12:56 صباحًا / 10 مارس، 2025
آخر الاخبار

الاعلامية سماح أبو صلاح ، الحروف التي تنبض دفئًا والصوت الذي يحمل الحكايات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الاعلامية سماح أبو صلاح ، الحروف التي تنبض دفئًا والصوت الذي يحمل الحكايات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الاعلامية سماح أبو صلاح ، الحروف التي تنبض دفئًا والصوت الذي يحمل الحكايات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات


في مسيرة الحياة، نعبر الكثير من الطرق ونلتقي بالكثير من الوجوه، لكن هناك من يبقى أثره خالدًا في قلوبنا، يضيء زوايا الذاكرة كنجمة لا تأفل، ويترك في الروح بصمة لا تمحوها الأيام. الإعلامية الراقية والأخت والصديقة سماح أبو صلاح كانت إحدى تلك النفوس النقية التي وهبها الله موهبة التواصل الصادق، والكلمة التي تترك أثرًا، والروح التي تنبض حبًا وعطاءً.

لقاء لم يكن صدفة… بل قدرٌ جميل جمعنا

كان لقائي الأول بسماح أشبه بنسمة دافئة في صباح بارد، جاء في وقت لم أكن أتوقع فيه أن أجد شخصًا يحمل هذا القدر من الدفء الإنساني والاحتراف الإعلامي. كانت تمتلك صفحة خاصة تُعنى بإنجازات النساء الفلسطينيات، تكتب عن قصصهن، وتسلط الضوء على نجاحاتهن، لتكون بذلك صوتًا داعمًا لكل امرأة تصنع فرقًا في مجتمعها.

بعدما شاهدت مقابلتي التي تناولت قصتي ورحلتي الأكاديمية وبداياتي في البحث العلمي عبر إذاعة الجامعة العربية الأمريكية في جنين، لم تتردد في التواصل معي. ومنذ اللحظة الأولى، شعرت أنني أمام إنسانة لا تكتب فقط من أجل السبق الصحفي، بل تكتب لأن قلبها يؤمن أن النجاح يستحق أن يُروى، وأن كل امرأة تكافح لها قصة يجب أن تصل إلى العالم.

زيارة لم تكن عادية… بل صفحة خُطّت بماء الودّ

ما زلت أذكر اليوم الذي جاءت فيه إلى مدرستي، حيث قررت أن تلتقي بي وجهًا لوجه، وتكتب عني بطريقة مختلفة، بعيدة عن اللقاءات التقليدية. لم يكن حوارًا صحفيًا جافًا، بل كان رحلةً من الكلمات، غوصًا في الأعماق، ورسمًا لصورة حقيقية بعيدًا عن التصنّع.

في ذلك اليوم، شعرت أنني لا أتحدث إلى صحفية تحمل دفترًا وقلمًا، بل إلى أخت وصديقة تحمل قلبًا نابضًا بالإخلاص والشغف. كانت سماح تستمع إليّ بإنصات نادر، بعيون مليئة بالاحترام والاهتمام الحقيقي، لا تبحث عن كلمات مزخرفة بل عن الحقيقة الصادقة، وكأنها تنسج بخيوط الضوء لوحة تعكس رحلتي الأكاديمية والمهنية بكل تفاصيلها وأحلامها وتحدياتها.

لم يكن مجرد لقاء صحفي، بل كان جلسة محبة وتقدير، انعكاسًا لروحها الطيبة التي تنشر الدفء أينما حلّت. وأتذكر كيف التقطت لي صورًا بعفوية رائعة، وكيف كانت حريصة على أن تظهرني بالصورة التي تعكس حقيقتي، دون أي رتوش زائفة. وبالفعل، عندما نشرت اللقاء على صفحتها، كانت الأصداء مدهشة ومُلهِمة، وكأنها لم تكتب مقالًا فحسب، بل أهدتني مرآة أرى فيها نفسي بنظرة أكثر إشراقًا وثقة.

رحلة مستمرة من الدعم والاحتفاء

لم يتوقف دعم سماح عند ذلك اللقاء، بل استمر كخيط من ذهب يزين مسيرتي. وعندما حصلت على درجة الدكتوراه، لم تتردد في استضافتي مرة أخرى، لكن هذه المرة عبر أثير إذاعة “راديو بروفا طوباس”، في لقاء أكثر من رائع، كان محطة أخرى مليئة بالحماس والطاقة الإيجابية.

كانت سماح خلال اللقاء نموذجًا للإعلامية الحقيقية، التي تدير الحوار بذكاء، تطرح الأسئلة بحرفية، وتترك مساحة للحديث دون مقاطعة، تجعل ضيفها يشعر بالراحة وكأنهما يخوضان حديثًا شيّقًا بين صديقين، لا مجرد مقابلة إعلامية عابرة.

كرم الضيافة… كرم القلب

لا تكتمل صورة سماح دون الحديث عن كرمها النابع من طيبتها وأصالتها. عندما زرتها في بيتها، شعرت وكأنني أدخل منزلًا يفيض دفئًا وسعادة، حيث الكرم الفلسطيني الأصيل يمتزج بالودّ الصادق. استقبلتني بحفاوة وابتسامة صادقة، جعلتني أشعر أنني بين أهلي، وليس مجرد ضيفة عابرة.

سماح… صوتٌ للنجاح، ورفيقةٌ في دروب العطاء

اليوم، وأنا أستعيد تلك اللحظات الجميلة، لا أستطيع إلا أن أشعر بالامتنان العميق لوجود شخص مثل سماح في حياتي. فهي ليست فقط إعلامية موهوبة، بل امرأة فلسطينية تعكس بعملها وجوهرها صورة مشرقة للمرأة الطموحة، التي لا تكتفي بالنجاح الشخصي بل تسعى دائمًا إلى إلقاء الضوء على نجاحات الآخرين، تؤمن أن كل إنجاز يستحق أن يُحتفى به، وأن كل قصة كفاح تستحق أن تُروى.

شكرًا سماح، لأنك كنتِ أكثر من مجرد إعلامية مرّت في طريقي، كنتِ أختًا، ورفيقة درب، وصوتًا داعمًا في كل خطوة خطوتها نحو النجاح. بوجودك، تعلمت أن الكلمات ليست مجرد حروف، بل جسور تمتد بين القلوب، تُلهم، وتدعم، وتُخلّد أثر الإنسان في حياة الآخرين.

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم المنطقة الشرقية من نابلس

الاحتلال يقتحم المنطقة الشرقية من نابلس

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس. وأفادت …