3:38 مساءً / 14 مارس، 2025
آخر الاخبار

الدكتور شادي جبارين ، الباحث النبيل وصاحب القلب الكبير ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتور شادي جبارين ، الباحث النبيل وصاحب القلب الكبير ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتور شادي جبارين ، الباحث النبيل وصاحب القلب الكبير ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في عالم البحث العلمي، حيثُ تجتمعُ العقولُ الباحثةُ في سباقٍ لا ينتهي نحو المعرفة والاكتشاف، يظهرُ بعضُ الأشخاص الذين لا يكتفون بمجرد الإضافة العلمية، بل يحملون في داخلهم روح التعاون، ومبدأ العطاء، ورغبةً صادقةً في مساعدة الآخرين. ومن بين هؤلاء، يبرزُ الدكتور الفاضل شادي جبارين، الباحثُ الذي لم يكن مجرد اسمٍ في ساحة الأكاديميا، بل كان نموذجًا مشرقًا للباحث الملتزم، والشخصيةِ التي تعكسُ جوهر العطاء العلمي والإنساني في آنٍ واحد.

لقاءٌ أول يحملُ بصمة الوفاء والكرم العلمي

كانت معرفتي الأولى بالدكتور شادي جبارين ليست من خلال بحثٍ مشترك أو مؤتمرٍ علمي، بل من موقفٍ إنساني بحت، حين كنتُ أسعى للحصول على شهاداتي العلمية من ماليزيا. كنتُ في حاجةٍ إلى شخصٍ يمكنهُ مساعدتي في إحضارها، وسمعتُ عن الدكتور شادي من الاتحاد العام لطلبة فلسطين، فحصلتُ على رقمه وتواصلتُ معهُ، دون أن أكن أعرفهُ مسبقًا، ودون أن يكون بيننا أي تواصلٍ سابق.

وما إن تحدثتُ معه حتى لمستُ رُقيّ أخلاقه، ونبله، واستعداده التام لتقديم المساعدة دون تردد. لم يُبدِ أي اعتراضٍ أو تحفظ، بل أبدى استعداده للقيام بالمهمة، رغم أن جدول أعماله كان مزدحمًا، ورغم أن عودته إلى فلسطين كانت وشيكة. لم يكن مجرد ردٍّ بالموافقة، بل كان موقفًا يعكسُ إحساسًا عميقًا بالمسؤولية، وحرصًا على أن يكون عونًا لزملائه وأبناء وطنه.

ورغم أن الظروف حالت دون إتمام الأمر، إلا أن مجرد استعداده لتحمل هذه المسؤولية، وحرصه على تقديم يد العون، ترك أثرًا طيبًا في نفسي، وبصمةً من الاحترام العميق لشخصيته النبيلة.

من موقفٍ عابر إلى شراكةٍ بحثيةٍ مثمرة

مرت الأيام، وكأن القدر كان ينسجُ خطوطًا غير مرئيةٍ لتواصلٍ أعمق، حيث عاد التواصل بيني وبين الدكتور شادي، ولكن هذه المرة ليس في سياق طلب مساعدة، بل في إطار البحث العلمي الذي يشكل شغفنا المشترك.

حين بدأنا العمل على بحثٍ علميٍ مشترك، أدركتُ أنني أمام باحثٍ من طرازٍ فريد، لا يبحثُ فقط عن المعرفة، بل يسعى إلى خلقِ أثرٍ حقيقيٍ في مجاله، ويتعامل مع البحث العلمي بروح المسؤولية والإبداع.

كان التعاون معه ممتعًا ومثمرًا، فقد وجدتُ فيه عقلًا ناقدًا، وشغفًا لا يعرفُ الحدود، وإصرارًا على تقديم أبحاثٍ ذات قيمةٍ علميةٍ حقيقية. لم يكن مجرد زميل بحث، بل كان عقلًا مفكرًا، ونموذجًا يُحتذى به في الالتزام والجدية والانضباط الأكاديمي.

تحية تقدير وامتنان لشخصيةٍ استثنائية

إلى الدكتور الفاضل شادي جبارين، أقولها بكل فخرٍ واحترام: لقد كنتَ أكثر من مجرد باحثٍ متميز، كنتَ إنسانًا يحملُ في قلبهِ روح التعاون، وفي عقلهِ نور العلم، وفي شخصيتهِ مزيجًا من الأصالة والاحترافية.

شكرًا لك على موقفك النبيل الذي لن أنساه، وشكرًا لك على الشراكة البحثية التي أفتخر بها، وشكرًا لك لأنك تمثلُ الوجه المشرق للباحث الفلسطيني، الذي لا يسعى فقط إلى تحقيق الإنجازات، بل يحملُ رسالة العلم والإنسانية أينما حلّ.

“هناك أُناسٌ لا تمرُّ في حياتنا عبورًا عاديًا، بل يتركون أثرًا جميلًا لا يُمحى، وأنتَ منهم يا د. شادي، فشكرًا لك بحجم السماء.”

شاهد أيضاً

واقع جديد يتشكل بعد 7 أكتوبر ، بقلم : سنية الحسيني

واقع جديد يتشكل بعد 7 أكتوبر ، بقلم : سنية الحسيني تحاول إسرائيل منذ حدوث …