1:16 صباحًا / 12 مارس، 2025
آخر الاخبار

الإعلامية الراقية ريما فراسيني ، حين يكون الإعلام مرآةً للنقاء، وصوتًا للحق، ورسالةً للإنسانية ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الإعلامية الراقية ريما فراسيني ، حين يكون الإعلام مرآةً للنقاء، وصوتًا للحق، ورسالةً للإنسانية ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

هناك أشخاصٌ يمرون في حياتنا مرور العابرين، وأشخاصٌ آخرون يتركون أثرًا لا يُمحى، حضورهم كضوء الشمس، ووجودهم كنسمة الصباح، وكلماتهم كالمطر حين يغسل غبار الأيام. إنهم أولئك الذين يملكون القلوب الصادقة، والعقول النيرة، والروح النبيلة، فتجد فيهم معنى الصداقة، وصدق المشاعر، وعمق الانتماء للإنسانية. ومن بين هؤلاء، كان لي شرف اللقاء والتعرف على الإعلامية المتميزة ريما فراسيني، المرأة التي لا تشبه إلا ذاتها، الإعلامية التي جعلت من الصحافة رسالةً، ومن الكلمة مسؤوليةً، ومن اللقاءات الإعلامية فضاءً من النقاء والاحترام والتقدير.

ريما فراسيني… صوت المرأة الفلسطينية وإعلاميةٌ بحجم الوطن

إن الحديث عن ريما فراسيني ليس مجرد استذكارٍ للقاءٍ إعلامي أو مقابلةٍ عابرة، بل هو احتفاءٌ بشخصيةٍ استثنائية جمعت بين المهنية الرفيعة والإنسانية العميقة، بين الصدق الإعلامي والرقي في التعامل، بين الشغف بالمهنة والالتزام بأخلاقياتها، فكانت نموذجًا يُحتذى به في الإعلام الفلسطيني الحر.

لن أنسى ذلك اليوم الذي تواصلت فيه معي الإعلامية ريما فراسيني، ذلك الصوت الدافئ الذي يحمل في نبراته احترامًا للضيف، وصدقًا في الحوار، ورقيًّا في الطرح. لم يكن مجرد لقاءٍ إعلامي، بل كان حديثًا صادقًا، ومساحةً من البوح، وجسرًا من الثقة والتقدير. في عالم الإعلام، قد يكون اللقاء فرصةً للحديث عن الإنجازات، ولكن مع ريما، كان اللقاء أكثر من ذلك بكثير… كان لحظةً من الصفاء، وتجربةً من الإنسانية، ونافذةً تُطل على جوهر الحقيقة.

إعلاميةٌ بفكرٍ ناضجٍ، وقلبٍ نابضٍ بالإنسانية

حين تتحدث مع ريما فراسيني، تدرك أنك أمام إعلاميةٍ ليست كغيرها، ليست مجرد مقدمة برامج أو محاورةٍ بارعة، بل هي صوتٌ فلسطينيٌّ نقي، يُحسن الإصغاء قبل أن يُحسن الحديث، ويبحث عن جوهر القضايا قبل أن يطرح الأسئلة.

في حواراتها، لا تبحث عن الإثارة الصحفية، ولا عن العناوين الرنانة، بل تسعى لتقديم محتوى يحمل قيمةً حقيقية، وطرحًا يعكس جوهر القضية، ومناقشةً ترتقي بعقل المشاهد، وتُثري فكره، وتُعمِّق وعيه. وهذا ما جعل اللقاءات تتكرر، لتشمل محاور مختلفة وموضوعاتٍ عديدة، فكانت كل مرة تضيف بُعدًا جديدًا للحوار، وتُضيء زاويةً أخرى من القصة، وتُجدد روح النقاش بأسلوبٍ راقٍ، وأداءٍ مميز.

“الأرواح جنودٌ مجندةٌ”… حين يجمع الله بين القلوب النقية

قال رسول الله ﷺ: “الأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.” هذه الحكمة النبوية العميقة كانت أول ما تبادر إلى ذهني عندما قابلت ريما فراسيني، إذ شعرتُ منذ اللحظة الأولى أننا نلتقي ليس فقط كإعلاميةٍ وضيفة، بل كإنسانتين تحملان قضايا وطن، ورسالة علم، وإيمانًا بقدرة المرأة الفلسطينية على صناعة الفرق والتغيير.

إن ريما ليست مجرد إعلاميةٍ تُجري الحوارات، بل هي سفيرةُ المرأة الفلسطينية في الإعلام، تحمل همومها، تُضيء دروبها، وتُكرس صوتها للدفاع عنها، وتعكس للعالم صورة المرأة الفلسطينية القوية، الواعية، القادرة على إحداث التغيير.

ريما فراسيني… رسالةٌ تتجسد في إنسانة

لا تكفي الكلمات لوصف الامتنان والتقدير الذي أحمله لهذه الإعلامية القديرة، التي كانت حاضرةً بقلبها قبل حضورها بميكروفونها، وصادقةً في طرحها قبل أن تكون بارعةً في تقديمها، وإنسانيةً في تعاملها قبل أن تكون محترفةً في مهنتها.

لهذا، أقول لها:

“شكرًا لأنكِ كنتِ دائمًا مثالًا للإعلام الحر، شكرًا لأنكِ أظهرتِ الصورة الحقيقية للمرأة الفلسطينية، شكرًا لأنكِ كنتِ أكثر من إعلامية… كنتِ إنسانةً تُشبه الوطن، وصوتًا يُشبه الأمل، وقلبًا يحمل رسالةً لا تموت.”

شاهد أيضاً

اللجنة الفرعية الأوروبية الفلسطينية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون تعقد اجتماعها السنوي

شفا – عقدت اللجنة الفرعية الأوروبية الفلسطينية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون، يوم الثلاثاء، …