2:04 صباحًا / 21 مارس، 2025
آخر الاخبار

حرب في خدمة حرب ، بقلم : راسم عبيدات

حرب في خدمة حرب ، بقلم : راسم عبيدات

ليس صدفة ان يكون هناك تزامن في التوقيت وتطابق في الأهداف، في حرب ترامب على اليمن،وحرب نتنياهو على قطاع غزة، في ظل تماهي بين حكومتي نتنياهو وادارة ترامب،فخلف هاتين الحربين هناك خطة وبنك اهداف ورؤى وحسابات.ترامب يشن حربه على اليمن،لكي يضعف من قدرة اليمن على اسناد قطاع غزة،بعد ان عاد اليها مجدداً بعد فرض الحصار الشامل على قطاع غزة واغلاق كل معابر القطاع،ومنع دخول اي مساعدات إنسانية اليه او حتى محروقات واحتياجات طبية،فهذا الإسناد اليمني يقلق نتنياهو على صعيد جبهته الداخلية، حيث مناظر المستوطنين يتقاطرون على وقع الصواريخ والمسيرات اليمنية الى الملاجىء وهم في ملابس النوم،واغلاق المطار وشل الحركة التجارية والإقتصادية،يشكل كابح لمخططاته ومشاريعه،ويزيد من الضغوط الداخلية عليه،ولذلك تأتي حرب ترامب على اليمن ،والمعنونة بتأمين حرية الملاحة الدولية وسيطرة امريكا على الممرات المائية ،لكي تخفي الهدف الحقيقي منها،وهو خفض قدرات اليمن على الإسناد الى اقل درجة ممكنة عبر اشغاله في التصدي للعدوان الأمريكي- البريطاني .

نحن ندرك بان الملاحة البحرية في البحر الأحمر لم يجر المس بها من قبل جماعة ” أنصار الله ” اليمنية،وامريكا التي تريد ان تمسك بالممرات البحرية والسيطرة عليها،وأن يكون لها اليد الطولى في تلك الممرات،شنت حربها في هذا التوقيت بالذات خدمة لأهداف اسرائيلية.

يبدو بأن امريكا واسرائيل،قد بنيتا حساباتهما على ان ما لم يكن ممكنا تحقيقه في عامي 2023 و2024،أصبح من الممكن تنفيذه وتحقيقه في عام 2025،نظرأ لوجود متغيرات كبرى،تسمح بالتنفيذ وشن هذه الحرب المزدوجة المرتبطة بأجندة واحدة،والممكن التحقيق هو ترحيل واخراج قادة المقاومة والأسرى المحررين في دفعات التبادل التي جرت في المرحلة الأولى،الى خارج قطاع غزة،اعتماداً على ارتقاء معظم قادة الصف الأول عسكريين وامنيين في فصائل المقاومة،وفي حزب الله اللبناني،وفي المقدمة منهم القادة هنية والسنوار والضيف ومروان عيسى،وعلى الصعيد الحزب امينيه العامين نصر الله وصفي الدين،وكذلك خروج المقاومتين اللبنانية والعراقية من جبهة الإسناد،وسقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد،وما ترتب على ذلك من تحول جذري في موقع وموقف سوريا من محور المقاومة ،بالإضافة الى وصول الرئيس الأمريكي ترامب صاحب نظرة التهجير للشعب الفلسطيني،وتملك قطاع غزة وتحويله ل” ريفيرا” الشرق كجزء من ورثة والده ..؟؟.

كل هذه الأسباب كانت تدفع نحو شن هذه الحرب المزدوجة على اليمن وقطاع غزة المتزامنة التوقيت،والمتطابقة الأهداف،والتي يقف خلفها خطة وبنك أهداف ورؤى وحسابات،وكذلك فتح الحروب على الجبهات الأخرى ،لتفكيك جبهات الإسناد، فالحرب والعدوان على سوريا لم يتوقف،بل زاد توحشا وتغولاً ،ولم يشفع للنظام السوري الجديد، اخراجه للحزب وايران من سوريا،ولا اغلاق القواعد العسكرية للمقاومة الفلسطينية،ولا سيطرته على المعابر السورية – اللبنانية،ولا السماح بتدمير كل القدرات العسكرية والتسليحية السورية الإستراتيجية،وحتى المراكز العلمية والبحثية،أما في لبنان فالغارات والتوغلات وعمليات القصف والتدمير والنسف والتفجير لم تتوقف.

ولذلك هذه الحرب المزدوجة جاءت ربما لكي تقول بان ستيف ويتكوف مبعوث ترامب للمنطقة، سيصبح دوره شبيه بدور المبعوث الأمريكي فيليب حبيب في حرب عام 1982، بإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وتوزيعها على عدة اقطار عربية،ولكن الفارق الجوهري هنا بأن المقاومة الفلسطينية تقاتل على ارضها .

وللعلم كل من كان يراقب ما كان يقوم به نتنياهو،من اقالات ودفع قادة للإستقالات في المؤسستين الأمنية والعسكرية،يدرك بأن نتنياهو يعد العدة لتجدد العدوان على قطاع غزة،فسموتريتش وزير مالية الإحتلال، قال بأن هذه الحرب العدوانية،جرى الإتفاق عليها بعد تسلم ايال زمير قيادة الأركان بدل هيرتسي هليفي في السادس من اذار الحالي.
من اهداف الحرب الإسرائيلية- الأمريكية على قطاع غزة واليمن،سحب النموذج اللبناني على قطاع غزة،فلبنان يجري انسحاب حزب الله اللبناني الى شمال الليطاني،واقامة منطقة عازلة،مع اتاحة الحرية للجيش الإسرائيلي بالتحرك والعمل ، اذا ما شعر بوجود مخاطر امنية او عسكرية، نسخ ما جرى في عهد النظام السوري السابق أو النظام السوري الحالي على نحو أوسع، “المعركة بين حربين”، قصف وتوغلات اسرائيلية دون اي رد ،وهذا النموذج واحد من اهداف الحرب الحالية،هو تطبيقه على قطاع غزة،بإنسحاب قوى المقاومة الفلسطينية إلى جنوب محور نتساريم واقامة منطقة عازلة،وحق الجيش الإسرائيلي بالتحرك والعمل ،تماماً كما هو الحال على الجبهة اللبنانية،وكل ذلك تحت شعار ” حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها.

العوامل الرئيسية الضاغطة لوقف هذه الحرب ،ليس هي المواقف العربية والإسلامية الرسمية ولا حتى شعوبها،فهي خارج الحسابات ،فهي لربما خرجت من التاريخ والجغرافيا،فهناك نظام عربي رسمي في حالة إنهيار غير مسبوقة،الى حد تواطؤ أقسام منه في الحرب العدوانية على قطاع غزة،وجزء اخر يقف على الحياد السلبي،وشعوب عربية “مدجنة” و”مطوعة” ،لم ترتق الى حجم المجازر بحق سكان القطاع.

الإستنفار على مستوى العالم، يعلن عن جهوزيته لوقف المجزرة بحق سكان القطاع،ونحن شهدنا تفاعلات شعبية وسياسية بدات تظهر من الساعات الأولى للمجزرة ،حيث عاد الزخم الشعبي للعديد من الساحات والعواصم الأوروبية الغربية، المطالبة بوقف المذبحة بحق سكان القطاع، ولا ننسى الضغط الداخلي على نتنياهو من قبل أهالي الأسرى ،والذين يخشون عودة ابنائهم الأسرى أموات نتيجة لحرب سلامة نتنياهو، ولذلك حركتهم في الشارع باتت تستقطب هيئات ومؤسسات وقطاعات اوسع وأشمل من السابق، وجبهة الضغط الأخرى، هي جبهة الإسناد اليمني وتأثيراتها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

ونختم بجملة واحدة،فالفلسطيني تعلم من بعد الخروج من بيروت،وما ارتكب من مجازر بحق مخيمات صبرا وشاتيلا ، بأن الفلسطيني عندما يلقي سلاحه او يتخلى عنه،فلا وعود فيليب حبيب ستحميه ولا وعود ستيف ويتكوف.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

الآلاف يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى

الآلاف يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى

شفا – أدى آلاف المصلين، مساء اليوم الخميس، صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، …