
شفا – يمثل جبل وودانغ مركزًا عالميًا للثقافة الصينية، حيث يضم مجمعًا من المباني القديمة التي تمتد تاريخيًا لأكثر من 600 عام. وقد أدرجت منظمة اليونسكو هذا المجمع على قائمة التراث العالمي منذ عام 1994.
تغطي المباني القديمة مساحة تبلغ 27 ألف متر مربع، وتضم 7149 قطعة أثرية ثقافية نادرة ومتنوعة. من أبرز هذه المعالم “قصر نانيان”، المعروف بـ”المدينة المحرمة أعلى الجرف”، والقصر الذهبي الذي يقع على القمة الذهبية.
عند سفح الجبل، تمتزج الحداثة مع الأصالة في مدينة وودانغ، مما يمنحها حيوية شبابية رغم تاريخها العريق الممتد لألف عام. وفي منطقة “تاي تشي الليلية”، يُتاح للزوار الاستمتاع بعروض التراث الثقافي غير المادي، وتذوق الأطعمة المحلية، وزيارة الحانات الموسيقية، والإقامة في أماكن ثقافية، بالإضافة إلى استكشاف معارض المعابد.
في هذه المدينة، أمضى الشاب الأمريكي جاك بينيك 15 عاما في تعلّم كونغ فو وودانغ. ويقول جاك بينما يقدم الشاي الصيني لضيوفه في مقهى عند سفح جبل وودانغ: “في البداية جئت إلى الصين قادما من ولاية إلينوي لتعلم التاي تشي في جبل وودانغ. لكن لاحقا ومع تقدم التدريب، شعرت بأن الحركات مجرد تقنيات بلا روح. ووجد بأنه ينقصني الفهم الثقافي العميق.”
بعد ذلك، قرّر جاك البقاء والتعمق في ثقافة وودانغ والموسيقى التقليدية. ومع مرور السنوات، ازداد إدراكه لعمق الثقافة الصينية وأثرها.
على مدار عقد كامل، ساعد جاك العديد من الأجانب في التعرف على ثقافة وودانغ من خلال مقاطع الفيديو القصيرة على موقعه الشخصي ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى البث المباشر. ومن بين المتأثرين بهذه الجهود، البلجيكي مورين، الذي بدأ تعلم فنون القتال عبر الإنترنت بعد مشاهدة مقطع لجاك في عام 2020. وفي عام 2023، زار مورين جبل وودانغ وتدرب لمدة ثلاثة أشهر، حيث حصل على الميدالية البرونزية في مسابقة الصداقة الدولية السابعة لتاي تشي وودانغ.
يؤكد جاك على أهمية نشر الثقافة الصينية في جميع أنحاء العالم قائلاً: “نحن نريد أن ننقل الثقافة الصينية، التي نشأت من جبل وودانغ، إلى العالم أجمع”. وبالإضافة إلى تدريسه لفنون القتال، قام جاك بترجمة الكتب الكلاسيكية الصينية، مما أسهم في تعزيز حضور ثقافة وودانغ عالميًا.
وتجذب ثقافة وودانغ، ممثلة بتاي تشي وودانغ، اهتمام مئات الملايين من أكثر من 150 دولة ومنطقة حول العالم. ويسافر حوالي 30 ألف زائر أجنبي سنويًا إلى جبل وودانغ، قاطعين آلاف الأميال لتعلّم الكونغ فو، مما يعكس الجاذبية المستمرة لهذا الفن التقليدي في العصر الحديث.
إقرأ المزيد حول أخبار الصين ،، إضغط هنا للمتابعة ..
