كاملة، أن الأم الغزية “لا تستطيع أن تتحمل كل هذه الأعباء وحدها. يجب أن نكون بجانبها في هذه الأوقات الصعبة”.

وتقضي إيمان المصري، نازحة من وسط قطاع غزة إلى مواصي خان يونس، يومها الخامس في مستشفى ناصر برفقة ابنها المريض الذي يعاني من ضمور في المخ وتشوهات خلقية.

وتقول إيمان: “تركت أولادي في الخيمة لوحدهم. كنت أنتظر هذا اليوم لأعيشه مع أولادي، لكن الحمد لله على كل حال. أملي أن أذهب وأكون معهم”.

وتواجه الفلسطينيات تحديات جديدة بلا منازل، حيث تشير الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن مليون سيدة وفتاة فقدت منزلها وأحباءها وذكريات حياتها جراء الإبادة.

وما زال النازحون في فلسطين يعيشون داخل خيام مهترئة من القماش والنايلون في العراء بعدما دمرت حرب الإبادة منازلهم. بينما يعيش بعضهم على أنقاض منازلهم المدمرة وداخل منازل آيلة للسقوط ما يضعهم، خاصة النساء، أمام تحديات ومخاطر جديدة.

وفي السرير المقابل، تجلس الأم أمينة الدحدوح، بانتظار أخبار سارة عن طفلها الذي يرقد في العناية المركزة.

تعيش أمينة، في حالة من الشوق والحزن بعد أن تركت أطفالها الثلاثة في غزة. وتقول: “كثيرا ما أشتاق لأولادي في يوم الأم، وخاصة ابني أحمد المريض، حيث كان كل عام يفتقدني بالورد”.

وفجر الثلاثاء الماضي، استأنف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة، ما أسفر حتى مساء الخميس عن نحو 600 شهيد وأكثر من ألف جريح، 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين.

ويرتكب الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

شاهد أيضاً

الاحتلال يجرف محيط المقبرة القديمة وأجزاء من حي الهدف في جنين

الاحتلال يجرف محيط المقبرة القديمة وأجزاء من حي الهدف في جنين

شفا – شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال تجريف في محيط المقبرة القديمة في مخيم جنين، …