
الإعلامي والصحفي منتصر العناني ، حين يصبح الإبداع عنوانًا، والتفاؤل لغةً، والطاقة الإيجابية سلاحًا ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات
في عالم الإعلام، هناك أسماء لا تُكتب فقط بحروفٍ عادية، بل تُخطُّ بأنفاس الإبداع، وتُزين بتوهج العطاء، وتُرصَّع ببريق المهنية والإنسانية معًا. هؤلاء هم صُنَّاع الضوء في زوايا الواقع، ينقلون الحقيقة، ويصيغون الحروف من وهج المواقف، ويجعلون من كلماتهم جسورًا تربط النجاح بالمستقبل، والتحدي بالإنجاز. ومن بين هؤلاء، يبرز اسمٌ لامعٌ، يختزل في شخصه المهنية والالتزام، والصدق والريادة، إنه الإعلامي والصحفي المخضرم منتصر العناني في تلفزيون الفجر ، الرجل الذي لا يكتب مجرد أخبارٍ وتقارير، بل ينسج من الكلمات لوحاتٍ تمزج بين الصدق والإحساس العميق، وتُلقي الضوء على كل ما يستحق أن يُروى.
لقاءٌ مع التميز… حين يكون الإعلام شريكًا في الإنجاز
عندما حصلتُ على درجة الدكتوراه، كانت لحظةً فارقةً في حياتي، لحظةً تختزل سنواتٍ من الجهد والسهر والتحدي، لحظةً كان لا بد أن تُوثَّق ليس فقط في ذاكرتي، ولكن في ذاكرة الإعلام الفلسطيني الحر، الذي كان دائمًا حاضرًا لتسليط الضوء على كل إنجازٍ يُضيء سماء الوطن. كان التكريم الذي حظيت به من سعادة السفير وليد أبو علي خطوةً أخرى تُضاف إلى سجل النجاح، وتوالت اللقاءات الإعلامية حول أبحاثي العلمية، وكان أحدها في مدينة طولكرم عبر شاشة تلفزيون الفجر، حيث كان للكاميرا سحرها، وللحوار أثره، وللكلمات وقعها.
لكن اللحظة التي شعرتُ فيها بقيمة ما أنجزته كانت عندما تواصل معي الإعلامي الكبير منتصر العناني، ليكتب عني، ويُعد تقريرًا صحفيًا يتناول رسالة الدكتوراه الخاصة بي، ويُلقي الضوء على أبرز نتائجها. كان التواصل معه أشبه بدعوةٍ للعبور نحو فضاءٍ جديدٍ من التقدير والاحتفاء، حيث لم يكن مجرد لقاءٍ صحفي، بل كان احتفاءً علميًا يُضاف إلى رصيد المرأة الفلسطينية في مجالات البحث والتعليم.
كلماتٌ تُخلد الفكرة… وقلمٌ يكتب بروح الوطن
حين صدر تقرير منتصر العناني، لم يكن مجرد مقالٍ تقليديٍّ يُسرد فيه الإنجاز بطريقةٍ اعتيادية، بل كان أشبه بلوحةٍ أدبيةٍ مرسومةٍ بريشة إعلاميٍّ يُتقن فن الكلمة، ويعرف كيف يجعل من الحدث تجربةً حيّةً يتفاعل معها القارئ. كانت كلماته تحمل قوة المعنى وعمق الإحساس، حيث قال في تقريره:
“عندما تكون مبدعًا وخلاقًا وتملك إرادةً وتصميمًا، ورغم الوجع الحاصل والمعوقات كونك فلسطينيًا في وطنٍ مُحتل، تجعل المرأة الفلسطينية تبحث عن نوعيةٍ في التعليم واختيار أوراقٍ مهمةٍ في خريف الحياة، لتصبح نتائج ربيعية تُقدَّم للمواطن الفلسطيني الذي يستحق…”
كم كانت هذه الكلمات عميقةً، تحمل في طياتها روح الوطن، وتُبرز نضال المرأة الفلسطينية في سعيها للعلم والتميز، رغم كل التحديات والصعوبات. لقد أجاد في رسم الصورة، وأحسن في التقاط التفاصيل، فجعل من كلماته شهادةً تُضاف إلى سجلِّ المرأة الفلسطينية، وتوثيقًا ناصعًا لإنجازاتها التي لا تُولد من فراغ، بل من قلب المعاناة والتحديات.
منتصر العناني… الصحفي الذي يُشبه الحقيقة
ليس غريبًا على منتصر العناني أن يكون بهذا التميز، فهو اسمٌ ارتبط دومًا بالبصمة الخاصة في عالم الصحافة، حيث يمتلك أسلوبًا يجمع بين البساطة والعمق، وبين العفوية والاحترافية، وبين الحرفية والإنسانية. قلمه ليس مجرد أداةٍ للكتابة، بل هو نبضٌ ينقل الواقع بحقيقته، وصوتٌ يُنادي بالعدالة، ورسالةٌ تتجاوز حدود الخبر العابر لتُصبح شهادةً على العصر.
إنه إعلاميٌّ يكتب بروح الوطن، وصحفيٌّ يحمل عدسة الحقيقة، وإنسانٌ يجعل من كل تقريرٍ يخطه أثرًا لا يُمحى.
تحيةٌ لإعلامنا الحر… وشكرٌ لمن يستحق التقدير
إن الإعلام الفلسطيني كان وما زال شريكًا أساسيًا في إبراز الإنجازات وتسليط الضوء على النماذج التي تستحق التقدير، فهو ليس مجرد ناقلٍ للأخبار، بل هو صانعٌ للتاريخ، وموثِّقٌ للنجاح، ورسولُ الحقيقة.
ولهذا، لا يسعني إلا أن أقول: شكرًا لإعلامنا الفلسطيني الحر، شكرًا لمنبر الحق والكلمة الصادقة، شكرًا لمن يُكرِّم المرأة الفلسطينية بالضوء الذي تستحقه، شكرًا لمن يُدرك أن الإنسان أثر، وأن الكلمة الصادقة هي أقوى الأسلحة في معركة الوجود.
وإلى منتصر العناني، أقول:
“أنت لست مجرد صحفيٍّ يكتب التقارير، بل أنت ذاكرةُ الإعلام الفلسطيني، وأنت أحد الأصوات التي تجعل الحقيقة أكثر وضوحًا، والنجاح أكثر حضورًا، والإنجاز أكثر بريقًا. شكرًا لأنك تجعل من الإعلام مساحةً للفرح، وشكرًا لأنك تجعل من التفاؤل لغةً تُكتب بحروف النجاح، وشكرًا لأنك دائمًا كنت عنوانًا للإبداع، ورمزًا للطاقة الإيجابية، ووجهًا ناصعًا للصحافة الحرة.”