2:04 صباحًا / 21 مارس، 2025
آخر الاخبار

همسات الرّمل وأشرعة الغياب ، بقلم : د. لور عبد الخالق الأعور

همسات الرّمل وأشرعة الغياب ، بقلم : د. لور عبد الخالق الأعور

همسات الرّمل وأشرعة الغياب ، بقلم : د. لور عبد الخالق الأعور

لماذا تموت اللحظاتُ الجميلةُ بسرعةٍ، كنجومٍ تنهارُ في حضنِ الغسقِ؟
ولماذا يأتي الحبُّ متأخرًا.. كربيعٍ يطرقُ بابَ القلبِ بعدَ أنْ نثرَ الخريفُ ذاكرتَهُ على أعتابِه؟
أتُراهُ قدرُنا أنْ نكونَ مسافرينَ في قاربِ الزمنِ،
نحملُ حقائبَ الأسئلةِ الثقيلةَ،
بينما تُطلُّ سفينةُ الذكرياتِ من بعيدٍ،
تُلقي مراسيها على شواطئِ الروحِ..
فتغوصُ أقدامُنا في رملِ الماضي،
ونحنُ نعلمُ أنَّ الموجَ سيجرفُ كلَّ أثرٍ.. إلاَّ ندبةً تُشبهُ نجمةً فقدتْ طريقَها إلى السماء؟

أسئلتُنا.. كأمواجٍ لا تعرفُ الشاطئَ،
تأتي حاملةً صرخاتِ القلبِ المُغلفةَ بالصمتِ،
فمنها يتحطمُ على صخورِ الواقعِ،
ومنها يَذوبُ كقطراتِ ندى ترفضُ انتظارَ الشمسِ.
وتبقى أسئلةٌ كالطيورِ المهاجرةِ،
تُحلِّقُ في فضاءاتِ اللا جوابِ..
تُنادي باسمِ الغيابِ،
وتسكنُ أعماقَنا كشظايا قمرٍ..

لكنَّ الجمالَ يبدأُ حينَ نتعلمُ أنَّ الحياةَ ليستْ إجاباتٍ،
بل أسئلةٌ تُزهرُ كاللوزِ في فصلِ البردِ.
فالحبُّ المتأخرُ ربما جاءَ في وقتهِ..
حينَ تكونُ الروحُ جاهزةً لاحتضانِ عاصفةٍ تُعيدُ ترتيبَ خرائطِ القلبِ.
واللحظاتُ الجميلةُ تموت كي تُولدَ من جديدٍ في مملكةِ الذاكرةِ،
فنَحملُها كشمعةٍ مُضيئةٍ في قبضةِ اليدِ..
نخشى أن تَنطفئَ،


ونعلمُ أنَّ نورَها الأبديَّ هو ما صنعَ من ألمِ الفقدِ قصيدةً.

شاهد أيضاً

الآلاف يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى

الآلاف يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى

شفا – أدى آلاف المصلين، مساء اليوم الخميس، صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، …