شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
من نصر إلى كارثة : شتان بين 6 أكتوبر مصر و7 أكتوبر حماس ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
منذ أن أطلق خالد مشعل مقارنته المثيرة للجدل بين حرب أكتوبر 1973 والهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، تعالت الأصوات الرافضة لهذا التشبيه، فهو لا يصمد أمام أدنى معايير المنطق أو التاريخ.
فبينما كان 6 أكتوبر علامة مضيئة في تاريخ الأمة العربية، فإن 7 أكتوبر كان شرارة كارثية أودت بالفلسطينيين إلى نفق مظلم من الدمار والمعاناة.
أكتوبر المجد وأكتوبر المأساة
في 6 أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا حربًا منسقة لاستعادة الأراضي المحتلة، معتمدة على تخطيط عسكري محكم ودعم عربي غير مسبوق، مما أدى إلى انتصار سياسي وعسكري أعاد للعرب هيبتهم بعد نكسة 1967. كان الهدف واضحًا: تحرير الأرض وتحقيق مكاسب استراتيجية تؤدي إلى تسوية عادلة للصراع.
أما في 7 أكتوبر 2023، فكان الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل مفاجئًا وغير محسوب العواقب. ورغم نجاحه العسكري الأولي، فإنه فتح أبواب الجحيم على غزة، حيث شنت إسرائيل حملة تدميرية غير مسبوقة، أسفرت عن مآسٍ إنسانية كبرى، وأعادت القضية الفلسطينية سنوات إلى الوراء.
النتائج هي الحكم
الفرق بين الحدثين يتجلى بوضوح عند النظر إلى النتائج:
6 أكتوبر 1973 أدى إلى استعادة الأراضي المحتلة وتحقيق اتفاقيات غيرت مسار الصراع، رغم التباينات حول نتائجها النهائية.
7 أكتوبر 2023 قاد إلى دمار هائل في غزة، وخسائر بشرية غير مسبوقة، وتهديدات بترحيل الفلسطينيين، وعزلة دولية متزايدة لحماس.
استراتيجيات متناقضة
في حرب أكتوبر، كانت هناك رؤية واضحة وخطة عسكرية دقيقة تستند إلى دعم سياسي وإقليمي قوي. أما هجوم حماس، فقد افتقد إلى خطة لما بعد الضربة الأولى، مما جعل غزة وشعبها يدفعان الثمن الأكبر.
الخاتمة: التشبيه الباطل
محاولة خالد مشعل تصوير 7 أكتوبر كنسخة من 6 أكتوبر هي تلاعب بالتاريخ وتجاهل صارخ للواقع. فالأول كان ملحمة نضالية مدروسة، والثاني مقامرة سياسية كارثية. وبينما حمل 6 أكتوبر لمصر مجدًا عسكريًا وسياسيًا، فإن 7 أكتوبر ترك غزة تنزف في عزلة دولية قاسية.
