شفا -تستقبل العاصمة المغربية، الرباط، مئات الفنانين من جميع أنحاء العالم لإحياء عشرات الحفلات، بمناسبة بدء فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان “موازين” الغنائي الدولي الذي يمتد إلى غاية 26 من الشهر ذاته، وذلك وسط توقعات بإقبال جماهيري حاشد قد يفوق ما حققته الدورات السابقة.
وتأتي الدورة الحالية لمهرجان موازين في خضم متغيرات كثيرة في المغرب، منها أنه يُنظم هذه السنة لأول مرة في سياق تواجد حكومة جديدة يقودها الإسلاميون الذين كانوا يطالبون بتوقيفه خلال الأعوام المنصرمة، غير أن حدة هذه المعارضة خفت خلال الدورة الحالية لاعتبارات كثيرة.
وتعيش الرباط لمدة تسعة أيام على إيقاعات موسيقى العالم بمختلف أنماطها وأصنافها، من خلال حضور حوالي 1500 فنان قادمين من العديد من البلدان، ليُحيوا حوالي 100 حفل في مواقع ومنصات مختلفة بالمدينة، وعلى رأسهم نجوم الغناء العالمي عرباً وأجانب.
ويحضر خلال الدورة الحالية من “موازين” كل من النجمة الأمريكية الشهيرة ماريا كاري التي ستحيي حفلاً في اليوم الأخير من المهرجان، وبيت بول من أمريكا وجيمي كلايف من الجمايك، ومن النجوم العرب يحضر كل من عبدالله الرويشد، ونانسي عجرم، وهاني شاكر، وفضل شاكر، وأصالة، وأنغام، ووائل كفوري، والشاب خالد، فضلاً عن المطربين المغاربة: ليلى غفران، ونعيمة سميح، والمطربة الواعدة دنيا باطمة التي بلغت نهائي مسابقة “أراب أيدول” التي قدمتها قناة mbc قبل بضعة أسابيع.
ولن يقتصر مهرجان موازين على العروض والحفلات الغنائية في دورته الحادية عشرة، حيث ستُنظم مائدتان مستديرتان: الأولى حول موضوع “الثقافة، هل هي ترف أم ضرورة”، والثانية حول الصناعة الموسيقية بالمغرب: حقائق وتوقعات”، ينشطها ويحضرها مثقفون وأكاديميون مغاربة وأجانب.
ووفق بلاغ من إدارة تنظيم مهرجان موازين، توصلت “العربية نت” بنسخة منه، فإن هذه الندوات الثقافية تطرح أسئلة من قبيل: لماذا الإنسان بحاجة إلى الإبداع ليكون حراً، وكيف يمكن الوصول إلى الثقافة شرطاً لأشكال الانفتاح، كما ستحاول التطرق إلى موضوع مظاهر الثقافة وتأثيراتها على المجتمعات الحديثة، وغيرها من القضايا ذات الصلة.
ويتوقع منظمو مهرجان “موازين” متابعة وحضوراً جماهيرياً غير مسبوق في الدورة الحالية، وهو ما صرح به محمود المسفر مدير البرمجة العربية في المهرجان لـ”العربية نت”، حين قال إنه يأمل بأن يتحقق حضور غفير وكثيف لحفلات المهرجان، نظراً لطبيعة الطبق الفني الممتع والمتنوع الذي يتضمنه برنامج هذه الدورة.
وقال المسفر إن حضور الجمهور بكثافة خلال الدورات السابقة من “موازين” زاد من المسؤولية المُلقاة على منظمي المهرجان، مردفاً بأن الجهود تضاعفت لتوفير أقصى شروط الراحة والاستقبال الجيد للفنانين الحاضرين، وللجمهور الذي سيحج بكثرة لمشاهدة نجومهم المفضلين من المغرب وخارجه، سواءً كانوا نجوماً عرباً أو من البلدان الأوروبية والأمريكية.
وتأتي توقعات منظمي “موازين” بحضور حاشد للجمهور المغربي والسياح العرب والأجانب لمتابعة حفلات أشهر مطربي العالم، خاصة بعد أن نجحت الدورة السابقة مثلاً في جذب أكثر من مليونين من المتفرجين، علاوة على أزيد من 24 مليون مشاهد للحفلات المنقولة مباشرة على القنوات التلفزيونية.
ويأتي تنظيم الدورة الحالية من مهرجان موازين في ظل وجود حكومة جديدة بالمغرب، يقودها حزب العدالة والتنمية الذي ما فتئ يعارض تنظيم هذا المهرجان حين كان في صفوف المعارضة، لأسباب كثيرة منها اتهامه لمنظمي المهرجان بتبذير للمال العام في ما لا فائدة منه، وأيضاً تزامنه مع فترة استعداد آلاف الطلبة للامتحانات امتحانات الطلبة.
وخفَّت الأصوات المعارضة خلال دورة هذه السنة بشكل لافت باستثناء بعض الآراء التي عبرت عن انتقادها للمهرجان، من قبيل الحبيب الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، لكن سرعان ما عادت الحكومة لتأخذ مسافة محايدة من تنظيم “موازين”.
ويعتبر مراقبون أنه من أسباب خفوت المعارضة الحادة التي كانت إزاء مهرجان موازين أن علة تبذير الأموال العمومية لم تعد قائمة، باعتبار أن المهرجان بات يعتمد على المداخيل المالية الذاتية التي ترده من الإشهار والشركات الخاصة، ولم يعد يتلقى أي درهم من الدولة.