3:40 مساءً / 18 مارس، 2025
آخر الاخبار

الإعلامية وفاء زيدان ، الصوت الذي يعكس الحقيقة، والقلب الذي ينبض بالأصالة ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الإعلامية وفاء زيدان ، الصوت الذي يعكس الحقيقة، والقلب الذي ينبض بالأصالة ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في عالمٍ يضجُّ بالأصوات المتداخلة، ويزدحمُ بالأخبار المتسارعة، يظل هناك إعلاميون يُجيدون فنّ الحوار العميق، والمناقشة الهادفة، وصناعة الكلمة التي تُلامس العقول والقلوب في آنٍ واحد. وبين هؤلاء، يبرز اسم الإعلامية الفاضلة وفاء زيدان، كنجمٍ يشعُّ بالمهنية، وكصوتٍ يُمثل الإعلام الفلسطيني الحر بأبهى صوره.

حين دعيتُ إلى مقابلةٍ إعلامية في مدينة طولكرم، المدينة التي أحبها، في إذاعة وتلفزيون الفجر، هذا الصرح الإعلامي الذي يُمثل نبض فلسطين الحر، وبيت كل مبدعٍ يحمل رسالةً، شعرتُ بأنني على موعدٍ مع تجربةٍ فريدة.

كان اللقاء في 31 يوليو 2023، يومًا لن يُمحى من ذاكرتي، ليس فقط لأنه كان لقاءً إعلاميًا يُناقش أبحاثي التي نشرتها حول التحديات التي تواجه التعليم في فلسطين والحلول والتوصيات المقترحة، بل لأنه كان حوارًا ثريًا، راقيًا، استثنائيًا بكل المقاييس، مع شخصيةٍ إعلامية تحمل في طياتها رُقي الكلمة، وذكاء الحوار، وعمق الفهم.

وفاء زيدان لم تكن مجرّد محاورة تُلقي الأسئلة بشكلٍ تقليدي، بل كانت كمن يفتح أبواب الفكر، ويسبر أغوار القضايا، ويُحاورك بقلبٍ وعقلٍ معًا، فتشعر معها أنك في رحلة فكرية، لا مجرد لقاءٍ إعلامي.

إذاعة وتلفزيون الفجر لم يكن مجرد منصة إعلامية، بل كان منبرًا يُمثل الإعلام الفلسطيني بأبهى صوره، حيث المهنية العالية، والانتماء الصادق، والدعم اللامحدود لكل من يحمل فكرةً أو مشروعًا يستحق الضوء.

وفي ظل هذه المؤسسة الإعلامية الرائدة، كان اللقاء مع وفاء زيدان مميزًا بكل تفاصيله. تحدثنا عن أبحاثي التي نشرتها، وعن دراستي في ماليزيا، عن التحديات التي واجهتها، عن رحلتي الأكاديمية، عن التعليم وأزماته، عن الحلول والتوصيات التي يمكن أن تُحدث فرقًا.

لكن الأجمل من كل ذلك، أنني لم أشعر بالوقت يمر. كأننا لم نكن في لقاءٍ إعلامي، بل في جلسة فكريةٍ عميقة، تأخذك من سؤالٍ إلى آخر بسلاسة، وبطريقةٍ تُحفّز الفكر، وتُلامس الواقع، وتطرح الحلول بروح الأمل والإصرار.

الإعلامي الحقيقي ليس من يقرأ الأسئلة من ورقة، بل من يُحاور بعقله وقلبه، ويُشعرك أنك أمام شخصٍ يُنصت إليك بكل اهتمام، لا مجرد مذيع يؤدي واجبًا وظيفيًا.

وهذا بالضبط ما وجدته في وفاء زيدان… شخصيةٌ إعلامية تمتلك من الذكاء ما يجعلها تُوجّه الحوار بدقة، ومن الرُقيّ ما يجعلها تُحاورك بلباقة، ومن التواضع ما يجعلك تشعر أنك أمام إنسانةٍ تحمل رسالةً حقيقية.

كانت كلماتها عفوية، لكن في كل كلمةٍ كانت هناك لمسة احترام، ورقيّ في الأسلوب، واهتمامٌ حقيقي بما يُقال. وهذا ليس غريبًا على إعلاميةٍ تنتمي إلى إذاعة وتلفزيون الفجر، هذا الصرح الإعلامي الفلسطيني الذي لطالما كان منبرًا للحق، وصوتًا لكل صاحب فكرٍ ورؤية.

شكرًا لإذاعة وتلفزيون الفجر، برئاسته وكوادره، هذا البيت الإعلامي الحر، الذي يفتح أبوابه لكل صوتٍ يُريد أن يُحدث فرقًا.


شكرًا للإعلامية الرائعة وفاء زيدان، على حواركِ العفوي، وأسلوبكِ الراقي، ومهنيتكِ العالية.


شكرًا لأنكِ كنتِ جزءًا من هذه التجربة الفريدة، وشكرًا لأنكِ تركتِ أثرًا طيبًا، لا في هذا اللقاء وحسب، بل في مسيرة كل من حاورتيهم بمثل هذا العمق والرُقي.

أنتم الأثر الجميل، أنتم الصورة النقية للإعلام الفلسطيني الحر، أنتم الصوت الذي لا يُشترى، والقلم الذي لا ينكسر، والمنبر الذي سيبقى دائمًا منارةً للحق والمعرفة.

دمتم متميزين، ودام صوتكم صدى الحرية والوعي والنور.

شاهد أيضاً

بن غفير : نرحب بعودة الحرب على غزة

شفا – رحب وزير المالية الإسرائيلي ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير بعودة الحرب …