شفا – اختتمت هيئة التوجيه السياسي والوطني في محافظة بيت لحم صباح اليوم سلسلة الأنشطة والفعاليات المختلفة والمحاضرات التعبوية والتثقيفية وفق الخطة المقررة للفصل الدراسي الثاني في المدارس, والتي جاءت بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم في المحافظة وشملت المدارس الحكومية وبعض المدارس الخاصة, بمحاضرة عن النكبة في مدرسة بنات جورة الشمعة الثانوية.
واستعرض حسن ربعي مدير التوجيه الوطني في الجنوب أمام طالبات المدرسة تاريخ النكبة الفلسطينية ومخططات الحركة الصهيونية العالمية منذ مؤتمر بازل للاستيلاء على أرض فلسطين لإقامة دولة يهودية وتشجيع هجرة اليهود إليها من كل أنحاء العالم, وكذلك دور الانتداب البريطاني في إنجاح هذه المخططات, التي أدت إلى اقتلاع شعب آمن من أرضه ووطنه, وتشريده في كل أصقاع الأرض ليعيش حياة البؤس والشقاء في مخيمات اللجوء.
وأضاف ربعي أنّه ورغم المجازر وعمليات الإبادة الجماعية وممارسة كل أشكال العنصرية والسادية بحق شعبنا الفلسطيني, إلا أنه وبنضاله وتضحياته, أسقط كل محاولات الالتفاف على حقوقه التاريخية والسياسية, وشطب وجوده, وأثبت للعالم قدرته الفائقة على المقاومة والتشبث بالحق, وأنّ نضاله مستمر حتى تحقيق كافة آماله وتطلعاته وفي مقدمتها العيش بكرامة وحرية في دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشريف, وحق عودة اللاجئين إلى بيوتهم التي اقتلعوا منها عنوة ولا زالوا يحتفظون بمفاتيحها, يتوارثونها جيلا بعد جيل.
وفي السياق ذاته تحدث الرائد منذر مساعده المفوض السياسي لقوات الأمن الوطني في المحافظة عن عجز المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته وعلى رأسها قرار 194 القاضي بعودة اللاجئين وتعويضهم, خاصة وأنّ هذا المجتمع يتعامل مع دولة فوق القانون، هي دولة إسرائيل التي ترفض التعامل مع هذه القرارات أو الاعتراف بها, بدعم مطلق من أمريكا, التي توفر لها الغطاء والشرعية في كافة المحافل الدولية.
وأكّد مساعده خلال حديثه على تمسك شعبنا بحقوقه كاملة غير منقوصة, وأنّ المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى للتكفير عن خطاياه بحق شعبنا وقضيتنا العادلة من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة, وتطبيق قرارات الشرعية الدولية على هذا الصعيد, وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي البغيض وتحقيق حلم العودة لأكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم.
وتحدث محمد الشوبكي مدير التوجيه الوطني في المحافظة عن النصر الكبير الذي حققه أسرانا البواسل في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الآلاف من منهم في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا على أنّ هذا النصر ما كان ليتحقق لولا صلابة إرادة الأسرى وتصميميهم على انتزاع حقوقهم التي كفلتها لهم كافة المواثيق والأعراف الدولية واتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب والتي لا تعترف بها دولة الاحتلال.
يذكر أن برنامج الفصل الثاني الذي نفذته الهيئة اشتمل على العديد من اللقاءات والمحاضرات التثقيفية والتعبوية في مواضيع كثيرة منها: معنى الانتماء والولاء, الحرب النفسية وأدواتها, أهمية العلم في بناء المجتمعات المتحضرة, وسائل الاتصال الحديثة والآثار التدميرية لاستخداماتها السلبية, أذرع المؤسسة الأمنية ودورها في حفظ الأمن وبسط سيادة القانون, تاريخ القضية الفلسطينية, تاريخ الحركة الأسيرة , الوحدة الوطنية , أهمية احترام الرموز السيادية والعديد من مواضيع الثقافة الوطنية الأخرى.