3:45 مساءً / 18 مارس، 2025
آخر الاخبار

القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة ، بقلم : بديعة النعيمي

بديعة النعيمي

القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة ، بقلم : بديعة النعيمي

يعتبر استخدام الحصار كسلاح ضد المدنيين من أخطر أنواع الانتهاكات الإنسانية. وهو مخالف لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الذي يغيب عن فلسطين منذ ٧٦ عاما، في حين يجب أن يتمتع المدنيين بالحماية في جميع الأوقات.


والحصار حرب بلا رصاص وصواريخ وقصف، هو حرب من نوع آخر حيث يتم خلاله منع دخول الغذاء والماء ومنع المدنيين من الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية الأخرى كالدواء والوقود، مما يتسبب في معاناة شديدة قد تؤدي إلى الموت وخاصة بين فئة الأطفال وكبار السن والمرضى.


ومن المعروف أن الاحتلال الصهيوني يفرض حصارا على قطاع غزة منذ عام ٢٠٠٧ وإلى اليوم. شن خلالها سلسلة من الحروب المدمرة التي أسفرت عن استشهاد الآلاف وتدمير البنى التحتية والمنازل وغيرها، وكان آخر هذه الحروب، العدوان الذي نفذته على القطاع بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣.

وكان للحصار المفروض خلال تلك السنوات التأثير الكبير على مختلف جوانب الحياة، حيث ارتفعت معدلات الفقر والبطالة وبالتالي انعدام الأمن الغذائي. كما أن القطاع الصحي لم يكن بمنأى عن تأثيرات الحصار، حيث تمنع دولة الاحتلال باستمرار إدخال المواد والمستلزمات والأجهزة الطبية، كما وتمنع الحالات المرضية التي يتطلب علاجها السفر إلى خارج القطاع.

واليوم ٢٠٢٥ تشدد الدولة الفاشية الحصار على غزة بعد عرقلتها للمرحلة الثانية من المفاوضات بينها وبين حركة حماس والقاضية بوقف الحرب على غزة.


ويواجه سكان غزة أوضاعا إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار هذا الحصار المشدد وخاصة في شهر رمضان الذي يكون فيه الصائم أحوج ما يكون للغذاء الصحي.


ويذكر أن دولة الاحتلال كانت قد أعلنت عن خطة أطلقت عليها “خطة الجحيم” بهدف تشديد الحصار على غزة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح المزيد من الأسرى لديها.
وتشمل هذه الخطة قطع الكهرباء وإمدادات المياه المتبقية وإجبار أهل الشمال للعودة إلى جنوب غزة من أجل التمهيد لاستئناف محتمل لحرب ثانية أعنف على غزة.


في الآونة الأخيرة، صرح “إيتمار بن غفير” وزير “الأمن القومي” المستقيل وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، بأنه سيعود إلى الحكومة بشرط استئناف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة وتشديد الحصار عليه.

وفي مقابلة له مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أشار “بن غفير” إلى ضرورة وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتبني خطة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بشأن تهجير الفلسطينيين. كما دعا إلى قطع كامل للكهرباء والمياه عن غزة وقصف المساعدات المتجهة إليها، بهدف تجويع حماس قبل استئناف الحرب “حتى نتمكن لاحقاً من سحقهم بسهولة” على حد قوله.

هذه التصريحات تأتي في سياق انتقاد “بن غفير” لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، حيث وصفه بأنه استسلام كامل وإهانة وإذلال.

وتجدر الإشارة إلى أن “بن غفير” قد استقال من الحكومة اعتراضاً على خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، ويشترط عودته بتغيير السياسة الحالية تجاه غزة.

ولكن برغم الحصار والمجاعة والظروف القاسية والقاصمة إلا أن أهلنا في غزة أظهروا صمودا استثثنائيا في مواجهة هذه التحديات.

  • – بديعة النعيمي – كاتبة وروائية وباحثة

شاهد أيضاً

بن غفير : نرحب بعودة الحرب على غزة

شفا – رحب وزير المالية الإسرائيلي ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير بعودة الحرب …