
غزة – خاص شفا – سامح الجدي – بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، لم تعد مشاهد السيارات والمركبات الحديثة تسيطر على شوارع القطاع كما كانت في السابق، بدلاً من ذلك، برزت وسائل نقل بديلة فرضتها الحاجة والواقع الصعب، حيث أصبحت العربات التي تجرها الحيوانات، إلى جانب العربات المجرورة والشاحنات المهترئة، خيارًا رئيسيًا للكثير من المواطنين.
الحصار والدمار يغيران مشهد النقل
الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، إلى جانب أزمة الوقود وانقطاع الإمدادات، جعل التنقل في غزة أكثر تعقيدًا. ومع ارتفاع أسعار الوقود وشح المركبات الجاهزة للعمل، لجأ كثير من السكان إلى استخدام عربات تجرها الحمير أو الخيول، لنقل البضائع والأفراد داخل المناطق المتضررة، خصوصًا في الشوارع التي أصبحت غير صالحة للمركبات العادية.
يقول محمود حسين، وهو صاحب عربة يجرها حصان في سوق الشيخ رضوان: “قبل الحرب كنت أعمل سائق أجرة، لكن الآن لا يوجد وقود ولا سيارات تعمل، لذلك عدت لاستخدام العربة لتوفير لقمة العيش لعائلتي.”
الشاحنات المتهالكة تعود إلى الخدمة
إلى جانب العربات التقليدية، عادت بعض الشاحنات القديمة إلى الخدمة رغم حالتها الميكانيكية الصعبة، حيث يعتمد عليها التجار لنقل السلع والبضائع بين المدن والمخيمات. يقول سامي، وهو سائق شاحنة قديمة: “السيارة بالكاد تسير، لكنها الحل الوحيد لنقل البضائع إلى الأسواق. نستخدم أي نوع من الوقود المتاح حتى لو كان قليل الجودة.”
الحلول البديلة وسط المعاناة
على الرغم من الصعوبات، تمكن سكان غزة من ابتكار حلول لتجاوز أزمة النقل. بعض الشباب بدأوا في إعادة تأهيل الدراجات الهوائية والنارية، بينما استخدم آخرون عربات صغيرة يدوية لنقل المستلزمات الضرورية داخل الأحياء المدمرة.
يعلق المحلل الاقتصادي أحمد عوض: “هذه الوسائل البديلة تعكس صمود السكان في ظل الأزمات، لكنها أيضًا مؤشر على التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه القطاع بسبب الحصار والحرب.”
بين الصمود والأمل
في ظل عدم وضوح مستقبل قطاع النقل في غزة، يبقى السكان متمسكين بكل وسيلة تتيح لهم الاستمرار في حياتهم اليومية. فبين عربات تجرها الحمير، وشاحنات متهالكة، ودراجات أعيد إحياؤها، يواصل الغزيون رحلتهم مع الصمود، على أمل أن تعود عجلة الحياة إلى طبيعتها يومًا ما.